Wednesday 31th March,200411507العددالاربعاء 10 ,صفر 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

أنت أنت
من مجالات التغيير: مفهوم تربية أطفالنا
م. عبدالمحسن بن عبدالله الماضي

في كلمة للأمير طلال بن عبدالعزيز في افتتاح المؤتمر الوزاري الخامس (التعليم للجميع) الذي عقد في القاهرة.. أكد حقيقة ثابتة لا نزاع ولا جدال فيها (رغم إغفال تلك الحقيقة على مستوى الأفراد والمجتمعات) وهي أن التنمية الحقيقية تبدأ بالاعتناء بالأطفال.. وأن ذلك هو المدخل الأساسي الصحيح لكل جهد هادف لتنمية بشرية حقيقية.. وتساءل الأمير: ما الذي يقف عائقاً أمام الدولة والمجتمع للاهتمام بالأطفال واعتبارهم المدخل الأساسي للتنمية؟.. هل هو بسبب كثرة وتشابك وتعقد مشاكل الأطفال؟.. أم لأنهم ليسوا بعد في الحسبان من حيث إنهم لم يصبحوا مشكلة تؤثر على الآخرين؟.
كما تساءل الأمير عن الحكمة من الانتظار.. هل هو حتى يصبح بعض هؤلاء الأطفال مصدر تهديد أو إعاقة؟.. من خلال انحراف سلوكياتهم أو اختراق فكرهم.. والذي يبدأ من القابلية للفكر المتعصب، ومن ثم الانتقال إلى العنف وعدم الاعتداد بالآخر.
الأمير طلال بن عبدالعزيز في كلمته تلك أكد على أهمية غرس مفاهيم التسامح واحترام الآخر واعتماد الحوار وسيلة للتفاهم والتخاطب.. وأن نجنب أطفالنا الخوف لأن الخوف يعطل كل القدرات والطاقات الكامنة.. ودعا الأمير في ختام خطابه إلى إنشاء مجالس عليا أو حتى وزارات لرعاية الأطفال.
الدكتورة أمل الأحمد أوردت في دراسة لها التعبيرات الدالة على أن الفرد يتعلم ما يعيشه من خلال التنشئة الاجتماعية وهي كالتالي:
- حين يعيش الفرد الانتقاد.. يتعلم الإدانة.
- حين يعيش العدوان.. يتعلم المقاتلة.
- حين يعيش الخوف.. يتعلم القلق.
- حين يعيش الغيرة.. يتعلم الإحساس بالذنب.
- حين يعيش الأمن.. يتعلم الثقة بنفسه وبمن حوله.
- حين يعيش القبول.. يتعلم الرضا
- حين يعيش التقبل.. يتعلم الحب.
- حين يعيش المساواة.. يتعلم العدالة.
- حين يعيش الأمانة.. يتعلم احترام الحقيقة.
- حين يعيش التسامح.. يتعلم الصبر والأناة.
- حين يعيش الثناء.. يتعلم التقدير.
- حين يعيش الصداقة.. يتعلم حب عالمه . (انتهى).
الطفل في واقعه هو الوعاء أو العبوة التي تختزن المعرفة والتجربة التراكمية التي مرت وعاشها وعرفها.. ومدى تأثيرها فيه عقلياً ونفسياً وجسدياً.. نعم إن تلك المعرفة والتجربة التراكمية هي عملية بطيئة طويلة.. لكنها هي المحصلة الفعلية الحقيقية للإنسان.. مهما كان رأينا فيها أو دورنا في تكوينها.. وكل ذلك لا يتوقف إلا بالموت وحده.
هل في ممارستنا ما يدعو إلى إبداء وجهات النظر.. وتعليم الصغار عليه؟..
وهل فيها ما يدعو إلى إثارة الدهشة والتعجب؟.. ومن ثم السؤال؟.
هل في ممارستنا تنمية روح الفضول والتطلع إلى المعرفة.. واحترام السؤال الذي يقود إليه؟.. وتقدير الجواب الذي يحصل عليه؟.
هل في ممارستنا ما يدعو إلى طرد روح الخوف وتشجيع المبادرة والجرأة في إبداء الرأي.. وتوجيه النقد وتلقي النقد المضاد.. وإبداء وجهات النظر أمام الجموع؟.
هل في ممارستنا ما يدعو إلىحب روح المغامرة والاكتشاف والحث على البعد عن السلبية والتقليد الأعمى ؟
هل في ممارستنا ما يدعو إلى تشكيل سلوك الطفل.. والالتزام الإيجابي بكل ما يجعل تعاملنا خيراً.. وأعمالنا - على كافة مستوياتها- نافعة مساهمة في البناء والنمو؟.
هل بذلنا أي جهد في اتجاه تنمية أطفالنا وتوجيه مفاهيمهم؟..
أم ترانا تركناهم للظروف والمحيطين من زملاء ومدرسين في المدرسة وجيران وتلفزيون.. وتركنا كل ذلك يشكل أطفالنا كيفما اتفق؟.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved