عندما يضرب المثل بوفاء ووقفات أعضاء شرف الأندية يكون أعضاء شرف الهلال كعلم على رأسه نار، وعندما يذكر أعضاء شرف الهلال يبرز اسم سمو الأمير فيصل بن يزيد في الواجهة. فسموه ارتبط عبر أكثر من ربع قرن بنادي الهلال داعماً وفاعلاً ومتفاعلاً، بل إن اسم وفعل سموه ارتبطا بأزمات الهلال أكثر من ارتباطهما بأفراحه، فما إن يتعرض الزعيم لاضطراب أو هزة إلا ويكون سمو الأمير فيصل بن يزيد في مقدمة الحاضرين والهابّين لنجدته وإقالة عثرته. كما أن من السمات التي يتفرَّد بها سموه زهده الكبير في الإعلام وتفضيله العمل من مواقع الصمت والظل بعيداً عن الأضواء وهي سمة لا تحبذها فيه جماهير الهلال لرغبتها في مصافحة أقواله وآرائه دوماً والاستئناس بها.
ولكن برنامج (المواجهة) التليفزيوني نجح في إخراج سموه من عزلته الإعلامية الاختيارية ووفِّق في كسب شخصية مميزة أضفت على البرنامج الكثير من النجاح بهدوئه وآرائه وعقلانيته، وهي صفات ساهمت في إفشال مخطط مقدم البرنامج (الناجح جداً والمتألق) بتال القوس في توجيه دفة الحوار نحو الإثارة وإحراج الضيف كما هي عادته مع ضيوفه السابقين.
ورغم أن سمو الأمير فيصل بن يزيد قد بدأ في مطلع البرنامج متحفظاً على جريدة الجزيرة وما يُنشر على صفحاتها الرياضية، بل إن سموه كان من الصراحة والمباشرة في الطرح إلى درجة أن وجَّه ل(الجزيرة) اتهامات صارخة بأنها تريد زعزعة نادي الهلال والسيطرة على القرار فيه. إلا أن طبيعة البرنامج وبثه المباشر وبشكل تفاعلي أتاح الفرصة لإثرائه عبر حوار شيِّق ومثير وصريح لأبعد الحدود عندما تواجد على الطرف الآخر وعبر الهاتف مدير التحرير للشؤون الرياضية بالجزيرة الزميل الأستاذ محمد العبدي الذي دخل مع سموه في حوار راقٍ انتهى إلى زوال اللبس واتضاح الحقيقة ناصعة وجلية لدى سموه، مما أفضى إلى ذوبان التحفظ وسقوط الاتهامات وعودة الثقة ب(الجزيرة) إلى مكانها الطبيعي والأثير لدى سمو. ومما يحسب لسمو الأمير فيصل بن يزيد تحليه بصفات الشجاعة والفروسية أثناء الحوار، فبقدر ما كان شجاعاً في طرح آرائه واتهاماته كان أيضاً شجاعاً وهو يستمع للرأي الآخر ويتقبله ويقتنع به، على طريقة الحكمة ضالة المؤمن، فخرج المشاهد سواء كان هلالياً أو غير هلالي بعد البرنامج بانطباع إيجابي ومريح ومتفائل ومطمئن على وضع أكبر معاقل الرياضة في بلادنا ما دام يسير وفق أفكار ورؤى أعضاء شرف كفيصل بن يزيد.
|