تعقيباً على ما كتبته الأخت فوزية ناصر النعيم في عزيزتي الجزيرة يوم 14-1- 1425هـ (لقد شكروها يا حماد) تحدثت فيه عما سبق أن كتبه الأخ حماد بن حامد السالمي بعنوان اشكروا المواطنة هدى المنصور، وهي مديرة مشروع مكافحة أمراض الدم الوراثية بالمملكة التي قضت ما يقدر بأربعة وعشرين عاما تطالب فيه بإلزامية الفحص الطبي قبل الزواج، ومع اصرارها على تحقيق هذا الهدف النبيل فقد توج بقرار مجلس الوزراء الذي قضى بإلزامية الفحص قبل الزواج، وجعله شرطاً رئيسياً يلتزم به مأذونو الأنكحة قبل الشروع في كتابة عقود الأنكحة، وقالت النعيم: لقد شكروها باقصائها عن المشروع لأسباب مجهولة أمام الآخرين، حيث ركنوها في احدى المختبرات، ولعل السبب الظاهر للعيان أنها لا تحمل الدكتوراه كما ذكرت ذلك النعيم.في البداية، وكما قال الأخ حماد، يجب أن نشكر المواطنة هدى من الأعماق لأنها كانت سبباً في فلاح كثير من الأسر بل وسعادتها حينما لا يكون بين أفرادها مصابون بأمراض الدم الوراثي الذي طالما عانى ويعاني منه الكثيرون بسبب الجهل به أو التساهل في القبول بمسبباته، وأقول للأخت النعيم: ليست تلك الحالة الوحيدة من هذا الصنف التي يغتال مجهودها ويجحد فضلها بسبب الأنانية والحسد باطنياً، وبسبب فقدها لحرف الدال ظاهرياً، فقد سبقتها الأستاذة لطيفة العبيد عميدة كلية البنات في عرعر بعد شوط طال خمس عشرة سنة في العمادة استبعدت عن العمادة لأنها لم تحمل الدال أيضا، وعمد بدلا منها أجنبية استقدمت للتدريس وأخشى أن نستمر على تلك الحال.
أما موضوع المنصور فلي حوله عدد من الوقفات ومنها:
أين مسؤولو وزارة الصحة طوال أربعة وعشرين عاما عن ادراكهم لمؤهل هدى؟ ثم هل هناك شرط أن يحمل الدكتوراه من يقوم بمثل هذا المشروع الرائد؟؟. لا أظن، وهل يحق لأي شخص ان يجازي تلك الناجحة جزاء سنمار؟. وكما قالت النعيم: ما فائدة ان يتولى ادارة المشروع من يحمل الدال بينما هدى تتحدث من عمق التخصص في المختبرات الطبية كفنّية مختبر؟
ولكن قد تحقق ما هدفت اليه وسيتطور فيما بعد الى منع الزواج اذا وجدت الموانع المتعارف عليها من أمراض الدم الوراثي بإذن الله، ولن يضيرها ابعادها بعد نجاحها، ولن يعيقها عن مواصلة مشوارها حتى النهاية بكل الوسائل المتاحة، ومنها الصحافة، ويكفيها شرفا النتائج التي تحققت بسبب جهدها ونضالها في سبيل مصلحة الوطن والمواطن، وعلى الرغم مما سبق فلا يزال لديّ، ولدى الكثير من المواطنين المخلصين، لا يزال لدينا الأمل في مسؤولي وزارة الصحة في مراجعة الأمر وانصافها، بل وشكرها علنا وتسجيل مجهوداتها في سجل الشرف، واتمنى أن يولي معالي وزير الصحة المانع تلك الحالة عناية خاصة، وأعلم علم اليقين أنه لا يرضى ببخس مجهود كمجهود الأخت هدى، ولا حتى تحجيمه.
صالح التويجري/ الرياض |