* القاهرة - العواصم العربية - الوكالات:
بدت القاهرة مستعدة لاستضافة القمة العربية التي أرجأتها تونس، حيث التقى الرئيس المصري حسني مبارك أمس مع سمو وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل ومع أمين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى وانضمت الخرطوم إلى الدول التي تؤيد مصر في استضافة هذه القمة التي رأى الرئيس المصري ان نجاحها أمر في حيز الإمكان.
وذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية ان الرئيس المصري حسني مبارك بحث أمس الاثنين في القاهرة مع صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية في مسألة التنظيم العاجل للقمة العربية بعد قرار تونس تأجيلها، كما بحث الرئيس المصري مع أمين عام جامعة الدول العربية ذات الموضوع.
وأوضحت الوكالة ان هذا اللقاء يأتي في إطار الاتصالات والمشاورات التي تجريها مصر مع الدول العربية لاستضافة القمة العربية بوصفها دولة المقر لجامعة الدول العربية في أقرب وقت عقب قرار تونس المفاجئ والمنفرد بتأجيل القمة العربية إلى أجل غير مسمى، واقترحت مصر الأحد استضافة القمة في القاهرة في أقرب وقت ممكن.
وقال مصدر في مكتب الرئيس اليمني مساء الأحد ان الرئيسين اليمني علي عبد الله صالح والمصري حسني مبارك اتفقا على ان تعقد القمة العربية في السادس عشر من نيسان/ أبريل في القاهرة، لكن ناطقا باسم الجامعة العربية هشام يوسف لم يؤكد الإعلان الصادر عن صنعاء.
ومن جانب آخر أعرب الرئيس المصري عن صدمته إزاء القرار التونسي، وقال مبارك في حديث أجراه معه الإعلامي عماد الدين أديب مساء الأحد في برنامج (على الهواء) الذي تبثه شبكة تلفزيون (أوربت) إنه فوجئ بالقرار التونسي بتأجيل عقد القمة العربية.
وأعرب مبارك في الحديث الذي نشرت صحيفة (الجمهورية) المصرية مقتطفات منه أمس الاثنين عن امتعاضه من البيان الذي أصدرته تونس بشأن إصرارها على عقد القمة على أراضيها.
وأكد أن قرار انعقاد القمة العربية مرة أخرى في تونس يرجع للرؤساء والزعماء والملوك والأمراء العرب، منتقدا (القرار الفردي) الذي اتخذته تونس دون التشاور مع أعضاء الجامعة العربية وخاصة أن دولة البحرين هي التي ترأس الدورة الحالية.
وحول الخلافات التي ظهرت بين وزراء الخارجية العرب خلال اجتماعاتهم في تونس، شدد الرئيس المصري على أنه (لا توجد مشكلة دون حل) وأن كل الخلافات يمكن التغلب عليها، وأبدى مبارك دهشته إزاء ظهور هذا العدد من مبادرات الإصلاح قبيل انعقاد القمة العربية والتي لم يكن قد سمع عنها من قبل.
ودعا الرئيس المصري الشارع العربي إلى عدم اليأس وألا يفقد الأمل، مؤكداً أن نجاح القمة (لا مفر منه).
إلى ذلك أعلن وزير الخارجية السوداني مصطفى عثمان إسماعيل عدم معارضة السودان لعقد قمة عربية طارئة بالقاهرة في أعقاب قرار تونس بتأجيل القمة العادية، وكان الوزير السوداني يتحدث للصحفيين في الخرطوم لدى عودته من تونس في وقت متأخر من مساء الأحد.
وقال إسماعيل إنه ليس هناك ما يمنع من عقد قمة عربية طارئة في أقرب وقت في القاهرة وخاصة أن قانون الجامعة العربية ينص على ذلك.
ووصف فشل العرب في عقد القمة العادية السادسة عشرة بأنه (صدمة) للأمة العربية، مشيراً إلى أن الفشل لن يستفيد منه إلا (أعداء الأمة العربية الذين يسعون لشق الصف العربي).
|