في برنامج (أمن وأمان) والذي عرض على القناة الأولى بعد صلاة الجمعة الماضي عن ظاهرة التفحيط، كم تمنيت ومن كان يتابع معي ذاك البرنامج التسجيلي أن يتم الإعلان عن حالة الطوارئ ثانية، كالتي أعلن عنها لمواجهة الخلايا الإرهابية وخوارج هذا الزمن، فما أن بدأت تلك الجهود الأمنية الموفقة حتى تنفسنا الصعداء خصوصا بعد الخبر الذي تناقلته بعض وسائل الإعلام عن تلك النجاحات الباهرة في القضاء على 80% من التشكيلات الإرهابية، وعما قريب سيتم الإعلان رسميا أن المملكة العربية السعودية بلد خالٍ من العناصر الإرهابية، هذه النتائج والإنجازات لم تأتِ من فراغ، بل من إيمان وعزيمة وإصرار للقضاء على هذه الظاهرة، كم نتمنى أن تعلن حالة الطوارئ ثانية لتشمل أنواعاً من السلوكيات المنحرفة والتي ظهرت وانتشرت في فترة سبقت أحداث 11 سبتمبر لكن وللأسف لم تعطَ الاهتمام والمتابعة حتى استفحلت وانتشرت وأصبحت حديثاً مأساوياً على كل لسان.(التفحيط) كلمة ما أن تلامس أطراف أذنيك حتى تشعر برعشة في أطرافك تفقد على إثرها التحكم في تعليقاتك!!!
سؤال بسيط: ما وجه الشبه بين الإرهاب والتفحيط؟إذا كان من يمارسون هواية التفحيط يتسببون في قتل أنفس بريئة، وسرقة ممتلكات الآخرين، وانتهاك المحرمات، وترويع الآمنين، والتطاول على الأنظمة والقانون ونشر للسلوكيات والانحرافات الأخلاقية وغيرها كثير! أليس بعضاً أو حتى كل هذه الجرائم كافية لإعلان حالة الطوارئ والتعبئة العامة للقضاء على هذه الظاهرة السيئة (والتفحيط) نحن في أمس الحاجة خصوصا هذه الأيام التي نرى فيها جهوداً نيرة ورغبة أكيدة لإصلاح الحال العام أن نضع النقاط على الحروف ونحدد الخطر ويتخذ الإجراء المناسب للقضاء عليه.كم أتمنى وغيري الآلاف بل مئات الآلاف من المواطنين والمقيمين! أن تشكل لجنة عليا للقضاء على ظاهرة التفحيط، هذه اللجنة تتحمل المسؤولية وتقول بكل وضوح وصراحة أنها هي المسؤولة الوحيدة عن القضاء على ظاهرة التفحيط لا أن تكون قضية التفحيط كالكرة تتقاذفها الجهات المعنية بغية الخلاص من تبعاتها، ففي الوقت الذي يحمّل الأهالي إدارات المرور المسؤولية نتفاجأ بتحول التهمة لإدارات التربية والتعليم والتي بدورها لا تألو جهداً بتحويل التهمة على أئمة المساجد والخطباء وهم بدورهم يتساءلون عن الأدوار الوظيفية المناطة برعاية الشباب غير تحكيم كرة القدم والصلح بين اللاعبين، أو دور البيت ورب الأسرة تجاه تربية أولاده، إن المسألة في حقيقتها بحاجة لوقفة صادقة كتلك التي صارت عند الرغبة في القضاء على ظاهرة الإرهاب.إن إرهاب الناس عبر ممارسة التفحيط لا يقل ضررها وخطرها عن ظاهرة الإرهاب والخروج على جماعة المسلمين أو الغلو بالدين أو ترويج المخدرات ونحوها، لأنها وفي النهاية سيكون المتأثر بها والذي سيلامس خطرها هو الإنسان البسيط (المواطن أو المقيم).وبالتالي كان لزاما علينا أن نوقف هذه المهازل والسلوكيات الخاطئة بل ويضرب عليهم بيد من حديد.والله أسأل أن يديم علينا نعمة الأمن والأمان
|