هناك طرفة سياسية عن العالم العربي تقول (إن أحد الصحفيين الغربيين أراد ان يقوم بتحقيق يتقصى به أحوال العالم العربي) فسأل رجل الشارع البسيط في أحد البلدان العربية التي تعاني من صعوبات اقتصادية: هل تبدي رأيك بحرية عن ارتفاع أسعار اللحمة؟ فأجابه رجل الشارع البسيط: ما معنى لحمة؟
ومن ثم سأل رجلاً آخر من بلد يعاني من تقييد الآراء والحريات: هل تبدي رأيك بحرية عن ارتفاع أسعار اللحمة؟ فأجابه: ما معنى حرية؟
إذا الإنسان في كل زمان يبقى حبيسا لإدراكه، وحبيس طبيعة الثقافة في بيئته ومحيطه وهي التي تمده بأدوات التفسير والقياس لواقعه.
ولو قمنا بعملية إحصاء بسيطة لعدد المفردات التي طرأت على مجتمعنا في العامين الماضيين لوجدنا أننا بحاجة إلى قاموس جيب صغير ندسه في جيب كل مواطن لمحاولة إعطاء المفاهيم أفقاً أوسع وأكثر شمولية.
فمثلاً كلمة حوار تعني: الجدل ومحاولة إيصال الحقيقة لفرد لا يمتلك الحقيقة وسنقوم نحن بتمويله بحقيقتنا الخاصة التي هي نهائية ومطلقة عبر الحوار!!
حقوق المرأة تعني: التهتك والسفور والانحلال والخروج عن العرف والتقاليد وقيادة السيارات وعدد القاصرات الحوامل في الولايات المتحدة.
الانتخابات الديمقراطية: نظام غربي قسري ومفروض علينا بشكل تعسفي وفوقي، وليس لنا حول ولا قوة فيه، ولا يمتلك أي جذور شرعية في تاريخنا الإسلامي.
حقوق الإنسان: نظام غربي غريب، وهو عبارة عن جماعة من البشر اختاروا ان يجتمعوا لأسباب مجهولة ويتصلوا بمنظمات عالمية وغربية ليست بذات علاقة بتاريخنا وتراثنا وينسقوا معها.
تطوير المناهج: هجمة نصرانية صهيونية على قداسة ثوابتنا هدفها التخريب والتدمير والانسياق في مجالات العولمة، بينما مناهجنا ولله الحمد أنتجت طوال الأعوام الماضية الأطباء والمهندسين والعلماء.
أرأيتم القاموس المزدان المثقل بالمعرفة الكاملة المكملة والذي لا يحتاج إلى أي معرفة دخيلة أو علمانية أو متآمرة عليه؟.
| 
