* القريات - مكتب الجزيرة:
حين تتوشح الأرض بالاخضرار وتتراقص في سهولها كل الأزاهير محتفية بالربيع تعانقك (أم سالم) باهزوجة الفرح وهي متنقلة بين أغصان مورقة.. عازفة ألحانها.. تحاكي صفرة (الشلوة) وحمرة (الديدحان) واخضرار السهل. والفياض المعشوشبة.. معانقة أزاهير (الرتم) وروائحه العطرية النفاذة.
تطلق شدوها في تغريد يصافح الأذن مع نسائم الصبح، في فضاء يمنح إنشادها زهواً.. عذوبة وألقاً.. أصوات البلابل الشجية الصادحة تطرب القلوب وتتراقص معها المشاعر..
** بين تل وسهل.. بين مسيل و(مرب) تريك الأرض زينتها.. فتنتها التي تزهر في القلوب.. تنثر كل جمالياتها.. على مساحة من الحلم المورق.
** يطرب العين رؤية الأغصان المتراقصة كلما لاطفها العليل.. يلثمها بحنو العاشق.. تأسرك الماشية في تماوجها واستمتاعها بما وهبها الله.. وبنات وضيحان (الإبل) وهي تقطف من كل غصن أخضر.. وفي تنقلهن من فيضة لأخرى لوحة تزينت بكل لون.
** إنه ربيع القريات.. الآتي.. الربيع المختلف والاخضرار النضر.
** إنة إيقاع ارض يأتي ربيعها مختلفاً.. متأخراً عن كل المناطق.. حين يصرم عودها.. يخضر هنا.
** ربيع يأتي ليغسل القلوب من همومها.. نهرب إليه برغبة.. نندفع إليه بكل الجوارح.
** نعود إلى تلك الأمكنة التي سكنتنا منذ أزمنة.. وقد سكناها منذ زمن بعيد.. بعيد.
** ربيع ألفناه.. وقد ألفنا.. نمتع أنظارنا ببهجة الأرض واحتفاليتها بمقدمه.
** ربيع يفتح الأبواب الموصدة في قلوبنا.. يُشرع كل المنافذ.. يأذن للقلوب التي تشحذ السكينة أن تستريح.. أن تجد ملاذاً يُغيبها عن سطوة الأيام..
** روعة الربيع في القريات أن يريك الأنفس الشرحة والحجاج الطلق.. لأن الربيع فيها لا يغرس إلا الفرح ولا يعطيك إلا الابتهاج.. كم هي جميلة هذه الأرض؟؟ وكم هو الاخضرار قادر على سرقة الإنسان من دوامة الركض والتطويح بهمة ليسكن محله الإحساس بجمال الكون.. جماليات الأمكنة والشعور بلذة الانعتاق من رتابة الحياة.
ربيع يسكن كل الحواس فتنيخ ركابها في الفياض (العذيّة) ومسايل تباهت بألوانها.
| 
