في أثناء بطولة كرة القدم الأمريكية (سوبر بولز) في الشهر الماضي، أثارت المطربة الأمريكية الشهيرة جانيت جاكسون ضجة كبيرة في البلاد. جاء هذا بعد أن كشفت جانيت عن بعض مفاتنها أمام مئة مليون مشاهد أمريكي!
هذا الحدث لم يشكل بالنسبة إلى أغلبنا سوى أنه حدث طبيعي عابر في بلد مثل أمريكا سواء اختص بتمادي جانيت بالخلاعة أو امتعاض الشعب الأمريكي من تصرفات علنية هكذا فيما هي دعاية للدعارة المبتذلة. لكن غير الطبيعي وربما ما أثار دهشة واستغراب المتابعين هو عودة جانيت لتقديم الاعتذار للمشاهدين بقولها (اعتذر من كل شخص شعر بالاهانة وأقدم اعتذاراتي إلى الجمهور وشبكتي التلفزيون (ام. تي. في وسي. بي. سي) والرابطة المحلية لكرة القدم)!
ترى كم مطربة عربية خلعت ما عليها وهي ترتقي المسرح؟! كم من ممثلة عربية قدّمت أعمالاً مبتذلة ورخيصة ؟! كم من مخرج عربي تمادى في صرعاته وفاق ما اعتذرت عنه جانيت؟! فكم كم ثم كم كم وكم وكم كما يقول شاعر العرب الاول المتنبي؟!
ليت جانيت الأمريكية تطلع على أغنية نانسي عجرم (اخاصمك آه)، وليتها تنظر إلى فيديو كليب أليسا (أجمل إحساس)، وأتمنى ألا تصعق حينما تشاهد هيفاء وهبي ! فن هابط بمعنى الكلمة، أجسام متناثرة، وشعور منثورة، وخدود مشدودة، وشفايف مترهلة، وضمني واضمك!
ترى هل تجرؤ أي مطربة عربية على الاعتذار من الفن الهابط الذي يقدمنه ليل نهار؟ وهل يجرؤ أي مخرج عربي على رفض تصوير هذا النوع من الدعارة المكشوفة والمتسترة بثوب الفن؟ لا أظن ذلك، ولسبب بسيط هو اختلاف الثقافة والتربية بين طرفي الكرة الأرضية. ففي الشرق يعلموننا كيف نختلق الأعذار لأخطائنا، يعلموننا في المدرسة أن نكذب لأن في الصدق ضرباً مبرحاً! وفي البيت من يجرؤ على الاعتراف بالذنب ففيه ما لا تحمد عقباه! بينما في الغرب يعلّمون الطفل منذ سني عمره الاولى أنه كائن محترم يكفيه من الآخرين مقدار الاحترام المتبادل.
الغرب يقول للأطفال كونوا كما أنتم وتعاملوا مع الآخرين كما تحبوا أن يعاملوكم. في بيئتنا العربية الطفل عندنا مطرود مذموم من مائدة الزائرين واستقبال القادمين.
في بيئتنا العربية يشب الفتى والفتاة على ثقافة الخوف والعقد النفسية فتراه إما سائراً على عجين (ما يلخبطوش) وإما متمرداً على الواقع ويصل به الأمر أن يخلع ما عليه.
كاتب عراقي |