* الخرطوم - أنجمينا - القاهرة - الوكالات:
خطفت مشكلة التمرد في اقليم دارفور بغرب السودان الاضواء عن المحادثات الهامة التي يتوقع ان تضع نهاية لعقود من القتال في جنوب السودان، وجاء اعتقال المعارض الإسلامي حسن الترابي ليؤكد بروز الوضع في دارفور إلى صدارة الاحداث، اذ ان الاعتقال يجيء بسبب اتهامات تقول ان حزب الترابي ضالع في مؤامرة انقلابية كان يعتزم القيام بها نفر من الضباط الذين ينتمون إلى اقليم دارفور، في الوقت الذي بدأت فيه مفاوضات للتسوية بشأن الاقليم في العاصمة التشادية انجمينا.
واوضحت زوجة الترابي وصال المهدي ان (اعدادا كبيرة من قوات الامن حاصرت منزل) زعيم حزب المؤتمر الوطني الشعبي (معارضة) واعتقلته، وقالت في وقت مبكر من صباح امس الاربعاء (طوق ضباط الامن المنزل وكلهم يحملون اسلحة وأبلغوا حرس المنزل انهم يريدون الشيخ (الترابي)، وخرج واقتادوه بعيدا)، وكانت السلطات السودانية رفعت في 13 تشرين الاول-اكتوبر الماضي الاقامة الجبرية التي فرضتها قبل ثلاث سنوات على الترابي. واضافت زوجة الترابي ان (عددا من مسؤولي حزب المؤتمر الوطني الشعبي اعتقلوا ايضا) ليل الثلاثاء الاربعاء.
وسئلت زوجته لماذا اعتقل الترابي ثانية؟ فقالت (لان الشيخ يمثل المعارضة القوية الوحيدة للحكومة في الوقت الحالي)، وقالت ان قوات الامن كانت قد وصلت في حوالي خمس مركبات منها ثلاث شاحنات وحوطت المنزل في حي المنشية بالخرطوم.
وقال عوض بابكر سكرتير الترابي انه لم يتضح على الفور إلى أين اقتيد الترابي لكنه استدرك بقوله انه من المحتمل ان يذهب إلى سجن كوبر في شمال الخرطوم الذي اعتقل فيه من قبل. وقال بابكر ان عشرة مسؤولين سياسيين من الحزب الشعبي اعتقلوا، وكان مسؤولو الحزب قالوا ان الاعتقالات الاولى جرت في اعقاب اعتقال الحكومة ضباطا عسكريين فيما يتصل بمحاولة الانقلاب.
وجاء اعتقال الترابي بينما اعلن مصدر سوداني مسؤول الثلاثاء (اعتقال عشرة او احد عشر ضابطا من القوات المسلحة بتهمة الضلوع في محاولة انقلاب عسكري).
وفي تصريح لوكالة فرانس برس اتهم مسؤول في حزب المؤتمر الوطني الشعبي الذي يتزعمه المعارض حسن الترابي، الثلاثاء السلطات السودانية بانها اختلقت رواية المحاولة الانقلابية لحل هذا الحزب.
وكان مسؤولون سودانيون اتهموا مرات عدة حزب الترابي بدعم متمردي دارفور، وكان الترابي قال في وقت سابق لرويترز ان حزبه غير متورط في اي محاولة انقلاب لكنه يساند الاتهامات التي يوجهها المتمردون في غرب السودان من ان منطقتهم تلقى اهمالا من الحكومة المركزية.
وجاء اعتقال الترابي بينما افتتحت في تشاد مساء الثلاثاء مفاوضات بين الحكومة السودانية وحركة التمرد في دارفور في محاولة لانهاء القتال الذي أدى إلى سقوط حوإلى ثلاثة آلاف قتيل منذ شباط-فبراير من العام الماضي.
وقد اكد الوفد الحكومي السوداني الذي قاطع حفل افتتاح المفاوضات انه ما زال يريد اجراء المناقشات لكنه لا يريد حضور بعض المراقبين الدوليين.
وقال وزير الدولة السوداني للشؤون الخارجية التيجاني فضيل لوكالة فرانس برس في انجمينا :(ان تغيبنا عن القاعة خلال حفل الافتتاح لا يعني رفضا للتفاوض).
واضاف: (جئنا حتى يجري الطرف التشادي بدعم من الاتحاد الافريقي المفاوضات، ويبدو ان آخرين يحاولون الاضطلاع بدور المراقبين وهذا لم يكن مقررا).
وقد حضر الاحتفال مندوبون عن الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة ومركز هنري دونان للحوار الإنساني، آملين في الاضطلاع بدور (وسطاء) بين الخرطوم ومتمردي دارفور الذين يتواجهون منذ شباط- فبراير 2003 في هذه المنطقة الحدودية مع تشاد.
واضاف المسؤول السوداني: (ننتظر الآن خطة العمل التي سيسلمنا اياها الطرف التشادي حتى نتمكن من الاتفاق وبدء المفاوضات).
وخلص إلى القول: (نؤكد من جديد اننا جئنا لايجاد حل سلمي لهذه المشكلة).
واكد الرئيس التشادي ادريس ديبي الذي يرعى المفاوضات بين الخرطوم ومتمردي دارفور، لدى افتتاحه المفاوضات ان الاعمال ستبدأ الاربعاء - امس-.
وقال مصدر دبلوماسي في انجمينا انه لم يتم حتى الآن تحديد نطاق المحادثات ودور كافة الوسطاء، إلى ذلك اتهمت الحكومة السودانية الامم المتحدة يوم الثلاثاء بأنها كذبت بحديثها عن تجاوزات (منهجية) لحقوق الإنسان في دارفور.
وقال وزير الخارجية السوداني مصطفى عثمان اسماعيل في تصريح صحافي :ان (بعض مسؤولي الامم المتحدة لا يقولون الحقيقة حول الوضع في السودان، ونستطيع ايضا ان نصف بعض تصريحاتهم بأنها اكاذيب).
وكان وزير الخارجية السوداني يعلق على بيان اصدرته امس مجموعة من خبراء الامم المتحدة في مجال حقوق الإنسان انتقدت فيه ما اسمته التجاوزات (المنهجية) لحقوق الإنسان في دارفور.
|