في مثل هذا اليوم من عام 1973 غادرت القوات الأمريكية جنوب فيتنام بموجب اتفاقية السلام التي وقعت في باريس قبل حوالي شهرين، وبذلك تكون الولايات المتحدة قد أنهت ثمانية أعوام من تورطها المباشر في الحرب.
وقد بقي حوالي ثمانية آلاف مدني أمريكي في مدينة سايجون كمستشارين فنيين لمساعدة الفيتناميين الجنوبيين. وقد بدأ التورط الأمريكي المباشر في فيتنام في عام 1961، بعد عقدين من المساعدات العسكرية غير المباشرة، عندما أرسل الرئيس جون كينيدي قوة عسكرية كبيرة للقضاء على الشيوعية في شمال فيتنام، وبعد ذلك بثلاث سنوات حصل الرئيس ليندون جونسون على موافقة الكونجرس لإرسال المزيد من القوات الى فيتنام. وقد شهد عام 1965 تصعيداً عسكرياً كبيراً من الولايات المتحدة في حين وصلت قواتها إلى 300 ألف جندي إضافة إلى الهجمات والغارات الجوية الشرسة. وبمرور الوقت، بدأت الخسائر الأمريكية في الازدياد، مع تورط القوات الأمريكية في كثير من المذابح، الأمر الذي أثار حفيظة الكثير من شعوب العالم، وعلى رأسهم الشعب الأمريكي نفسه.
وفي عام 1968، رفض الرئيس جونسون إعادة ترشيح نفسه للرئاسة، بعد الانتقادات الحادة التي تعرض لها بسبب الحرب، لكنه أعطى الموافقة على بدء مفاوضات السلام. وارتفع عدد القوات الأمريكية في فيتنام الى ان وصل في ربيع عام 1969 الى 550 ألف جندي.
وفي يناير عام 1973، نجحت الأطراف المتنازعة - الولايات المتحدة وفيتنام الجنوبية من جهة وفيتنام الشمالية وجماعات الفيت كونج من جهة أخرى - في التوصل إلى اتفاقية سلام نصت على وقف إطلاق النار، وانسحاب القوات الأمريكية، واطلاق سراح الأسرى، وإعادة توحيد الشمال والجنوب الفيتنامي بالطرق السلمية.
إلا أن هذه الاتفاقية تم انتهاكها، وتواصل إطلاق النار وعادت الحرب الى الاشتعال. وفي 30 أبريل 1975 تم اجلاء ماتبقي من الأمريكان من جنوب فيتنام، بينما سقطت العاصمة سايجون واستسلمت لقوات الشمال الزاحفة.
وبلغت الخسائر الأمريكية في الحرب 58 ألف جندي، والخسائر الفيتنامية حوالي مليوني قتيل من الجنود والمدنيين.
|