يقول الروائي الأمريكي الشهير (مارك توين) (إن هناك وقتين في حياة الفرد يتوجب فيهما الحذر من الاعتماد على التخمين: وقت القدرة على الشيء ووقت عدم القدرة عليه).
** فالركون الى التخمين حين توفر القدرة على أداء الشيء ليس إلا تبديداً للقدرات واستنفاداً للطاقات، إنه بالأحرى (نقص القادرين) الذي حذر منه المتنبي في عجز بيت شعره الشهير القائل: (كنقص القادرين على التمام).
** وبالطبع فالتخمين الذي عناه هذا الأديب الشهير يشير الى (خبط عشواء) التعامل العشوائي وعدم التخطيط، إنه -وأعني به التخمين- كناية عن الكسل والتراخي وعدم الأخذ بزمام المبادرة لا لأداء ما يتوجب أداؤه فحسب بل أيضا اتقانه لا سيما في حال توفر القدرة على اتمام ذلك.
** ما سبق أعلاه يتعلق بخطورة التخمين وقت القدرة، فما هي خطورة التخمين وقت عدم القدرة؟!
** إن غير القادر على تحصيل ما يريد تحصيله سيضيف الى عجزه المزيد من العجز وذلك في حال ركن الى التخمين خلال سعيه الى تحقيق مراده.
** عليه فهو هنا الأكثر حاجة الى انتهاج الرؤية السديدة والرؤية النافذة حيث هو في وضع لا يجدي معه التخمين شيئا وفي موقف هو فيه لا يحتمل سوى إعلان حالة الطوارئ واستنفار القدرات لمواجهة ما يفرضه واقعه بكل صلابة وعزم واصرار.
| 
