في مثل هذا اليوم من عام 1959 عبر الدالاي لاما، الزعيم الروحي لإقليم التبتفي الصين، إلى الحدود الهندية بعد رحلة استمرت 15 يوما سيرا على الأقدام، فوق جبال الهمالايا، من عاصمة التبت لاسا.
كانت هذه الأنباء هي الأولى التي ترد عن سلامة الدالاي لاما منذ رحيله في الـ17 من مارس بصحبة 20 فردا من حاشيته، من بينهم 6 وزراء. حيث ظن الكثيرون أنه قتل أثناء أعمال القمع الصارمة التي مارسها الصينيون في أعقاب الانتفاضة التبتية في مطلع الشهر ذاته.
اضطر الدالاي لاما إلى عبور نهر براهما بوترا الذي يصل عرضه إلى 500 ياردة، كما تحمل عوامل الطقس السيئ والارتفاعات الشاهقة لجبال الهمالايا إلى جانب الارتحال ليلا، وكل ذلك لتحاشي الحراس الصينيين. حتى تمكن في النهاية من عبور الحدود الهندية عند ممر كينزيامانا. حيث اتجه على الفور إلى دير تووانج الذي يقع على مسافة 50 ميلا من الحدود الهندية. كانت أعمال القمع الصينية قد نجحت في ذلك الوقت في إخماد الانتفاضة في العاصمة التبتية لاسا. وقامت بفرض حظر التجوال من بداية حلول الظلام إلى الفجر، كما عينت لجنة عسكرية لتولي حكم المدينة.
قدر عدد القتلى بحوالي ألفي شخص خلال الثلاثة أيام التي شهدت قتالا ضاريا بين التبتيين والجيش الصيني.
وكان أسوأ ما وقع من حوادث في أعقاب هذا القتال هو قيام الجيش الصيني بإطلاق نحو 800 قذيفة مدفعية على القصر الصيفي العتيق للدالاي لاما والذي تحول إلى مجموعة متناثرة من الحطام. كما تحطمت العديد من المنازل وقتل آلاف المدنيين تحت وطأة هذا الجحيم.
وبعد يوم واحد، أعلنت الصين في بيان وقعه الزعيم الصيني تشو إن-لاي، أن الصين تمكنت من سحق تمرد كبير في لاسا، وإن كان البيان قد أشار إلى استمرار الثورة خارج العاصمة. وأعلن البيان عن حل الهيئة التبتية الحاكمة بموجب الأحكام العرفية، وعن تعيين البانشين لاما، خصم الدالاي لاما الموالي للصينيين، كرئيس للجنة الحكم الذاتي للتبت تحت سيادة جمهورية الصين الشعبية.
|