تحتل الصحراء جزءاً كبيراً من مساحة المملكة العربية السعودية تلك الصحراء التي احتضنتنا التي عشقها الآباء والأجداد وأورثونا هذا العشق فهي الموطن الذي نفتخر ونعتز به بيننا وبينها ارتباط وثيق إذ لا نستطيع أن نعيش إلا فيها.
ولقد تعرضت هذه الصحراء وأبناؤها لعدة مشاكل خطيرة حيث عُرضت أشجارها ونباتاتها وأحياؤها للخطر والفناء التي تعتبر مقوماتها الأساسية فنذكر منها الآتي:
أولاً: الاحتطاب
لقد بلغ اهتمام الإسلام بالشجرة مدى لم يعرف له مثيل في شريعة سابقة حيث ذكرت في عدة مواضع في القرآن الكريم والسنة المطهرة وحسبنا أن نعلم أن الخلفاء وهم أعلى سلطة في الدولة الإسلامية كانوا يوصون أمراء الجيوش الإسلامية عند بعثهم للجهاد بالمحافظة على الشجرة مثل المحافظة على أرواح الأبرياء إلا أن كثيراً من الناس في هذا الوقت وفي أثناء تجولهم في الصحراء يقومون بقلع الأشجار بشكل عشوائي وذلك لبيعها أو الإشعال فيها بحجة التدفئة دون خوف من الله أو أي جهة مسؤولة عن ذلك، ولو أن وزارة الزراعة والمحافظات ورؤساء المراكز قاموا بتنفيذ الأوامر التي لديهم ومعاقبة من يقوم ذلك للحد بشكل كبير من هذه المشكلة.
ثانيا: الا عتداء على المراعي
تعتبر المراعي هي الأماكن التي تساعد على نماء الثروة الحيوانية في بلادنا إلا أنها تعرضت لاعتداءات قضت على نسبة كبيرة منها ألا وهي وجود الكسارات في أماكن رعوية جيدة وحجز الأراضي بأسياج منيعة تصل إلى عشرات الكيلومترات بحجة أنها كانت مزارع قبل سنوات ثم تركت محجوزة لا يستفاد منها لا للزراعة ولا في المراعي وإغلاق الطرق التي كان أهل البادية يتنقلون من طريقها وخاصة أهل الإبل وعدم وجود معابر كافية للجمال على الطرق السريعة حيث يضطرون إلى تحويل مسارهم إلى مسافات طويلة للبحث عن طرق أخرى مما يأخذ من وقتهم الأيام الطويلة.
ثالثاً: رمي المخلفات
مثل أكياس الأعلاف وأسلاك البرسيم الحديدية وجميع المخلفات بأنواعها حيث أن أي منطقة يوجد بها مثل هذه المخلفات والنفايات لا يمكن أن تنبت مرة أخرى إلا بعد مدة طويلة تصل إلى أكثر من سنتين.
رابعاً: الرعي الجائر
حيث يوجد أشخاص يمتلكون آلاف الرؤوس من الأغنام ووضعها في الصحراء التي أثرت تأثيراً كبيراً على الغطاء النباتي حيث اختفت بأسبابها كثيراً من الأشجار والنباتات الصحراوية التي كانت معروفة في السابق، فلو تدخلت وزارة الزراعة في تحديد اقتناء مثل هذه الأعداد بحيث لا تزيد أي مجموعة في الصحراء بأكثر من ثلاثمائة رأس وتحويل الأعداد الكبيرة إلى مشاريع زراعية وتشجيعها ودعمها. لذا نرجو من جميع المسؤولين في أجهزة الدولة وعلى كل المستويات القيام بجدية واهتمام في وضع الحلول العاجلة لهذه المشاكل البيئية الخطيرة لإنهاء مشكلة الجميع.
محمد بن ناصر بن جاسر السبيعي
الحائر |