سلمت يداك يا أخت طيف أحمد على هذه الكلمات التي تجرح وتداوي في مقالك الذي يتحدث عن الجحود والنكران في العدد 11462 في صفحة عزيزتي الذي عقبت فيه على الاخت فوزية النعيم.. وبدوري أن اتابع وأعقب أيضاً على ما كتبته.. وهذا لن يقلل من اعجابي بقلمك الذي طالما يكتب ويمطر علينا بأجمل المقالات والكتابات التي تنعش عشقنا للقراءة..
الجحود والنكران لا شك انهما سيدان جائران في هذا الزمان.. وانت يا أخت طيف وأيضاً الاخت فوزيه لم تقصرا في الحديث عن هذا الموضوع.. لكن الذي اريد ان اضيفه ان الجحود ونكران الجميل نجده ايضاً في نطاق العمل الوظيفي حيث انه عندما يجتهد الموظف في مجال عمله ويتعب ويكل ويفني طاقته كلها لأجل راحة غيره ولأجل زيادة إنتاجية العمل، لا يجد في المقابل كلمة شكر وعرفان من مسؤوله لتشجعه على مواصلة الجهد، وعندما يجد ذلك التنكر والجحود على ما قدمه ربما يصاب الموظف ببعض الإحباط ويحس أن لا احد يبالي بما يفعله مهما عمل.
ولا أتفق معك يا أخت طيف في مسألة الندم على فعل الخير وكيف يندم وهذا الفعل اجره عند الله وليس عند بني البشر، لا يندم على فعل المعروف الا اذا كان جالباً للشر كمساعدة انسان على سرقة او قتل او اي ما حرمه الله كما قال رب العزة والجلال {وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ } .
وهذا التعاون بين الناس ومساعدة بعضهم البعض يجعل المجتمع مترابط ومتماسك لمواجهة ما يعكر صفوهم في الحياة.. وتعم السعاده والبسمة..والاخت فوزية اعترضت على المثل الذي يقول (افعل خيراً وارمه في البحر) وانا مع هذا المثل اذا كان المقصود منه ان الانسان يفعل الخير والمساعدة ولا ينتظر مديحاً واطراءً من الناس، بل يفعله لأنه يريد الجزاء والمثوبة من عند الله حتى لو اصطدم بجدار النكران والجحود.. عندها لا يهم ذلك اذا كان هذا الخير لوجه رب العباد وليس لأجل مصالح شخصية او التباهي به امام الناس.. ولا اعتقد من وجهة نظري يا اخت طيف انه يجب دائماً أن نتبين من الإنسان قبل ان نساعده أي هل سينكر ويجحد المعروف أم لا، وكيف سنعرف ذلك، سوف يصبح حينها ذلك المعروف منة وتفضل على من يحتاجه لأن فعل الخير احياناً لا تردد ولا تروي فيه، قال عز من قائل {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُبْطِلُواْ صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالأذَى كَالَّذِي يُنفِقُ مَالَهُ رِئَاء النَّاسِ 264 } سورة البقرة.بل من المفروض أن تسأل نفسك قبل أن تساعد احداً - هل أنت قادر على مد العون له؟ هل سيكون مساعدتك له فيما يغضب الله اوفيما فيه ضرر على نفسه او المجتمع؟ لأنه سواء رد الجميل أم انكره لن يغير في الأمر من شيء في الأجر عنده الله بمشيئته إن كان قصدك الخير. والله اعلم.
سعد سعود سعد العتيبي /الرياض -الشفاء |