عجِز البيانُ وجفَ عِرقُ مِدادهِ
عن ذكر ما قمتم به واحتارا
كيف الخِلال على السطور يخُطها
بل كيف يَجمَع للبحار مَحارا
كنتم إذا ما الوهنُ أطبقَ قيدهُ
علماً بدا يُذكي الحماسَ أوارا
كنتم إذا ما لليل لفُ لثامهُ
حولَ الحقيقةِ مشعلاً نوارا
كنتم إذا ما الحقدُ أقبل جمعهُ
جيشاً يذبُّ عن الحِمى وجدارا
كنتم إذا ما البردُ أنشبَ ظفرهُ
دفاً وللطفلِ اليتيمِ دثارا
كنتم على القلب السقيم برودةً
وعلى العدوِ لظاً يسومُ ونارا
شَمَختْ محاسنكمْ بأعلى قمةٍ
ومضت تطيرُ تُجاوزُ الأسوارا
كل الكماةُ نهلن من ينبوعكم
وكَذا الثكالى قد نهلنَ صبارا
يا شيخ أحمد لا يرامُ مكانكم
حتى ولو مُلئ المدى أَشعارا
رمت الشهادةَ فارتقيتَ مصاعباً
وطلبت عزاً فاستَلكتَ مسارا
ما زلت حيا في ترابك تشعل
الشعرى وتوقد نورها إصرارا
ما زلت حياً في الجنان بإذنه
فرحاً على سرر الأمان مجارا
من فوقك الثمر المدلى والجنا
دانٍ وتجري تحتكَ الأنهارا
ما زلتَ حياً في القلوبِ ولم تغبْ
حتى ولو تحت التراب توارى