عطّرِ الشعرَ بالشذا يا شهيدُ
وانفحِ الحرفَ عزة يا عنيدُ
بعدك النزفُ يستفيقُ جريحاً
تتفادى على ثراهُ الحشودُ
يهتف الخلدُ أين مني وفاءٌ
نهضت حوره وهبَّ الوليدُ
جاء يحبو وخَطْوُه كبراق
يخطَفُ الريحَ والمنايا تحيدُ
وعلى الراحةِ الزكيةِ روحٌ
كلما أُنسِئتْ نمتها الوعودُ
فيه همٌّ وهِمَّةُ ومضاءٌ
لا يبالي لهمِّه من يكيدُ
رفع النصر رايةً تتهادى
كلماء أُمطرت بأمر تسودُ
رفَعَ النصرَ عزمةً وفداءً
لا يبالي لهمِّه من يكيدُ
رفَعَ النصرَ رايةً تتهادى
كلما أُمطرت بأمرٍ تسودُ
رفعَ النصرَ عزمةً وفداءً
يحتويها بمقلتيه الوجود
أبت القيدَ مُذّ جثا قدماه
فاستجارت من الإباءِ القيودُ
فاعتلى المجدَ للجهادِ جواداً
أينما سارَ تحتويهِ البُنُودُ
وانتضى الحق مشعلاً في الدياجي
يقْبِسُ الوعدُ نهجَهُ والوعيدُ
شادَ للقدسِ منبراً من وفاءٍ
إرثَ حطينَ ما نمتهُ الجدودُ
قطعَ العهدَ مذ سعى في صباهُ
وهو بر إذا تكونُ العهودُ
أنَّ أرضي وخُطوتي ودمائي
في مزاجٍ تَضِجُّ منهُ اليهودُ
سوف يهتز تحتهم كلُّ شبرٍ
كلُّ شبلٍ بثأره سيعودُ
أتراهم يزلزلون بناءً
قد رعته سواعدٌ لا تبيدُ
أتظن الجناة نالوا مراداً
إذ تنادَوا بل خابَ ذاك المريدُ
لن ينالوا وفي ثرانا إباءٌ
يتهاداه نجله والحفيدُ
فلك الخلد في الجنان مقامٌ
أَطبقْ الجفنَ هانئاً يا شهيدُ