** لم يقل الشيخ خالد الجندي ما هو غريباً حتى ينفتح عليه الهجوم.. وما قاله في لقائه مع mbc كان عقلانياً جداً.. الذي يقوله الجندي يقوله آلاف الناس وآلاف العلماء.. لكن وضع يده ورفع صوته بكل جرأة..
لا للفرقة في الإسلام..
لا فرق تأخذ لها فكراً خاصاً وتنتهجه وتجعله كند للإسلام وترى أنها هي الحق وغيرها الباطل.. لا بدع ولا تضليلات ولا مبالغات زائدة في العبادات ولا انتقاصات.. ولا تكفير ولا اتهامات بالأدلجة والصوتيات..
العقيدة واضحة وصافية تركها لنا محمد عليه أفضل الصلوات والتسليم بسيطة.. سهلة.. رقراقة..
أي عبث بالعقيدة.. هو إحداث خلل في البنية الإسلامية. هو نشوء الفرقة والشتات.. فالعقيدة واضحة تركها لنا سيد الخلق بيضاء نقية.. ولا اجتهاد فيها.. ولا تفسيرات.. وآن الأوان لتنقيتها من أوضارها.
** الاجتهاد مفتوح على مصراعيه في التعاملات فهي القابلة للتفسيرات وما لم يكن له نص في القرآن والسنة فهو مدخل للاجتهاد..
والاجتهاد يؤخذ منه ويرد بدءًا من الخلفاء الراشدين وانتهاءً الى رجال العلم المحدثين..
وهذا ليس بجديد أيضاً.. ولكن من هو الذي يرد ومن هو الذي يأخذ؟
** نعرف وقد قرأنا القليل في هذه الأبواب حجم الاختلافات منها على مر العصور.. والباحثون.. المنقبون يدركون أن الاتفاق يكاد يكون أقل من الاختلاف وليس في إعادة النظر في الأمور المجتهد فيها ما هو دال على فوضى وتناقض.. أو تراخ ومكاسلة عن القيام بواجبات الدين والثبات عليها.. بل هي طبيعة الحياة وتطوراتها وتغيراتها.. وسمات تفكير أهلها وحراكهم الثقافي والاجتماعي.. ومؤثرات العصور ومراحلها..
لم يكن المشائخ الكبار الذين ظهروا في العصر الحديث كابن سعدي وابن عثيمين وابن باز والغزالي والقرضاوي وطنطاوي والكبيسي.. ناقلين فقط.. مكررين لما كان موجوداً.. كانوا مجتهدين.. يحاولون المقاربة بين النصوص وبين الأمور التي ليست فيها نصوص.. كانوا يجتهدون.. كانوا يفكرون ويقاربون ويوازنون والاجتهاد ليس قصراً عليهم.. الباب مفتوح لكل الأخيار الثقات بأن يجتهدوا ويفكروا ويقيسوا.. وهذا مصداقاً لكون الإسلام دين الحياة ومثبتاً لصلاحيته لكل زمان ومكان..
** قد يقول قائلون:إن الإسلام ليس عباءة نعيد تفصيلها وقياساتها في كل مرحلة لكي تكون ضافية علينا.. لكنه كذلك.. هو كذلك وهذا سر عظمته وخلوده..
نكبر.. ونتغير.. ونتطور.. وتستجد بنا الحياة.. فنجد في الدين دائماً متسعاً لكل ذلك.. لأننا مهما علمنا ومهما كبرنا ومهما اكتشفنا ومهما تطورت سبل الحياة بنا فهي من فعل الله سبحانه.. والدين هو رسالة الله..
أيهما له الاتساع وأيهما له الضيق..
إن حياتنا مهما اتسعت ضيقة مقارنة بالدين الواسع السمح القادر على منحنا فرصة التفكير والاجتهاد والاكتشاف لانه مشرع من قبل خالق الخلق عالم كل شيء سبحانه
** لكن يبقى السؤال العظيم..
من هو الذي يجتهد.. وما هي شروط الاجتهاد.. وإذا الأمة في مراحل سابقة قد اتفقت على أئمتها فأنها بحاجة أيضاً إلى أئمة يقنعون كافة مستوياتها بمقدرتهم العلمية والفقهية والفكرية الواقعية يقوموا بدور الريادة للوحدة والائتلاف ولا يكونوا سبيلا جديداً للفرقة والشتات!!
|