الفارس مسلط الرعوجي المتوفى في حدود عام 1180هـ في ضواحي الحريق. وهو فارس وشاعر، وقد لقب بالرعوجي عندما رعج رمحه في احدى الخيل المغيرة عليه بفارسها وكان آنذاك شاباً في مقتبل العمر.
ثم إن هناك شخصاً يدعى جريس وكان رجلاً شجاعاً ومغامراً وله زوجة حكيمة ومدركشة فنصحته عن أخذ الناقة التي عليها دلال حيث انها غالية عند صاحبها ومن نوادر الابل وكان يضعون عليها ريش نعام ويسمونها (أم دويك).
وفي احدى غزوات جريس قالت له زوجته هذه الأبيات تنصحه وتحذره من أخذ تلك الناقة المشار إليها فتقول:
يا جريس لا تغريك بالنوق الاطماع
ولا تأخذ أم دويك لوهي وحدها
يأتيك راعيها من النزل فزاع
حليل بنت تو زمة نهدها
ياتيك فوق مشمر وقم الارباع
خطر على غوجك تخمه بيدها
بالجنب مصقول وبالكف لماع
يقطع ضماك وهي بحامي جهدهاوقالت زوجة جريس أيضاً في قصيدة أخرى تنصحه:
يا جريس غوجك كن حدرا تتله
تراه يكبي بك إلى نشف الريق
يجيك شغموم يراعي لضله
من صلب لابه للمراجل عشاشيق
ثم ان جريس لم يأخذ كلام زوجته في محمل الجد وفي احدى غزوات قومه أغاروا على ابل جماعة الرعوجي وساقوا ما حصلوا عليه من الإبل وما كان من جريس الا ان شذ عن قومه وذهب لابل لم يغيروا عليها قومه وكانت إبل مسلط الرعوجي وهو مرافق معها لحمايتها، فشاهد جريس الناقة التي وصفتها زوجته فساقها امامه وذهب بها فلحقه مسلط ونصحه ان يخلي سبيل الناقة ولكنه لم يقبل النصيحة، فبرز جريس لمسلط وقال يمدح حصانه ويهدد مسلط بقوله:
الغوج من در العرابا مساقيه
ولو تبين خشم قاره طمرها
نبغى عليه الذود نأخذ نواديه
مع ضف شيخ للمتلي قهرها
فقال مسلط مجاوباً جريس:
الذود دونه صاحبه سارح فيه
شغموم يرعى فاطره عن خطرها
مستجنب مثل الوضيحي تباريه
عريانه الساقين فتر ظهرها
تركض على جنب وجنب تداريه
وتعطي لمذلوق العريني نحرها
مضرا بها بالقاع تسقي الرسل فيه
وتشدى حتاتيل القصيمه حفرها
ثم ان الرعوجي حمل على جريس فطعن حصانه ولم يطعن جريس فتشطر الرعوجي عنه هناك ليسمع ما يقول جريس فوقف جريس عند جثة حصانه وقال يتوجد عليه:
لوا حصاني بجل ذودي شريته
عند الرعوجي رشا به مرتع الذود
لو الرعوجي يوم جاني نخيته
كان السنافي بوردته ينهض العود
ثم منع الرعوجي جريس أي أسره فأخبره بما قالت له زوجته تنصحه واسمعه القصيدة فأطلقه الرعوجي وعفا عنه واعطاه حصاناً له وجملاً لزوجته.