إن معالجة مشكلات التنمية لا تتم بشراء التقنية فقط، وانما يتطلب الأمر بناء وتنمية وتطوير القدرات الوطنية العلمية والتقنية، وفي مقدمتها قدرات البحث والتطوير. ولقد ترافق البحث العلمي والتطوير التقني دائماً في تغذية أحدهما الآخر، فكثيرا ما أدى تطبيق منجزات البحث العلمي إلى تطوير تقني، وكثيراً ما ولد التطوير التقني مشكلات لم يكن حلها إلا بالرجوع إلى مختبرات البحث ومنهجيته.
وعلى الرغم من أن بعض مظاهر التطوير التقني في الوقت الحاضر قد أخذ شكل تجديد أو ابتكار نادراً ما يحتاج استثماره إلى مختبرات البحث، فإن الإنجازات التطويرية الجوهرية الكبرى عادة ما تكون مرتبطة بمختبرات البحث، التي تخرجها إلى مرحلة التطوير الهندسي فالتقني، ومن ثم استثمارها اقتصادياً.
ولذا فإن تنمية القدرات الوطنية في البحث والتطوير تعد مهمة شاقة وطويلة وهي العقبة الرئيسة التي لابد من تذليلها للوصول بمنظومة العلوم والتقنية والابتكار إلى المستوى المنشود، ولتقوم بدورها الريادي في التنمية الشاملة على الوجه المطلوب.
|