* الرياض - عوض مانع القحطاني-مبارك الفاضل - واس:
نيابة عن صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام والرئيس الاعلى لمؤسسة سلطان بن عبدالعزيز ال سعود الخيرية افتتح صاحب السمو الملكي الامير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز مساعد وزير الدفاع والطيران والمفتش العام للشؤون العسكرية نائب رئيس مجلس امناء المؤسسة مساء امس الملتقى الرابع للجمعية الخليجية للاعاقة تحت عنوان ( ذوو الاحتياجات الخاصة .. من التشخيص الى التوظيف ) وذلك بفندق الرياض انتركونتنتال .
وقد بدئ الحفل بتلاوة ايات من القران الكريم .. ثم ألقيت كلمة رئيس الجمعية الخليجية للاعاقة الشيخ دعيج بن خليفة ال خليفة، ألقاها نيابة عنه عضو مجلس الادارة للجمعية الخليجية للاعاقة الدكتور محمد بن عبدالكريم المناعي، شكر فيها صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن عبدالعزيز لرعايته الكريمة لهذا الملتقى، والذي يدل على اهتمام سموه بالفئات الخاصة اينما كانوا، كما شكر صاحب السمو الملكي الامير خالد بن سلطان على افتتاحه هذا الملتقى . واوضح ان الجمعية الخليجية للاعاقة هي جمعية خليجية تأسست في مملكة البحرين عام 1999 م بجهود مخلصة من ابناء دول مجلس التعاون، ومن اهدافها تقديم الخبرات والتنسيق وتوحيد الجهود لخدمة ذوي الاحتياجات الخاصة فى دول المجلس .
وبين ان هذا الملتقى فرصة ثمينة لتلاقي ابناء دول المجلس وتبادل الخبرات، حيث ان هذا الملتقى خليجي، ومنه ستخرج الجمعية الخليجية للاعاقة بثوب اجمل ان شاء الله .
بعد ذلك ألقت صاحبة السمو الملكي الاميرة سارة الفيصل بن عبدالعزيز ال سعود رئيسة الملتقى ورئيسة جمعية النهضة النسائية الخيرية كلمة، عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة، قدمت فيها شكرها لمؤسسة سلطان بن عبدالعزيز الخيرية وللمشاركين في الملتقى الرابع للجمعية الخليجية للاعاقة.
وقالت: ( تحت شعار ( ذوو الاحتياجات الخاصة. . من التشخيص الى التوظيف ) رسالة نأمل ان تحقق الهدف المرجو من هذا الملتقى في إثراء المعرفة وزيادة فعالية الخدمات والتنسيق والتعاون في مجال ذوي الاحتياجات الخاصة محليا واقليميا ودوليا ). واشادت سمو الاميرة سارة الفيصل بالتجارب الناجحة التي اثبتت ان ذوي الاحتياجات الخاصة اذا تم إحاطتهم بالرعاية والعناية والمتابعة من خلال برامج التدريب والتأهيل يمكنهم، بعون الله، وتوفيقه أن يصلوا الى مرحلة الاعتماد على النفس والاندماج كأعضاء فعالين في المجتمع.
عقب ذلك ألقى معالي وزير التربية والتعليم الدكتور محمد بن أحمد الرشيد كلمة اشار فيها الى تجربة الوزارة الناجحة في دمج الاطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في مدارس التعليم العام، حيث ارتفع عدد معاهد وبرامج التربية الخاصة للبنين والبنات من ( 66 ) معهدا وبرنامجا قبل عشرة اعوام الى ( 1560 ) معهداً وبرنامجاً لهذا العام، وبلغ عدد الطلاب والطالبات من حوالي ثمانية الاف الى ما يزيد على اربعين الف طالب وطالبة. ونوه معاليه بمطابع خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز لطباعة القرآن الكريم بطريقة برايل التي يدعمها ، حفظه الله ، من ماله الخاص وتشرف عليها الامانة العامة للتربية الخاصة بالوزارة، والتي توزع القرآن الكريم والكتب الثقافية مجانا على المعوقين بصريا في جميع انحاء المعمورة.
وفي ختام كلمته قدم شكره لمؤسسة سلطان بن عبدالعزيز الخيرية على كريم الرعاية ولجمعية النهضة النسائية الخيرية على تنظيمها هذا اللقاء بالتعاون مع الجمعية الخليجية للاعاقة.
أثر ذلك ألقي معالي وزير العمل والشؤون الاجتماعية الدكتور علي بن إبراهيم النملة، اوضح فيها ان المادة الرابعة والخمسين من نظام العمل والعمال في المملكة تنص على الآتي. . علي كل صاحب عمل يستخدم (50) عاملا فأكثر، وتمكنه طبيعة العمل لديه من استخدام العاجزين الذين تم تأهيلهم مهنيا ان يستخدم 2 بالمائة من مجموع عدد عماله منهم، سواء كان ذلك عن طريق ترشيح مكاتب التوظيف او من غير هذا الطريق، وعليه ان يرسل الي المكتب المذكور بيانا بعدد الوظائف والأعمال التي يشغلها العاجزون الذين تم تأهيلهم مهنيا وأجر كل منهم . وألمح معاليه الى أسفه الشديد لعدم قبول الشباب المعوقين المؤهلين في سوق العمل، مؤكدا انهم قادرون علي الإنتاجية كغيرهم، والواقع خير شاهد علي ذلك، داعيا الى تفعيل الأنظمة التي تؤكد على تشغيل المعوقين القادرين علي العمل والباحثين عنه، بحيث يخرجون من إحصائيات البطالة التي لا خيار لهم فيها، وإعطائهم حقهم في العيش الكريم في المجتمع . بعد ذلك ألقى صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز كلمة رحب فيها بالحضور وقال : ( شرفني صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز نيابة عنه بافتتاح الملتقى الرابع لجمعيتكم الموقرة الذي يلتئم برعاية سموه، واشكر تفضله بإتاحة الفرصة لي أن ألتقي أناسا زين الله الرحمة في قلوبهم وحبب الإيثار إلى نفوسهم، يعملون في صمت ويسعون إلى الخير بلا مراء. . يخففون آلام المحرومين في سعادة، يبذلوه جهدهم بلا كلل، وينفقون أموالهم بلا تفاخر، لا يبتغون إلا وجه الله سبحانه وتعالى، صدقوا ما عاهدوا الله عليه؛ فلينتظروا ما وعدهم به من طمأنينة في الدنيا ودرجات عُلا في الآخرة ). وأبان سموه أنه اطلع على ما أنجز في الملتقيات الثلاثة الأولى، لافتا النظر الى بعض الملاحظات والطروحات التي يمكن الاستفادة منها. وقال سموه : ( أولا يلاحظ الاهتمام ينصب في المقام الأول على المعوقين خلقيا دون معوقي الحوادث والإصابات والحروب، وما أكثرهم، فما زال العالم يعاني جرائم تعويق من صنع البشر، وما برح ضحاياها يعيشون بيننا منذ الحرب العالمية الثانية، مرورا بحرب الكوريتين وحرب فيتنام، ثم مآسي البوسنة والهرسك وكوسوفا، وحرب تحرير دولة الكويت، وحروب القارة الأفريقية، والحرب على أفغانستان، والحرب على العراق وما الجرائم الصهيونية في فلسطين ببعيدة، وها هي مأساة الألغام الأرضية تضيف همّا إلى هم، فإحصائياتها مخيفة، وأرقامها مذهلة، فتجار الحروب لا يملون ولا يسأمون أكثر من 100 مليون لغم منتشرة في ستين دولة، واحد منها ينفجر كل عشرين دقيقة، لتطاول جرحا وتشويها وتقتيلا أكثر من 26 ألف نسمة سنويا ثلثهم من الاطفال، وواحد من كل ثلاثمائة وأربعين نسمة هو مبتور الأعضاء، ويا ليت الأمر اقتصر على تجار الحروب، بل بات للإرهاب يد في ازدياد المشكلة حدة، ولم تسلم دولة من أذاه ومخازيه. ثانيا. . في كل بلدان العالم تنشط الدولة من جانب وذوو القلوب الرحيمة من جانب آخر إلى إنشاء المرافق المختلفة العلاجية والرياضية والتأهيلية وغيرها، ولكن قلما احتضنت هيئة أو مؤسسة واحدة كافة المجالات والأنشطة العاملة على حل مشكلة التعويق والمهتمة بها توحيدا للسياسات وتوفيرا للمعلومات وتحقيقا للأهداف، وحتى لا يكون التعاون محدودا والتنسيق مفقودا والجهود مبعثرة والنتائج هزيلة. ثالثا. . تكاد الجهود تقصر اهتمامها بالتعويق على الجانب الطبي إضافة إلى اهتمامها بالحقوق الإنسانية لمن ابتلاهم الله بهذا المرض دونما التفات إلى ( اقتصاديات الإعاقة ) فالإعاقة ليست مشكلة طبية وإنسانية فقط، وإنما اقتصادية كذلك، ولها انعكاس واضح على الأداء الاقتصادي الكلي؛ لأنها تؤثر في العامل البشري وهو أهم عوامل الانتاج الخمسة، فالإعاقة تعني أن هناك طاقة بشرية معطلة هي المعوقون، ومن يرعونهم فهي إذن توهن الاقتصاد الوطني وتضعف قواه، فهلا يبدع المفكرون والاقتصاديون في كيفية الاستفادة المثلى من القدرات التي ما برح أولئك المعوقون يتمتعون بها وإضافتها إلى المكاسب الاقتصادية الوطنية. رابعا. . إن هذه المشكلة متعددة الجوانب متشابكة الأطراف يصعب تناولها بكلياتها؛ لذا فلنجزئها إلى عواملها الأولية ثم نتناول كل جزئية بالدراسة والتحليل، ثم في خطة شاملة تجمع هذه الجزئيات من دون تضارب أو تكرار، ثم ما رأيكم في اقتراح ثلاثة محاور متجانسة، تعاون عند البحث، والتخطيط وتؤازر عند الإشراف والتنفيذ، وتصلح للاختيار من بينها في ملتقياتكم المقبلة. واضاف سموه قائلا : ( المحور الأول يشمل الأفراد. . بدءا بالشاب والشابة قبل الزواج وبعده، مرورا بالجنين في ظلماته الثلاث، والطفل وما يلزمه وقاية وعلاجا، والشاب وما يحتاج إليه من تأهيل وإعداد وتوظيف، وانتهاء إلى الشيخ وما يحتاج إليه رعاية وإكراما، والمحور الثاني يتمثل في مواطن الرعاية، فالمنزل هو مهد التربية والسلوك، وغرس قواعد الأمان والمدرسة هي موئل السلوك الحضاري القويم والمؤسسات الخيرية والحكومية هي ملاذ إنسانية المعوقين وطموحهم إلى حياة سوية ودوائر العمل الخاصة والعامة توفر الفرص الملائمة لقدراتهم، والوزارات والمصالح المختلفة ترعى وقايتهم وعلاجهم وتأهيلهم تصدر القوانين والإجراءات وتوفر المعلومات والإحصائيات وتعد الخطط الشاملة المحتضنة لهؤلاء، أما المحور الثالث فهو يتعرض للوجوه الرئيسية للإعاقة الحركية والحسية والذهنية والعقلية وأخيرا الإعاقة المزدوجة والمركبة ) . ومضى سموه يقول : ( خامسا. . أسهمت الأمم المتحدة في مجال الإعاقة إسهاما مميزا منذ عام 1975 حينما أصدرت ( الإعلان الخاص بحقوق المعوقين ) واختصتهم في عام ألف وتسعمائة وواحد وثمانين تحت شعار (المشاركة الكاملة والمساواة ) فضلا عن قراراتها المختلفة بعد ذلك مثل القواعد القياسية لتساوي الفرص بين المعوقين وسواهم ( وإعلان فيينا الذي ينص على أن حقوق الإنسان والحريات كافة هي حقوق عامة تشمل من دون تحفظ المعوقين منذ ذلك التاريخ أصبحت الحقوق المدنية والثقافية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية هي سواء للمعوق وسواه ). وتساءل سموه: هل بالقرارات والندوات والنوايا الطبية وحدها يهيأ لهؤلاء عيشة سوية تدمجهم في مجتمعاتهم في حياة طبيعية، أم بسن قوانين تؤمن حقوقهم وإجراءات وممارسات ترسخ في النفوس أن هؤلاء فئة من المجتمع لا ذنب لهم في ما هم فيه، وابتلاء من الله عز وجل لأسرهم ومجتمعاتهم، مبينا سموه ان الأوجب عند وضع الخطط الشاملة تصنيفهم شركاء كاملي الأهلية والاستحقاق، وإلا كان المجتمع نفسه هو المعوق إن لم يحافظ على كرامتهم وإنسانيتهم واندماجهم بعد تأهيلهم. واوضح سموه إن الإحصائيات المعلنة مخيفة على الرغم من عدم دقتها لصعوبة الحصر، فعدد المعوقين يزيد على عشرة في المائة من تعداد سكان العالم، ففي الولايات المتحدة الأمريكية وحدها أكثر من ثلاثة وأربعين مليون معوق، كما أن استيعاب المعوقين في المؤسسات الخاصة لا يتجاوز في الأغلب خمسة في المائة، مشيرا سموه ان المشكلة تستحق اهتماما أكبر وإعدادا اشمل وقوانين أكثر عدلا وإلزاما، وتنفيذا أكثر جدية وصرامة. وعبر سموه في ختام كلمته عن شكره للقائمين على مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز الخيرية والجمعية الخليجية للإعاقة وجمعية النهضة النسائية الخيرية لمساعيهم ومقاصدهم في مجال العمل الإنساني. بعد ذلك شاهد صاحب السمو الملكي الامير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز والحضور عرضا وثائقيا مصورا يتحدث عن الخدمات المقدمة لذوي الاحتياجات الخاصة. بعد ذلك سلم سموه هدايا تذكارية مقدمة من اللجنة العليا المنظمة للملتقى لوكالة الوزارة للشؤون الاجتماعية بوزارة العمل والشؤون الاجتماعية تسلمها معالي وزير العمل والشؤون الاجتماعية الدكتور علي بن إبراهيم النملة، وهدية للادارة العامة للتربية الخاصة بوزارة التربية والتعليم تسلمها معالي وزير التربية والتعليم الدكتور محمد بن أحمد الرشيد. كما سلم سموه هدية مقدمة من الجمعية الخليجية للاعاقة الى جمعية النسائية الخيرية تسلمها نيابة عن الجمعية صاحب السمو الملكي الامير عبدالعزيز بن تركي الفيصل. ثم تسلم صاحب السمو الملكي الامير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز هدية تذكارية بهذه المناسبة من الجمعية الخليجية للاعاقة سلمها نيابة عن الجمعية الدكتور محمد بن عبدالكريم المناعي كما تسلم سموه هدية تذكارية من تنفيذ أحد الموهوبين في ذوي الاحتياجات الخاصة من اللجنة العليا المنظمة للملتقى. وفي نهاية الحفل عبر صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز عن سعادته بافتتاح الملتقى نيابة عن صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام مؤكدا اهتمام سموه بالمعوقين وتقديم جميع الخدمات لهم مدللا على ذلك بما تقدمه مدينة الأمير سلطان للخدمات الانسانية.
وأشار سموه إلى أن مدينة الامير سلطان للخدمات الانسانية تسهم في تعليم الناس كيفية التعامل مع هذه الفئة ( المعوقين ) إلى جانب ما تقدمه من الرعاية الطبية للجميع. وأبرز سموه أهمية هذا الملتقى الذي يناقش شؤون ذوي الاحتياجات الخاصة، مفيدا أن تبني مؤسسة سلطان الخيرية لهذا الملتقى والملتقيات القادمة تأتي لترشيد الناس واشعارهم عن اهمية الفئة القريبة من قلوب الجميع. ولفت سموه النظر إلى أن تمارين ( سيف الاسلام 5 ) تمارين سنوية وهي اكبر تمارين لمجموعات ألوية، حيث تأتي هذه التمارين أكثر من التمارين السابقة، موضحا أن توجيهات صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز تحث على التدريب الدائم ليل نهار.
وفي سؤال حول دور المملكة من بين دول الخليج في رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة قال سموه : ( إن الدور كبير سواء على المستوى الحكومي او القطاع الخاص ووجود وزارتين مثل وزارة التربية والتعليم ووزارة العمل والشؤون الاجتماعية واهتمامهما والقطاع الخاص مثل جمعية النهضة ومؤسسة سلطان الخيرية يدل على اهتمام المملكة بذوي الاحتياجات الخاصة ). حضر الحفل صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن سلطان بن عبدالعزيز مساعد وزير الثقافة والاعلام وأصحاب السمو الملكي الأمراء والمعالي الوزراء والمشاركين في الملتقى وعدد من المهتمين.
|