في مثل هذا اليوم من عام 1951، في واحدة من أكثر القضايا حساسية في التاريخ الأمريكي، أُدِين الزوجان جوليوس وإيثيل روزينبيرج بالجاسوسية لدورهم في نقل أسرار ذرِّية إلى الاتحاد السوفييتي أثناء وبعد الحرب العالمية الثانية. وقد حُكم على الزوجين بالموت لاحقاً، وتم إعدامهما في عام 1953.
كانت إدانة الزوجين روزينبيرج بمثابة الذروة في سلسلة أحداث سريعة الإيقاع، والتي بدأت مع اعتقال الفيزيائي البريطاني كلاوس فاتشز الذي عمل في تطوير القنبلة الذرية في إنجلترا والولايات المتحدة أثناء الحرب العالمية الثانية، وذلك ببريطانيا في فبراير1950.
وبعد اتهامه بنقل معلومات بالغة السرية إلى الاتحاد السوفييتي اعترف فاتشز بدوره كاملاً. ثم اتُّهم الأمريكي هاري جولد بأنه كان يعمل كهمزة وصل للعملاء السوفييت، وأنه كان وسيلة لنقل المعلومات إليهم.
وعندما ألقت السلطات الأمريكية القبض على جولد أشار إلى تورُّط شاب يدعى ديفيد جرينجلاس بالعملية. فتم اعتقال جرينجلاس الذي اعترف بدوره. ثم وجَّه اتهامه إلى شقيقته وزوجها اليساريين إيثيل وجوليوس روزينبيرج، بأنهما الجاسوسان الرئيسيان اللذان قاما بإدارة العملية بأكملها. فتم اعتقال جوليوس ومن بعده إيثيل في الشهر التالي.
بدأت المحكمة جلساتها وأصدرت هيئة المحلفين حكمها بإدانة طرفي المؤامرة بارتكاب جريمة الجاسوسية؛ حيث لم يَحْظَ الزوجان روزينبيرج بدفاع أو محامين. كما شهد كل من جرينجلاس وجولد ضدهما؛ حيث أكَّدا أن جوليوس روزينبيرج كان مَن عقد الاجتماع الذي قام فيه جرينجلاس بنقل مخططات القنبلة الذرية إلى جولد، الذي نقلها بدوره إلى العميل السوفييتي. وعلى ذلك، فقد أدانت هيئة المحلفين كلاًّ من جوليوس وإيثيل، التي اتُّهمت بأنها كانت العقل المدبر للمخطط بأكمله. وبعد أيام قليلة، حُكم على الزوجين روزينبيرج بالموت، وتم إعدامهما في سينج بنيويورك، وهما مصرَّان على براءتهما حتى النهاية.
جذبت هذه القضية أنظار العالم الذي انقسم ما بين مؤيد ومعارض. فمعارضو حكم الإعدام أكَّدوا أن الزوجين كانا كبش فداءٍ لهيستيريا الحرب الباردة التي كانت تجتاح الولايات المتحدة آنذاك. وعلى الجانب الآخر، أصرَّ المعارضون على أنهما نالا ما يستحقانه لقيامهما بتعريض الأمن القومي للخطر عن طريق نقل معلومات بالغة السرية عن سلاح شديد الدمار إلى الشيوعيين.
| 
