* الرياض - روضة الجيزاني:
ترقب يسود أروقة الشارع السعودي واهتمام بالغ مدعوم بأمن يات عريضة لجلسة مؤتمر الحوار الوطني المقرر عقدها في المدينة المنورة يوم السبت 27- 3-1425هـ.وذلك بعد أن شكل مؤتمر الحوار الوطني الذي عقد في مكة المكرمة مؤخراً خطوة إيجابية لما له من مردود إيجابي في رسم المستقبل الجديد في ضوء ما تشهده المنطقة من متغيرات عدة تتطلب توسيع دائرة المشاركة الشعبية. ولكن يبقى السؤال الكبير المطروح، ماذا بعد الحوار وهل يكفي الحوار لاستشراف المستقبل، وهل التوصيات سوف تمر أو تمرر وتصبح مجرد توصيات؟ ثم ماذا عن المشاركة النسائية في الحوار ومدى اتساع مساحة التعبير لها وتنوع الشخصيات المشاركة؟
وحول هذا الاطار رصدت الجزيرة آراء بعض سيدات المجتمع السعودي على اختلاف مناصبهن لتكون الآراء بعيدة عن حوار النخبة.
ففي البداية تقول المواطنة نورة الزير: أصبحنا اليوم متهمين بالإرهاب ويصفنا البعض بالتطرف والغلو, وإذا كان هناك فئة معينة تسير في هذا الاتجاه, فهذا لا يعني ان هذا الفكر سائر على الجميع, فنحن كمواطنات فرحنا بقدوم الخطوة الرائدة التي تجلت بالحوار الوطني الذي يسمح للجميع بإصلاح الخلل الداخلي ولكننا نتطلع إلى زيادة مشاركة المرأة لتشمل العديد من القطاعات التي تهتم بشؤون المرأة.
التغطية الإعلامية
من جهة أخرى تتهم المواطنة بدرية العليان بعض وسائل الإعلام خاصة المقروءة منها لأنها - كما ذكرت - لم تكن بحجم الحدث. وتقول: من خلال متابعتي للحدث إعلامياً لم أجد اهتماماً كافياً وبما أنه حدث وطني وتاريخي ينقلنا من مرحلة إلى مرحلة هامة تشكل الشيء الكبير للمواطن السعودي وتعود عليه بالنفع ساهم الإعلام في تغطية وحجب هذا الحدث العام. وأنا أدعو وسائل الاعلام الاهتمام بهذا الحدث وفتح قنوات أخرى إعلامية لرصد تطلعات ومتطلبات المواطن.
رأي الشارع
- وتؤيدها وجهة النظر المواطنة نور المسعود. التي رأت بأن عملية الاعلام مسألة مهمة جداً لإصلاح الاوضاع العامة. وتضيف: من المعروف انه ليس كل الشعب يقرأ الصحف اليومية لذا يجب تنويع طريقة إيصال المعلومة لعامة الشعب. فأرى ان تهيئة الشعب أولاً ضروري لأن تنمية حسن الإنتماء لديهم لا يأتي فقط من خلال فتح الحوارات وإنما بالمشاركة الفعالة لمناقشة المفاهيم الراسخة في مخيلتهم منذ عقود خاصة فئة الشباب الذين هم بأمس الحاجة للمناقشة وطرح آرائهم وافكارهم الحبيسة.
وتقول نسرين صادق: يجب احترام المذاهب الدينية والتعايش معها. مشيرة إلى قضية تنوع المذاهب الدينية واحترام ممارستها وتضيف بالقول: إن من يتمعن بحديث سمو ولي العهد -حفظه الله- يستشف امراً هاماً وهو التطلع إلى الأفضل ونبذ العداوة الدينية على اختلاف مذاهبه, ومن هنا يجب ممارسة الجميع لدوره وليس فقط داخل المؤتمرات والصالات المغلقة وإنما يجب فتح آفاق جديدة ليتعايش معها المواطن والاعتراف بالمذاهب الدينية لتصبح السمة الواحدة فيما بينهم كشعب واحد يساند وطنه بكل قضاياه من خلال الرؤية الشرعية.
أسماء نسائية
- وترى المواطنة سارة الدوسري: ان تعدد المشاركة النسائية ضرورية للارتقاء بالحوار الفكري الوطني، وأن لا تصبح الأسماء الحالية هي الأسماء والشخصيات الوحيدة والموحدة في حق الحوار والمناقشة، لأن هذا سوف يفقد الحوار شفافيته ولن تعم المصلحة العامة الجميع. وهذا ما يرفضه مبدأ الحوار الفكري الوطني.
توسيع المشاركة
- وناشدت المواطنة نوف عبدالعزيز القائمين على هذا المشروع الفكري الوطني بأن يراعوا أهمية مشاركة فئة من الشعب من خلال اختيار العديد من المشاركين والمشاركات من عامة الشعب لنقل الوجهات الأخرى التي قد تكون غائبة عن البعض. فنجاح الحوار يأتي من خلال توسيع دائرة المشاركة العامة. وهذا مطلب الجميع خاصة في هذه المرحلة ونحن نشهد متغيرات في العالم المحيط بنا.
وقالت: إذا لم نقف صفاً واحداً بفكرنا وانتمائنا وتقبلنا الآراء المتعددة فلن نستطيع ان نضيف شيئاً لهذا المنبر الفكري الذي وجد للجميع وليس لأناس معيين.
احترام الآخر
- وترى المواطنة نيفين السكري: ان تهيئة العامة يأتي من خلال ممارسة كل المثقفين والمعنيين بهذا المجال وأنه يأتي بالتدرج. فمثلاً تهيئة الجميع على تقبل مبدأ الحوار واختلاف الآراء وتعدد المذاهب الدينية كذلك آداب التواصل الفكري والحوار الهادف البعيد عن الغلو والتعصب الديني والفكري. كما رأت أن الحوار إذا تبنى كل قضايا المجتمع ووجد المناخ الطبيعي وأوجد التعدد بالمشاركة للجنسين فإن مهمته سوف تظهر قريباً. فنحن أمة لسنا أعجز من غيرنا في الوصول إلى النجاح والمحافظة على هويتنا الفكرية والوطنية.
فكر دخيل
- وترى المواطنة هلا السالم ان الحوار الوطني سوف يساهم كثيراً في التأثير على فكر البعض الذي يمثل خطراً قد يهدد أمن البلاد، فإذا تحدثنا عن كل شيء زال الخطر واقتربت المسافات فيما بيننا. مضيفة ان الصراحة والشفافية وتفعيل الحوارات من شأنه المساهمة في إخراج جيل جديد يتجه نحو بناء وطنه إنمائياً وفكرياً ويحميه من أي شر قادم.
تفعيل التوصيات
من جهة أخرى تساءل العديد عن التوصيات التي خرج بها الحوار الفكري الوطني الثاني وأشاروا الى بعض التوصيات وهل ستصبح مجرد توصيات لا تُفعَّل أم ستصبح ترجمة حقيقية للواقع الذي خرج به الحوار.
حيث تقول المواطنة نورة السبعان: لابد ان تكون التوصيات موضع الجد في التنفيذ والعمل الجاد ليعم النفع على المواطنين، وهذا لن يحدث إلا إذا وضع الجميع كل عطاءاته لخدمة الوطن ومواطنيه, كما يجب أن يفهم العامة أن نجاح أي مشروع يأتي من إخلاص النية وحب الوطن والحفاظ عليه.
مفاهيم تقليدية
- وترى المواطنة غادة المشعل ان العمل على التوصيات سوف يجد أرضية جديدة للتواصل مع فئات المجتمع المختلفة. وتضيف قائلة: ليس هذا فقط بل يجب علينا ان نمحو بعض المفاهيم التقليدية المسيطرة على البعض وأصبحت تشكل مفهوماً خاصاً في مجتمعنا, وعلينا ان نؤمن بالصراع الحضاري بما يتماشى مع ديننا الحنيف. وعلينا ايضاً ان نقبل ونتقبل المذاهب الدينية فهذا حق مشروع لكل إنسان ويصب في عملية بناء مجتمع راقٍ له فكر متجدد يقبل كل الآراء بلا تعصب أو تطرف معين.
حرية الرأي
- وتؤكد المواطنة سارة العقيل: أغلب الآراء المطروحة التي ترى ان تفعيل التوصيات لا يكفي وأنه يجب ان يعمل الجميع على محور الحوار وهو حرية الرأي مع إيجاد خطة موحدة تهدف إلى مصلحة الوطن والمواطن وهذا سوف يحدث إذا تم العمل بشفافية وتوسعت دائرة مشاركة المرأة حيث هناك العديد من القضايا المعلقة للمرأة, كما ان هناك العديد من التقاليد الخاطئة التي يجب التخلص منها إضافة إلى دور الإعلام السعودي الذي هو بحاجة إلى التجديد والانفتاح على الإعلام الخارجي ليتم بناء فكر جديد يعطي لأمته ومجتمعه. وهذا طبعاً دون المساس بالإطار العام والثوابت الدينية الذي تربينا عليها.
وتؤكد المواطنة فاطمة علي أهمية الانتماء الوطني بعيداً عن أي إنتماء مذهبي قائلة: إن الهدف من هذا الحوار ليس فقط فتح الحريات وسماع الأفكار والآراء المتعددة وإنما يهدف إلى ما هو أكبر من ذلك. فالوطن مثلما أعطاك هذا الحق له عليك الحق بإعطائه الكثير. ولعل الاوليات ان تكون منتمياً له وبعيداً عن أي إنتماء مذهبي، فكلنا سعوديون نعيش في هذا الوطن الرحب الذي ينتظر منا العطاء وليس الأخذ فقط.
تغيير المناهج
- ومن خلال هذه الجولة لمسنا رغبة شديدة لدى العديد للحديث عن هذا الموضوع، فالبعض شكل صورة محددة عنه، اما البعض الآخر فأكد على أهمية تفعيل هذا الحوار من خلال توسيع قاعدة المشاركة الشعبية وطرح قضايا المرأة العالقة وأهمية دور الاعلام في تفعيل هذا الحوار والعمل على بناء فكر جديد للمواطن من خلال تهيئته اجتماعياً وتدريبه على تقبل الفكر الآخر على اختلاف المذاهب لبناء جيل جديد قادر على الحوار والتعاطي مع المتغيرات الحالية للعالم. مشيراً البعض إلى مسألة تغيير المناهج الدراسية وأهمية ذلك لتهيئة جيل قادم قادر على التعايش مع بعضه ومع الآخرين. كما وجدنا ان الكثيرين لا يعرفون ما هو الحوار الوطني. الأمر الذي يدفعنا على قراءة ما بين السطور قراءة جيدة.
وضع المرأة
- وحول هذا الموضوع توجهنا إلى أحد المشاركات بالحوار الوطني الدكتورة هند الخثيلة وسألناها عن الأطروحات التي ناقشت وضع المرأة ومكانتها المستقبلية في المجتمع حيث حدثتنا قائلة: لقد أثمر الحوار عن فتح عدة قنوات للحوار عن المرأة ومكانتها الاجتماعية في مجتمعها. ولعل تأكيد ذلك جاء من خلال حديث صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- الذي أكد في كلمته على أهمية دور ومكانة المرأة بتخصيص محور الحوار القادم عن المرأة والتعليم.والحوار نتج عنه أمور عدة منها الموضوعية في الطرح والمنطق في المتطلبات. هذا الأمر يعكس مستوى طرح المشاركين, ولقد ركز على عدة أمور هامة كانت ولازالت تدفع المرأة ثمنها كالغلو تجاه المرأة من ناحية مكانتها وحقها الفعلي في النظرة, فالخلل يكمن في مكانة المرأة في مجتمعها واحتياجاتها الحياتية لا في العمل والوظيفة، فهي في هذا المجال أخذت حقها. كما علينا أن لا نقلل من دورها في المجتمع، فالمرأة قيمة استهلاكية ابداعية وتحتاج لأرضية وفهم لتقوم بعملها الرئيس في المجتمع.
وعن ردها عن السؤال كيف نستطيع تصحيح صورة ومكانة المرأة في المجتمع أجابت قائلة: هناك العديد من القنوات مثل الإعلام والقنوات التعليمية وتهيئة المجتمع لهذا الأمر، وأنا اقول أن الوقت الآن يتطلب منا إعادة صياعة ملف المرأة الذي هو مليء بالمتناقضات ولا يتناسب مع وضع ووضعية المرأة اليوم.
وهنا أود أن أطمئن المرأة أن القادم يصب في صالحها وسوف يعاد صياغة العديد من الأمور والمفاهيم الخاطئة لأن هذا الحوار فكرة متناغمة تجلت بين المواطن والمسؤول من أجل خدمة الجميع من أجل المشاركة والخروج بكل ما هو يعود بالنفع على المواطن والمواطنة.
|