(.. أطل من هذه النافذة.. التي تقع على بعد ثلاثين عاماً من العمر.. وتسعة دواوين من الشعر.. وعلى بعد العين ودمعتها.. تحت ضفاف المقابر البعيدة..أطل من النافذة على مسعى العمر الوحيد الذي منحته لي أمي.. ومسعى الذين غابوا غابوا إلى أقصى درجات الغياب.. وإلى عزاء النفس ب(ولا تحسبن) ولماذا؟.. في نافذة البهجة تداهمني ذاكرة المراثي؟..)
** ذلك.. بعض مما كتبه (مريد البرغوثي) في سيرته الذاتية (رأيت رام الله)(ثلاثون عاماً) كانت مسافة المنفى..!و(إطلالة) من نافذة.. فوق جسر يربط(رام الله) بالأردن.. تنقدح وحشة ويقيناً..في ذاكرة (البرغوثي)..لينقب عن بقايا (الإنسان) في مسام
** .. (المدينة).. وشوارعها.. وكتابات جدرانها التي دونها أبطال الانتفاضة..!يعيد إيقاظ الذاكرة.. من سبات النفي..ويعبأ بتكوين الأمكنة.. يبحث عن ملاذاتالطفولة.. وملذاتها..!
** في مدينة.. تحتضن دم أبنائها.. لينبت من أجسادهم الزيتون..! أو هكذا غنّاها(مارسيل خليفة)..
** (مدينة).. تحقق البطولة لمن بقى..والشهادة لمن قضى..!..(مدينة) هي سيرة الوطن..وعذاباته..
وبين البطولة.. والشهادة (مشاهد)..لا تقواها خيالات الشعراء.. ولا سجع الخطباء!..(مشاهد).. تصب مدقاتها في القلب..وتنبت مواجعها في الروح..!
** (مشاهد).. ليس آخرها (دماغ)الشيخ أحمد ياسين وأشلاءه..وبقايا عمامته وكرسيه المتحرك..!تحقق بدورها أمن اسرائيل..؟!..
** هناك.. سؤال يضج بخمسين عاما من الدم.. والكفاح.. والكلام.. والاتفاقيات والمعاهدات..!
** سؤال.. لن تكون اجابته خارطة الطريق..والشرق الأوسط الكبير..!؟..سؤال (سيرة) البرغوثي.. وأشلاء الشيخ أحمد ياسين..؟!.. وربما يجيب الزمن..؟!..
|