أظهرت إحصائية أعدها قسم التخطيط العمراني في جامعة الملك فيصل في الدمام، أن عدد السكان في السعودية يصل إلى نحو (20) مليون نسمة غالبيتهم من الشباب، حيث تصل نسبة السكان الذين تبلغ أعمارهم أقل من (21) عاماً نحو (70%) من إجمالي عدد السكان.
إذاً نحن نعتبر مجتمعاً فتياً شاباً، يجب أن تُبنى خططه المستقبلية للتواؤم مع هذه الثروة البشرية الهائلة، لا سيما وأن معدلات النمو الاقتصادي لم تعد تتوازى مع هذه الهجمة الشبابية العارمة.
وبما أننا لا نمتلك أدوات قياس علمية وواضحة باستطاعتنا أن نقيس من خلالها توجهات الشباب وآمالهم وطموحاتهم وعلاقتهم بأنفسهم وبالمحيط، وقبل كل شيء بالخطط التنموية التي تعد لهذا المكان ومستقبله، فبإمكاننا القيام بعملية استقراء بسيطة لبعض الظواهر التي نلمحها حولنا.. لعلنا من خلالها نترجم بعضاً مما يدور في الكواليس الشابة.
- عدد الاتصالات الهاتفية التي وصلت إلى مسلسل ستار أكاديمي تجاوز (100) مليون اتصال معظمها من السعودية ودول الخليج.
- في برنامج تلفزيوني بثته القناة السعودية الثالثة سأل المذيع بعضاً من الشباب (الجبن يزرع في سوريا أم في مصر؟؟) وتراوحت الإجابة بين سوريا ومصر.
- مضمار المشي أو ما يسمونه (شارع الحوامل) بالرياض بات مزاراً تدور حوله سيارات الشباب، العيون زائغة والعقل خاوٍ من عنفوان الشباب وكبريائه ونبله، فقط وحده مسجل السيارة يصدح بالأغاني.
- ثلة من خيرة الشباب التقمهم مشروع ظلامي مرعب، واغترف عقولهم ووضع بدلاً منها مجموعة من الشعارات الدموية المتوحشة وزرعهم بين الطرقات والمساكن وملاعب لهو الأطفال، قنابل مهيأة للانفجار.
هذا مرور سريع ومبتسر لكنه بالتأكيد يشي بالبيئة التي أنتجته، هذه الصورة أقدمها بكل لوعتي الوطنية إلى الذين أصموا الآذان على مدى السنوات الماضية بشعاراتهم وكتيباتهم وأشرطة الكاسيت والخطب الملتهبة والعصي النيرانة والتوبيخ والجزر والمنع والرفض للآخر والتوجس من العالم.
| 
