* فلسطين المحتلة - بلال أبو دقة:
قالت مصادر في مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية: إن الأمريكيين لا يطالبون بانسحاب واسع من الضفة الغربية كجزء من خطة فك الارتباط..
في حين قالت مصادر سياسية في الدولة العبرية: إن خطة فك الارتباط عن الفلسطينيين هي خطة إسرائيلية، ولا توجد للأمريكيين مطالب في هذا الشأن.. وأكدت المصادر أن لا نية لدى واشنطن بأن يتعاطى رئيس الحكومة الإسرائيلية مع خطة لا يمكن إقرارها في الحكومة..وكان (أيهود اولمرت)، وزير الصناعة والتجارة الإسرائيلي، والقائم بأعمال رئيس الحكومة الإسرائيلية، أريئيل شارون، دعا في لقاء مع إذاعة الجيش الإسرائيلي، إلى تنفيذ خطة فك الارتباط عن الفلسطينيين حتى لو لم تتجاوب الولايات المتحدة الأمريكية مع طلب إسرائيل بهذا الخصوص..
وأكد الوزير الإسرائيلي الليكودي في لقائه الذي رصدته الجزيرة على أن مصلحة إسرائيل هي العليا وهي الأساس التي يجب الانطلاق منه؛ قائلا: الخطة جاءت لتلبي مصلحتنا - نحن الإسرائيليين -.. وإذا كنا نرى بها فائدة لنا، علينا القيام بتنفيذها، نحن لا نقوم بهذه الخطة أو بغيرها من الخطوات إرضاء للولايات المتحدة أو لنيل إعجابها.. وإنما انطلاقاً من قناعة أن هذا هو الأحسن بالنسبة لنا كإسرائيليين..
وحسب مصادر متطابقة إسرائيلية وأمريكية: سيجتمع رئيس الحكومة الإسرائيلية، أريئيل شارون، مع الرئيس الأمريكي، جورج بوش، في البيت الأبيض في الرابع عشر من نيسان/أبريل القادم..
وحسب المصادر الاسرائيلية: تقرر الموعد النهائي للقاء المرتقب بينهما، خلال المداولات التي أجراها ممثلون عن الولايات المتحدة وإسرائيل في واشنطن، خلال الأسبوع الماضي.. وحسب ما رشح من معلومات سيعلن البيت الأبيض رسميًا عن موعد زيارة رئيس الحكومة الإسرائيلية إلى الولايات المتحدة قريبًا..
وسيتوجه شارون إلى واشنطن بعد يومين من اللقاء الذي سيجمع بين الرئيس المصري، حسني مبارك، والرئيس الأمريكي، جورج بوش، في واشنطن.. وقبل ذلك، سيصل العاهل الأردني، عبد الله الثاني، إلى واشنطن، أيضًا..
وكان البيت الأبيض، أعلن مؤخرا، أن الرئيس الأمريكي، جورج بوش سيجتمع أواسط الشهر القادم، بكل من الرئيس المصري، محمد حسني مبارك ورئيس الوزراء الإسرائيلي، أريئيل شارون، والعاهل الأردني، الملك عبد لله الثاني..
وقال البيت الأبيض: إن بوش سيبحث مع (الزعماء الثلاثة) آليات دفع عملية التسوية السياسية في الشرق الأوسط و الانسحاب الإسرائيلي في قطاع غزة وفق خطة (فك الارتباط)..
وأوضح المتحدث، باسم البيت الأبيض أن الرئيس بوش سيجتمع بالرئيس المصري، في الثاني عشر من الشهر القادم، ثم يلتقي في الرابع عشر برئيس الوزراء الإسرائيلي، يليه بأسبوع، العاهل الأردني.. في غضون ذلك، يصل إسرائيل الأسبوع القادم وفد أمريكي، لاختتام سلسلة من الجولات الإسرائيلية - الأمريكية المكوكية، التي جرت بين القدس وواشنطن، تمهيدا للقاء القمة المرتقب بين بوش وشارون..
يشار هنا إلى مصادر إسرائيلية كانت قد نقلت تعقيبا على اللقاءات التي أجراها مدير ديوان شارون، المحامي دوف فايسغلاس في واشنطن مع المسؤولين الأمريكيين، على مدار ثلاثة أيام، أن مدير ديوان شارون والوفد المرافق له فشلوا في الحصول على دعم واشنطن الرسمي لخطة (فك الارتباط)، وهو ما يسعى إليه شارون بكل ثمن، حسب ما تقوله المصادر الإسرائيلية في سبيل استخدام هذا الدعم للضغط على الوزراء الذين يعارضون الخطة، أو يربطون المصادقة عليها بالحصول على مقابل سياسي أمريكي، يتمثل في دعم السيطرة الإسرائيلية على التكتلات الاستيطانية في الضفة الغربية..
وقال مصدر إسرائيلي الخميس الماضي: إن فايسغلاس والطاقم المرافق له حاولوا الحصول على اعتراف أمريكي بالمكانة الخاصة للكتل الاستيطانية اليهودية الكبرى في الضفة الغربية، وهي كتل (أريئيل)، (غوش عتسيون) و(معليه أدوميم).. وحسب المصدر الإسرائيلي ذاته، عرض فايسغلاس على مستشارة الرئيس الأمريكي لشؤون الأمن القومي، كوندوليسا رايس، خطة شارون المقترحة، والتي تشمل الانسحاب الكامل من قطاع غزة، باستثناء محور (فيلادلفي) الفاصل بين مصر وفلسطين، وأربع مستوطنات إسرائيلية معزولة أخرى في الضفة الغربية..
وكان وزير المالية الإسرائيلي الليكودي، بنيامين نتنياهو قد اشترط دعمه لخطة فك الارتباط التي طرحها شارون، بالحصول على مثل هذا الثمن من واشنطن، إضافة إلى ثمن آخر يتمثل في إعلان موقف أمريكي رسمي يرفض حق العودة للاجئين الفلسطينيين..
وتقول المصادر الأمريكية إن الطاقم الأمريكي برئاسة رايس، وجد صعوبة بالغة في الموافقة على دفع أي مقابل سياسي بهذا الشأن، لأنه يعتبر جانباً من التسوية النهاية..
وتشير التقديرات إلى أنه ليس من المؤكد أن يوافق الأمريكيون على دفع الثمن مسبقا، من خلال مساندتهم العلنية لإسرائيل في قضية الكتل الاستيطانية الكبيرة أو معارضة حق العودة للاجئين الفلسطينيين.
أبو ردينة: لم تطلب السلطة الفلسطينية من ال(سي أي إيه) حماية الرئيس عرفات؛ هذه رواية مختلقة وعارية..
إلى ذلك نفى نبيل أبو ردينة، مستشار الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات السبت الماضي، أن تكون السلطة الفلسطينية قد طلبت من وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي اي إيه) حماية الرئيس عرفات لعدم المس به من جانب إسرائيل..وقال أبو ردينه للصحفيين في رام الله: لا علم لنا بهذه الأنباء لا من قريب ولا من بعيد هذه رواية مختلقة وعارية تماما عن الصحة جملة وتفصيلا..
اعتبر مستشار عرفات أن هدف هذه التقارير صرف الأنظار عن الجرائم التي ترتكبها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني وقياداته..
وكانت تقارير إسرائيلية تحدثت يوم الجمعة الماضي، عن طلب فلسطيني من وكالة المخابرات الأمريكية CIA توفير حماية للرئيس عرفات اثر تصاعد تهديدات حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي أريئيل شارون باستهداف حياته..
من جهة أخرى أعرب أبو ردينه عن أسف السلطة الفلسطينية لاستخدام الإدارة الأمريكية حق النقض الفيتو لإحباط قرار في مجلس الأمن يدين اسرائيل لاغتيالها مؤسس حركة حماس الشيخ أحمد ياسين الاثنين الماضي.. ووصف مستشار عرفات الفيتو الأمريكي بأنه قرار مؤسف إزاء جرائم اغتيالات وعدوان يجب أن تكون مدانة من الجميع خاصة وأن العالم بأسره أدان هذه العملية الإجرامية..
من جانبه، حذر روحي فتوح، رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني، من نوايا إسرائيل للمس بالرئيس ياسر عرفات المحاصر منذ أكثر من عامين في مكتبه بمقر المقاطعة برام الله في ظروف صعبة للغاية.
ورأى رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني بأن الخطر الأهم في هذه المرحلة هو استهداف قوات الاحتلال لقيادات الشعب الفلسطيني، من أجل ترك فراغ قيادي لدعم الفلسطينيين على كل المستويات، وهذا ما فشلت فيه القوات الإسرائيلية منذ انطلاق الثورة الفلسطينية قبل أكثر من (36 عاما).. محذراً من أن رئيس الحكومة الإسرائيلي، أريئيل شارون يسعى من خلال انسحابه من قطاع غزة إلى بث روح الاقتتال الداخلي بين الفلسطينيين، كي يثبت للعالم بأنهم شعب لا يستحق الاستقلال، وليعزز مبدأ الوصاية الدولية على قرارهم ومصيرهم ومستقبلهم السياسي.. داعياً القوى والفصائل الفلسطينية إلى تحمل مسؤولياتها الجدية تجاه إدارة المجتمع الفلسطيني خلال المرحلة المقبلة..
|