* باريس:
وجّه الناخبون الفرنسيون ضربة موجعة للرئيس جاك شيراك، حيث منيت حكومة يمين الوسط التي يقودها بهزيمة ساحقة في الجولة الثانية من الانتخابات الإقليمية، فيما حقق الاشتراكيون فوزاً ساحقاً.
وأظهرت التقديرات المبنية على استطلاع آراء الناخبين خارج مراكز الاقتراع وفرز جزئي للأصوات حصول الاشتراكيين المعارضين وحلفائهم على ما يقرب من 50 بالمئة من الأصوات على مستوى البلاد مقابل 37 في المئة لحزب (الاتحاد من أجل أغلبية شعبية) بزعامة شيراك وشركائه في الائتلاف الحاكم.
وحصلت الجبهة الوطنية اليمينية المتطرفة بزعامة جان- ماري لوبان على نحو 13 بالمئة واجتذبت كثيراً من الناخبين من حزب شيراك في عدة مناطق مما أدى إلى تحول الميزان لصالح المعارضة.
وخسر اليمين خصوصا منطقة بواتو-شارانت (وسط الغرب) معقل رافاران بينما بقيت المنطقة الأولى في فرنسا ليل-دو-فرانس (اي باريس وضواحيها) بيد اليسار. وهزم الرئيس الفرنسي الأسبق فاليري جيسكار ديستان في اوفيرن (وسط) حيث كان يعاد انتخابه باستمرار منذ 1986.
واعترفت الحكومة الفرنسية بهزيمتها. وقال آلان جوبيه رئيس (الاتحاد من اجل الحركة الشعبية) حزب شيراك، ان (الأغلبية الحكومية منيت بهزيمة خطيرة. شعب فرنسا أراد التعبير عن استياء كبير وعلينا الإصغاء له). وتعد هزيمة الحكومة تاريخية حيث فاز الاشتراكيون في 20 على الأقل من 22 منطقة في البلاد وضمن حزب الاتحاد من أجل أغلبية شعبية الفوز في منطقة واحدة فقط هي الالزاس. ولم تعرف النتائج في منطقة جزيرة كورسيكا حتى مساء الأحد.ودخلت أحزاب الائتلاف الحكومي الانتخابات وهي تحكم 14 منطقة فيما دخلتها المعارضة الاشتراكية وهي تحكم المناطق الثماني الأخرى.
وتمثِّل النتيجة لطمة قوية لرئيس الوزراء جان-بيير رافاران، حيث عاقب الناخبون حكومته على إخفاقها في الحد من معدل البطالة المتزايد ولشروعها في إصلاحات رأى الناخبون أنها تخدم قطاع رجال الأعمال.ويرى المحللون ان الناخبين عبروا عن استيائهم من السياسة الاقتصادية والاجتماعية للحكومة في فرنسا، حيث سجل ارتفاع في نسبة البطالة وتضاعفت تظاهرات للموظفين الذي يشكلون القوى الحية للاشتراكيين.
من جهته، رأى زعيم الحزب الاشتراكي فرنسوا هولاند ان الناخبين فرضوا (عقوبة قاسية) على الحكومة بينما قال زعيم الجبهة الوطنية جان ماري لوبن ان الحكومة (تستحق هذه الهزيمة الساحقة). ولا تؤثِّر هذه الانتخابات على الأغلبية البرلمانية لكن نتائجها تشكل نكسة خطيرة للحكومة.
وفي رد فعل موجز على الانتخابات قال رافاران إن الحكومة (يجب أن تتعلم من هذه الانتخابات) وأقر بأن (التغييرات بالتأكيد مطلوبة).
|