ليس شرطاً أن يصرخ العميل بصوت عال تجاه (تلاعب التجار) أو يحرق أعصابه بشأنهم أو يحكي قصة مزعجة جمعته بهم.
يكفي فقط, أن يتجاهل بضاعتهم إلى بضاعة أخرى واضعاً علامة (*) حمراء متخيلة في ذهنه مطبوعة على بابهم, كقاعدة سهلة ومريحة يسير عليها العملاء الآخرون.
هذا السلوك الاستراتيجي يؤدي إلى هجرة جماعية مقصودة تقود العملاء إلى منطقة أخرى يجدون فيها من يحترمهم أكثر, ويقدم لهم خدماته المتميزة, على اعتبار أن الصراخ والتذمر من (تلاعب التجار) لا يؤديان إلى نتيجة ذات بال, بقدر ما يعكران صفو العملاء في ذلك اليوم.
العميل بذاته (نقطة تجارية حرجة) فلو وعاها العميل بشكل دقيق لفرض شروطه على التجار, ولكننا -نحن السعوديين- ما يزال مفهوم العميل بصيغته التجارية غير واضح في أذهاننا بصورة كافية, وربما اختلط الأمر - أحيانا - بالعميل بصيغته السياسية.
التجار لا يغيظهم الصراخ والشكاوى والتذمر ولكن تغيظهم هجرة العملاء إلى منافس آخر, بصورة تدفع التجار إلى ملامح من الجنون تفقدهم صوابهم بعض الوقت.
عموماً.. ليست هذه بؤرة المشكلة, المشكلة إذا لم يجد العميل التجاري منافساً آخر يغيظ به التجار!!
|