لقد أصبح جهاز تقويم الأسنان الثابت في مجتمعاتنا العربية مألوفا جدا و شائعا بين الناس بعد أن كان الكثير في الماضي يشعر بالحرج الشديد اذا اضطر لتركيبه على أسنانه للمعالجة فمن المفرح جدا انتشار الوعي بين الناس وزوال الحرج من استخدامه بعد عن أعرض الكثير من الناس عن تلقي المعالجة بسبب الحرج الشديد منه خاصة بين فئة الذكور ولكن الظاهرة الغريبة والمحزنة والتي بدأت تنتشر وبدأنا نلاحظها هي انقلاب المفاهيم رأسا على عقب حيث بدأ الكثير من الناس وخاصة من فئة المراهقين الاقدام على تركيبة فقط من أجل الزينة والتباهي به أمام الناس و للأسف يساعدهم على ذلك قلة قليلة من ضعاف النفوس في المراكزالطبية التي تقبل تركيبه لهم بدون سبب طبي وفقط للزينة ومن أجل قيمة مادية بخسة إذاما قورنت بقيمة الضمير المهني والاخلاقي للمهنة.
فان هذا النوع من المخالفة المهنية الأخلاقية من الصعب ضبطها من قبل الجهات الحكومية المعنية لأن الضابط الوحيد لها هو الأخلاق والضمير المهني مثلها تماما كمثل تعقيم الأدوات في عيادة الأسنان فالضابط الوحيد له هو الضمير المهني والأخلاق لذا أوجه عبر هذا المقال نداء الى الأبناء وأولياء أمورهم أن لا يقدموا على تركيب جهاز التقويم الا في حال وجود سبب طبي لذلك وليس للزينة والتباهي به أمام الناس لأنه في حال عدم وجود سبب طبي لاستخدامه يكون مؤذياً للأسنان و اللثة وهذا النصح أتوجه به إلى المجتمع و ليس إلى المراكزالطبية التي تقوم بهذا العمل المنافي للأخلاق لأنهم يعلمون تماما كافة الأبعاد لاساءة استخدام هذا الجهاز الطبي.
أنتقل الآن إلى الحديث عن مريض التقويم الحقيقي و الذي هو فعلا بحاجة استخدام هذا النوع من الأجهزة وما يتوجب عليه من واجبات للمحافظة على أسنانه من التسوس وعلى لثتة من الالتهاب خلال فترة المعالجة التقويمية حتى يحصل على أفضل النتائج من المعالج.
1- أولا يجب أن نعرف بأن المعالجة التقويمية هي من أكثر المعالجات التي تحتاج تعاوناً من قبل المريض فهي من المعالجات الطبية التي تستغرق زمناً طويلاً لذلك من أهم الأشياء التزام المريض بمواعيده مع الطبيب بشكل دقيق لأن التغيب عن المواعيد قد يؤدي إلى ما لا تحمد عقباه من تحرك للأسنان بما لا يتوافق مع الخطة الموضوعة من قبل الطبيب.
2- الالتزام بتفريش الاسنان بشكل دقيق بعد أي طعام يتناوله المريض و بشكل مباشرفمن المعروف أن الانسان العادي الذي لا يخضع للمعالجة التقويمية يتوجب عليه تفريش أسنانه ثلاث مرات يوميا بالاضافة إلى أنه بعد تناوله لوجبة الطعام يقوم اللسان بمساعدة اللعاب بازالة جزء كبير من بقايا الطعام عن الأسنان و هو ما يعرف بالتنظيف الغريزي للأسنان أما مريض التقويم و بسبب وجود الجهاز الثابت على أسنانه فان اللسان و اللعاب لا يستطيعان تأدية نفس الوظيفة و تعلق كميات كبيرة من بقايا الطعام على الأسنان والتي لا بد من تنظيفها بالفرشاة الخاصة وبالطريقة الموصوفة من قبل الطبيب لذا على المريض القيام بهذه العملية مباشرة بعد أي طعام يتناوله وبغض النظر عن عدد الوجبات التي يتناولها في اليوم ،وأشدد على عبارة (بعد الطعام مباشرة) لأن الدراسات أثبتت بأن الأذى الذي يلحق بالأسنان من جراء بقايا الطعام يكون أشده خلال النصف ساعة الأولى بعد تناول الطعام والاهمال في هذا الموضوع يؤدي إلى اصابات شديدة على سطوح الأسنان الخارجية حول جهاز التقويم أي أن الاصابة مرئية للعيان بشكل واضح بعد نزع الجهاز التقويمي من الفم.
3- من الضروري المحافظة على الجهاز التقويمي مما قد يؤدي إلى كسره أو التوائه لأن ذلك يعيق تقدم العلاج و ربما يؤدي الالتواء إلى تحرك الاسنان بالاتجاه غير المرغوب وفي حال حصول أي كسر أو مشكلة في الجهاز على المريض الاسراع بالاتصال بطبيبه وعدم انتظار الموعد.
* أخصائي تقويم الأسنان في مركز النخبة الطبي |