إذا عدت عجائب الدنيا السبع كان من ضمنها (تاج محل) قصر الأميرة شاه جهان بيكم حاكمة إمارة بهو بال الإسلامية في الهند، ولما عرف عن الأميرة شاه جهان من التقى والصلاح ومحبة العلم، وتقريب العلماء وتشجيعهم، فقد أرادت تخليد ذكراها ببناء جامع شامخ لخدمة الإسلام والمسلمين، في تلك البقاع، فبدأت بتنفيذ رغبتها سنة 1885م ببناء جامع عظيم مقابل قصرها وأطلقت عليه اسم (تاج المساجد) لما سيكون عليه من العظمة والروعة والاتساع، ولا غرو إذا عددناه من عجائب الدنيا، فهو بحق من المآثر الإسلامية الجليلة في بنائه وهندسته وتصميمه.
ولكن المؤسف حقا ان هذا المشروع الكبير توقف العمل فيه فجأة سنة 1901م، حين وافى الأجل المحتوم الأميرة شاه جهان في هذه السنة، فقضت نحبها ولم تحقق أمنيتها، في تكملة بناء (تاج المساجد) وبقي ناقصاً من بعض الأجزاء.
وفي سنة 1948م، أقيم في المسجد معهد علمي ديني كبير يعرف باسم (دار العلوم تاج المساجد بهو بال) حينئذ بدأ المسؤولون في الدار يفكرون في إكمال بنائه.
وفي أوائل هذا العام، (1971م) وفق المسؤولون في (دار العلوم تاج المساجد) إلى بدء العمل في أحد الأجزاء الناقصة من هذا الجامع الأثري الكبير، وقد أقيم حفل كبير بهذه المناسبة حضره سعادة الأستاذ يوسف المطبقاني مندوباً عن السفير السعودي بالهند. وقد قام سعادته بجولة استغرقت ساعتين لاستكشاف معالم هذا الجامع الشامخ، ولمس عن كثب الفن الهندسي الإسلامي الأصيل وبراعة المسلمين وتفوقهم في هذا المجال، ورأى حالة الأجزاء الناقصة والسقوف المتهدمة، والضرورة العاجلة لاكمال الأجزاء الناقصة وترميم السقوف الخربة.
ما يحتاجه المسجد من بناء وترميم:
1 - قلع موارد جميع الأسقف القديمة وإنشاؤها من جديد.
2 - إكمال قباب المسجد حتى يحسن المنظر ويحفظ من تسرب الأمطار.
3 - إكمال الأفنية الشمالية للمسجد وهي تحتوي على 22 باباً وبناؤها من جديد.
4 - إكمال الباب الرئيسي للمسجد الذي لم يتم بناؤه منذ 68 سنة.
5 - الاستفادة من الهوة الواسعة التي تقع في الناحية الشمالية والشرقية للمسجد لتحويلها إلى غرف داخلية.
6 - بناء طرق وأنابيب للمياه.
7 - تغطية صحن المسجد بالحجارة حتى يصلح للصلاة.
8 - إكمال منارات المسجد حتى لا تشوه صورة المسجد وجماله ولتحفظه من الأمطار.
9 - مد الدرج الشمالي الطويل إلى الحوض.
10 - إصلاحات أخرى.
ان هذه الإصلاحات وهذه البناءات تكلف مامجموعه نصف مليون جنيه استرليني.
وبما ان الإنشاءات والمرافق الإسلامية في الهند قائمة على تبرعات ذوي الفضل والإحسان فإننا نهيب بجميع المسلمين في شتى ديارهم وأمصارهم أن يمدوا يد المساعدة والعون لاخوانهم في الدين والعقيدة.
مع العلم بأن (تاج المساجد) عدا عن كونه مكانا عبادة وتجمعاً للمسلمين المؤمنين وصوتاً إسلامياً عالياً مدوياً مجلجلاً في إمارة بهو بال بالهند فهو أيضا جامعة إسلامية كبيرة، وما (دار العلوم تاج المساجد بهو بال) إلا مدرسة دينية ومركز إسلامي للتربية والتوجيه، ونشر العلوم الإسلامية العظيمة، وصوت حق قوي، يدعو إلى وحدانية الله وعبادته تعالى، وتعمل الدار على تخريج الدعاة المصلحين الأكفاء، لنشر رسالة السماء، رسالة الحق ورسالة العدل.
فهناك في الهند جماعة مؤمنة هم اخوة لنا في الدين قد وهبوا أنفسهم لله واستنفدوا كل جهودهم وطاقاتهم لبناء هذا المعقل العظيم للإسلام في الهند، وهم الآن يطلبون عوناً من إخوانهم في الدين لهذه المشروعات الخيرة التي تقدم ذكرها، تقع على عاتق جميع المسلمين، لأن المسلم أخ للمسلم، وهو أجدر بأن يعطف على قضايا المسلمين وأولى بأن يمد يد العون ويغيثهم عند الحاجة فالحمية والغيرة الإسلامية تأبى علينا ان نعجز عن ان نكمل بناء ما بدأته امرأة صالحة من عباد الله المخلصين. وصدق الله العظيم حيث يقول: {مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَن يَعْمُرُواْ مَسَاجِدَ الله شَاهِدِينَ عَلَى أَنفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ أُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ . إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللّهَ فَعَسَى أُوْلَئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ} صدق الله العظيم.
|