أمانة الكلمة، مصداقية الخبر، ودقة المعلومة مطلب القارئ من الصحيفة اليومية والمجلة الأسبوعية والشهرية لتستمر أركان الثقة قائمة دون تزعزع أو تصدع قد يترتب عليه هجر للمطبوعة، والاستغناء عنها بمطبوعة أخرى (ربما) أكثر أمانة للكلمة، وأشد مصداقية في الخبر، وأحرص على دقة المعلومة.
وأضع عدة خطوط تحت كلمة (ربما) لندرة وجود مطبوعة تمتاز بهذه الامتيازات بعد أن أسقط في يدي تجاه صحيفة ذات انتشار - يفترض- أنه واسع، حينما نشرت جدولاً للمعارض العربية للكتاب في عامنا الحالي 2004 جاء في الجدول أن (معرض البحرين الحادي عشر للكتاب )سيكون في تاريخ 24-3-2004م، ورتبت أموري على أساس هذا التاريخ لأفاجأ بخبر في صحيفة متواضعة الانتشار يوضح أن المعرض سيبدأ بتاريخ 17-3..!!
لم أصدق الخبر لثقتي (العمياء) في الصحيفة واسعة الانتشار حتى تلقيت رسالة عبر جوالي من زميل يحرضني على زيارة المعرض، ويؤكد أن الأربعاء 17-3-2004م أول أيامه.. فلزمت الصمت بعد أن أصبت بخيبة أمل تجاه المطبوعة تلك.
عبرت الجسر صوب (مملكة البحرين) قاصدة المعرض، وذاكرتي تسترجع خبر شاب نفد وقود سيارته في منتصف الجسر فتركها وتوجه لإحضار الوقود وحينما رجع أراد عبور الحاجز الفاصل بين مساري الجسر دون أن ينتبه للهوة بين الحاجزين المفضية إلى البحر!! فكان أن سقط من خلالها ولقى حتفه في عمق البحر، أسفل الجسر.
انتابتني رهبة امتزجت بقلق تجاه عابري الجسر والخطورة المحدقة بهم حينما لا يجيدون التعامل مع مقود السيارة. وسرعان ما تلاشت الرهبة بمجرد تجاوزنا للجسر والولوج في قلب (مملكة البحرين).
(مركز البحرين الدولي للمعارض) معلم بارز من معالم المملكة، استأثر زوار المعرض بكامل المساحة المخصصة كمواقف للسيارات مما يبشر بظاهرة وعي ثقافي، وحرص بشري على القراءة والاستزادة والنهل من معين الكتب القيمة، رغم أن زيارتي جاءت في أواخر أيام العرض..!!
دور نشر متعددة.. عارضون من دول عربية متفرقة.. مستوى عرض فاق مستوى عرض العام السابق من ناحية تنوع الكتب، وترتيب وتنسيق مواقع العارضين، وإرضاء كافة الأذواق القرائية.. وإن خلت صالة العرض من استراحة أو بوفيه تمكن الزائر من تصفح كتبه والتأكد منها، أو استرداد نفسه بعد تعب التنقل بين عارض وآخر، إذا ما علمنا أن دور العرض قد تصل إلى 170 دارا تقريباً.
والملاحظ أيضا غلاء ثمن الكتاب وقد أكد ذلك عدم وضع سعر عليه.. واكتفى العارض بتسعير عشوائي للكتاب تسعيرة إجمالية .. ونقد الثمن .. وبررت إحدى العارضات أن سبب غلاء الكتاب هو تعويض الخسارة التي تكبدها العارضون من جراء تأخر وصول الكتب إلى (مركز العارض)..!!
والسؤال: هل تعويض الخسارة يأتي من جيب الزائر/ المشتري.. أم من جيب منسقي المعرض؟؟
عارض ناقض التبرير أعلاه.. فطلبت منه تبريراً لعدم وجود تسعيرة خارج الكتاب أو داخله، فلزم الصمت المؤكد لصحة ما سبق.. وواصلت مشواري بين الكتب ودور العرض.. ففاجأني ضعف مستوى جناح المملكة قياساً بما لدينا من مكتبات بارزة أخذت في تأسيس فروع لها خارج المملكة.. بينما أن ما اشتمل عليه الجناح من كتب معروضة لا يمثل الصورة الحقيقية لنهضة المملكة العربية السعودية، وهدير مطابع مكتباتها التي لا تكل .. فعلى من نلقي باللائمة؟؟
وهل سيتم تعويض هذا التقصير في معارض كتب قادمة لدول أخرى ك:
1 - معرض أبو ظبي الدولي الرابع عشر.
2 - معرض تونس الدولي الثاني والعشرون.
3 - معرض الرياض الدولي الحادي عشر.
4 - معرض عمان الدولي العاشر.
5 - معرض الكويت الدولي التاسع والعشرون.
6 - معرض الدوحة السادس عشر.
7 - معرض الشارقة الدولي الثالث والعشرون.
إذا ما علمنا أن المعرض ينقل صورة، وإن كانت مبسطة عن وعي البلد وحضارته وتراثه ونتاجه الفكري والثقافي والأدبي.. وقد لاحظت أن دولا أخرى خليجية أتى تواجدها مقننا في المعرض، والأمتار المعطاة لها كمساحة لعرض نتاجها أكبر من أعداد (الكتيبات) المعروضة، والأقراص المدمجة البالية.. وكأني بهم يقولون أتينا لإثبات أننا مازلنا على قيد الحياة وحسب..!!
فما المانع لو أثبت وجودهم بما يشرف ونحن نرى الاهتمام بدواوين الشعر الشعبي مصقولة الغلاف أخذ في الانحسار .. فلماذا نصر نحن الخليجيين على إقحامها في كل معرض يقام؟؟
وإقحام كتب عدة لم تعد تستهوي القارئ الواعي وإن استهوته في فترة مضت..!! المعارض العربية تمثلنا بصورة نكاد نستهين بها، فهل ندرك أخطاءنا في معارض سالفة لنتلافها في معارض لاحقة..!!؟
* استدراك لابد منه:
كنت قد نسبت في (بلا تردد) المنصرم، قصيدة (أنشودة المطر) للشاعر أمل دنقل.. والصحيح أنها للشاعر (بدر شاكر السياب) وقد لفت نظري لهذا الخطأ غير المقصود المتابع الكريم (ماجد محمد) ويكفيني من لفتته، مروره بالزاوية.
|