الخبر الذي نشرته (الجزيرة) يوم الاثنين الماضي عن تشييع ثلاثة عشر طفلاً خرجوا أمواتاً من مستشفى واحد بمدينة الرياض يعيد للأذهان أخباراً مماثلة سبق نشرها عبر الصحف وتتناقلها الألسن في مجالس المتحدثين وكان السامع يعتقد بداية أن تلك الأنباء من جملة المبالغات التي تطلق هنا أو هناك في أحاديث المجالس، ولكن مع تتابع هذه المعلومات وتواترها وكثرة الحديث عنها في غير مدينة واحدة أمر ملفت للانتباه ويدعو للمراجعة والتدقيق وبحث الأسباب والتحري عن الملابسات، فالوفيات بالجملة من أقسام محددة (مواليد وأطفال) والأمر غير معجز ولا صعب التحقيق المهم أن تكون هناك عين مفتوحة وقلب واع وعقل مدرك لأبعاد ما يجري، فإن كان الأمر طبيعياً ويحدث عند غيرنا ولأسباب يمكن علاجها فلماذا التأخير والتقصير؟ وإن كان غير ذلك فالأمر أدهى ويدخل في إطار غير الإطار المعتاد للمتابعة، وفي رأيي أن الأمر جد هام وفي غاية الخطورة مهما كانت الأسباب والملابسات.. والأحاديث والواقع تنبىء عن أمور تستحق الجدية وتبيان الحقائق، وفي ذات يوم كنت أحد المشيعين لطفلة أحد الأقارب بمقابر النسيم ولفت انتباهي ان قسماً كبيراً على يسار الداخل للمقابر من بوابتها الرئيسية الغربية كلها أحجام صغيرة مما يعني انهم أطفال وتحدثت لأحد العاملين هناك فقال إن أكثريتهم بل أغلبهم يأتون من المستشفيات، فسألته عن الأسباب فقال وهو يبتسم (الحبل السري دائما) وانصرف لعمله دون أن يضيف شيئاً آخر وكأنه يريد أن يفهمني أنه غير مقتنع بهذا التعليل وكأن في الأمر شيئاً ولأنه عامل وافد لا يريد أن يدخل نفسه في حديث يطول.
| 
