إن الجهاد الحق قد برَّ به أحمد ياسين في سويعة مباركة عقب الصلاة، صلاة الفجر الكبرى في فلسطين التي يعد خير مجاهد لها، فكراً ويداً وإيماناً.
كان عمله عمل المجاهدين الأخيار، وفعل المناضلين الأبرار. لم يغفل عما تطلبه المرحلة.. وهي أخطر مرحلة شهدتها القدس وربى فلسطين الخضراء. نعم، ياسين هو المجاهد الحر الذي طالما لقَّن الصهيونية الدروس والعبر المادية التي يسندون حياتهم إليها.. إلى المادة مادة الدنيا القذرة فجهنم.. بالله يا لطيف !!!
ولكن المؤمنين مثل ياسين يرون ان أللذَّة في الروح والمعنى الجهاديين اللتين تعقبهما الشهادة فالصراط المستقيم فجنة المأوى إن شاء الله عند عزيز مقتدر.
لقد رحل هذا الرجل، ولكن فكره وروحه مرفوعان في ظل الجهاد الذي تعهد جند ياسين -من بعده- على مواصلة النضال والكفاح المسلح بالإيمان والسواعد.. سواعد المجاهدين لتحرير فلسطين من براثنه شذاذ الآفاق الغادرين ذوي الخيانة عبر التاريخ الإسلامي سواء في عهد أنبيائهم ورسلهم أمثال موسى وهارون وعيسى ويحيى.. إلخ عليهم الصلاة والسلام.. إلى عهد نبينا الكريم محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم. لقد قتل اليهود المئات من الأنبياء، ذلك أنهم ذوو جبن وضعف وخداع، وصدق عليهم قول شاعرنا العربي:
وضعيفةٍ إذا لقيت فرصةً
قَتَلتْ، كذلك فرصة الضعفاء |
نعم لقد اغتالوا أحمد ياسين خير المجاهدين بضوء أحمر خطير من بوش وشارون، فكانا بما عملا وخططا شرا الغافلين الذين لا يؤمنون إلا بالدنيا وماديتها وسياساتها المؤقتة. نحن لا نلوم بوش -كما قال أحد خطباء يوم الجمعة المباركة الماضية- ولكن نلوم أنفسنا لما ساد موقفنا السلبي فيما يحدث من حولنا من أحداث لا نفيق إلا في وقتنا المتأخر، وهكذا نمضي دواليك، والفرص.. فرص السلام والجهاد تمر بنا ونكاد لا نعطيها أي تحرك أو تلبية أو اعتبار!!بل ان ثمة خلافات بين بعضنا والبعض، ولكأني بأمير الشعراء شوقي يعنينا بقوله:
إلامَ الخلف بينكمو إلاما
وهذي الضجة الكبرى علاما؟ |
فلا بد من مسخ هذه الخلافات ومسحها كذلك، إلى عمل موحد، وجهاد مجهد مشرف مريح في الختام. فرحمة الله عليك يا أحمد ياسين في الأولين والآخرين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
|