سبق وأن تطرقت في مقال سابق ومن منبر (الجزيرة الرياضية) بالعدد رقم 11442 وتاريخ 4-12-1424هـ تحت عنوان (الخسارة الكبرى!!) الى بعض الغموم والهموم المتعلقة بالحكام والتحكيم المحلي والتي أرى من وجهة نظر محب ممارس لهذه المحبة وخواطر شخصية بحتة ومتواضعة.. عندما اختتمت المقالة بما نصه (في الزمان الحاضر كثرت الخسائر وادعو الله ألا تكون الخسارة الكبرى والطامة القصوى!! بفقد الثقة بالحكم السعودي بالاستعانة بالحكم غير السعودي (الأجنبي) وان كنت أرى بوادر تلوح في الأفق حول منح (تأشيرات دخولهم) في بقية مباريات الموسم إذا لم تتدارك اللجنة الوضع وتصحح (المناهج) وتطور (البرامج) مع الابتهال إلى الله ان يعين حكامنا على أداء واجبهم وان يتجاوزوا المصاعب والمتاعب)!!.. انتهى
وبقيادة الحكام البرتغاليين نهائي كأس سمو ولي العهد يوم الجمعة الماضية تكون القيادة التحكيمية في الملاعب السعودية ولمنافساتها المحلية بالتحديد (فرض واقع!) أملته على القيادة الرياضية المصلحة العامة وما اقتضته الظروف المحيطة بالحكام وبالتحديد في النهائيين الموسم الماضي وما قبله وما صاحبهما من ردود أفعال على المستويين الرسمي والشعبي؟! ولكون هذه الاستعانة هي المرة الاولى وعلى سبيل التجربة! فإنني لا اعتقد ان فيها تقليلاً من مكانة وأهمية الحكم السعودي.. بينما أميل قليلاً مع من يرى ان في الاستعانة بهم تقليلاً من عمل وتخطيط وجهد لجنة الحكام!! فالحكم يعمل وفق برامج ومتطلبات رُسمت وحددت له تُحتم على الحكم تطبيقها وعلى اللجنة متابعتها وتفعيلها!! ولنتريث وننتظر لنقيس حجم هذه التجربة ومقدار فائدتها وعوائدها الفنية والمعنوية.. ملتمسين في ذلك تطبيق النظرية أو سياسة (حافة الهاوية!!) التي ربما هدف منها مسؤولو الاتحاد السعودي لكرة القدم شحذ همم الحكام والمسؤولين عن الحكام.. وهي رسالة ربما أتت ثمارها من خلال هذه التجربة.. بعد أن اجدبت الثمار في تجارب أخرى!! وامتنع اكلها ونفعها!!
التجربة خير برهان!!
** بعد أن قاد المباراة الختامية على كأس سمو ولي العهد طاقم حكام برتغالي بقيادة الدولي باتيستا يجب أن نتريث في الحكم على مدى نجاح أو فشل هذه التجربة ولا يمكن القطع بذلك.. بل ليس من العدل والمساواة ان نؤكد على حسن التجربة في مثل هذه المشاركة وان كنت اعتقد بل اجزم ان المقارنة بين الحكم السعودي والحكم غير السعودي مقارنة غير سوية من جميع النواحي الإعلامية والمادية والمعنوية والجماهيرية.. كل هذه الأشياء تصب لمصلحة الحكم الأجنبي كماً وكيفاً.. فالحكام البرتغاليون قادوا نهائياً والنهائي دائما ما يتصف ويتحلى اللاعبون المشاركون فيه بالروح الرياضية.. أيضاً لا يوجد بين الحكام واللاعبين مواقف تحكيمية سابقة مترسخة في أذهان اللاعبين والمتابعين من إداريين وجماهير وإعلام مما يزيل الضغوط بين الجميع، ويجعل الجميع يتقبل قرارات الحكام دون اعتراض أو تأويل وهذا ما حصل رغم الأخطاء، أما من الناحية الفنية فإنني ومن خلال مشاهدتي ومتابعتي لحكام النهائي لا أرى أن هناك تميّزاً واضحاً بينهم وبين بعض الزملاء من الحكام السعوديين، فالأخطاء موجودة وسوء التقدير عامل مشترك بين جميع الحكام في أنحاء العالم ولكنها تجربة والتجربة كما يقال في الأمثال خير برهان وبالذات في هذا الزمان وسيتضح في النهاية أي الاتجاهين كاسباً!!
تناتيف
** هل سيقوم برنامج (صافرة) أو كما يطلق عليه الأستاذ عبدالرحمن الزيد (الدورة المكثفة الأسبوعية للحكام!!) مساء اليوم باستعراض الأخطاء التحكيمية التي حدثت في نهائي كأس سمو ولي العهد من قِبل الحكم البرتغالي باتيستا وزملائه لا سيما وان البرنامج يحمل الصبغة الرسمية للاتحاد السعودي لكرة القدم ممثلا في لجنة الحكام بالاتحاد..
شخصياً لا أتمنى أن يصدر تقييم لحكام تابعين لاتحاد آخر وتم ترشيحهم من قِبل الاتحاد الدولي لكرة القدم وهذا لا يتماشى ويتعارض مع الأعراف الدولية.
** الحكم الدولي السابق والخبير الأستاذ غازي كيال يتمنى أن يكون رئيساً للجنة الحكام بالاتحاد السعودي لكرة القدم هذه الأمنية توحي بأن هناك خفايا وأسراراً وتلميحاً مبطناً لا يدركه إلا الاستاذ غازي القريب من الحكام والتحكيم لعضويته في لجنة تطوير الحكام، مع إيماني بأن المنصب يبحث عن الشخص لا الشخص يبحث عن المنصب إلا انني اتمنى ان يوفق فيما لو تحققت له أمنيته وغازي يستحق وكفاءة وطنية تحترم.
** كعادته واكب معظم الإعلام المقروء الحدث الرياضي المتمثل في المباراة الختامية لكأس سمو ولي العهد من خلال التقديم الفني والتحليل العلمي والمقابلات والرصد التاريخي بيد أن ما عكر هذا الاهتمام الخروج عن النص من البعض بالتطرق في يوم المباراة إلا الدنبوشي والشعوذة وصور المشعوذين.. بل لترسيخ مثل هذه الخزعبلات الخارجة عن عاداتنا وقيمنا الإسلامية في أذهان الجماهير وإيمانها به نشرت ان جماهير أحد الناديين يقومون بدوريات مناوبة على أبواب وأسوار النادي ليل نهار!!.. ألا يعلم من سمع بنشر ذلك ان الإيمان بالسحر كفر وان السحر من السبع الموبقات.. لا حول ولا قوة إلا به القائل في محكم كتابه {وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى} صدق الله العظيم.
** من أسوأ الأشياء والتصرفات ان تستغل ثقة المسؤولين للاساءة للآخرين!! وان تجعل من هذه الثقة مطية لتحقيق مقاصد ومصالح شخصية.. ومن يغرس ورداً يستمتع برائحته ومن يزرع شوكاً يتضرر من وخزاته!!
|