لمحة تشريحة: تتألف الأذن من ثلاثة أقسام رئيسية هي:
الأذن الخارجية وتضم صيوان الأذن ومجرى السمع الظاهر ويفصلها عن الأذن الوسطى غشاء رقيق يدعى غشاء الطبل والذي يعتبر مرآة الأذن الوسطى، وتضم الأذن الوسطى (عظيمات السمع) وتتمادى مع القسم الأخير من الأذن وهو الأذن الداخلية التي تضم عضوي (السمع والتوازن).
يعتبر التهاب الأذن الوسطى من أشيع الأمراض التي تدفع الأهل إلى مراجعة طبيب الأطفال، حيث يشكل التهاب الأذن الوسطى السبب الثاني الرئيسي لمراجعة عيادات الأطفال بعد الإنتانات التنفسية التي تعتبر السبب الأول، كما أن التهاب الأذن الوسطى من الأسباب الرئيسية للحرارة والبكاء عند الأطفال والذي يجب أن نفكر به عند كل طفل لديه (نوبات من البكاء أو اضطراب في النوم وضعف الشهية.. الخ).
انتشار المرض: للمرض ذروتا حدوث بمعنى أنه أكثر ما يصيب الأطفال بين (6-36 شهراً من العمر) وكذلك ذروة أخرى في عمر (4-6 سنوات)، مع ملاحظة أن الأطفال الذين يصابون بالتهاب الأذن الوسطى في السنة الأولى من العمر تكون نسبة تكرر الالتهاب عندهم أعلى من غيرهم.
المسببات: يتعرض الأطفال لالتهاب الأذن الوسطى أكثر من البالغين وذلك لعوامل تشريحية تتعلق بالقناة الواصلة بين الأذن الوسطى والبلعوم الأنفي (قناة أوستاش) حيث تكون قصيرة وأفقية عند الصغار، وهذه القناة تلعب دوراً هاماً في تصريف مفرزات الأذن الوسطى إلى البلعوم كما تعمل على حفظ توازن الضغط على جانبي غشاء الطبل.
يؤدي انسداد هذه القناة إلى حدوث (انصباب سائل داخل الأذن الوسطى)، والذي قد يتلوث بالعوامل الممرضة لاحقاً مؤدياً إلى التهاب الأذن الوسطى.
يحدث انسداد قناة أوستاش تالياً للالتهابات التنفسية الكثيرة الشيوع عند الأطفال أو بسبب الحساسية التنفسية أو بأسباب ميكانيكية (كضخامة الناميات اللحمية) أو الأورام.
أما فيما يتعلق بالعوامل الممرضة فهي إما فيروسية ترافق الإنتانات التنفسية الفيروسية الشائعة أو جرثومية (بكتيرية)، ومن أهم أنواع البكتيريا المسببة لالتهاب الأذن الوسطى عصيات النزلة الوافدة -والمكورات الرئوية.
الأعراض السريرية: في الحالات العادية يشكو الطفل من التهاب طرق تنفسية علوية لعدة أيام قبل أن تظهر عليه أعراض إصابة الأذن وهي: ألم في الأذن (جهة الإصابة) وحمى وضعف السمع وعدم الارتياح العام وضعف الشهية، أما عند الرضع فإن الأعراض غالباً ما تكون عامة كالهياج والبكاء والاقياء والاسهال وضعف الرضاعة.
التشخيص: يعتمد تشخيص التهاب الأذن الوسطى الحاد على رؤية غشاء الطبل بمنظار الأذن OTOSCOPE في حالة الالتهاب يكون غشاء الطبل محمراً محتقناً أو كامد اللون منتفخاً للخارج بسبب انصباب سائل في الأذن الوسطى.
أما بالنسبة لتحديد العامل المرضي لاسيما إذا كان جرثومياً فيعتمد ذلك على زرع عينة من مفرزات الأذن.
العلاج: تعالج التهابات الأذن الوسطى الفيروسية معالجة عرضية بالمسكنات ومضادات الاحتقان وخافضات الحرارة (وتكون بشكل عام جزءاً من التهاب طرق تنفسية علوية)، أما التهاب الأذن الوسطى الجرثومي فلابد من إضافة المضادات الحيوية اللازمة إما تجريبياً حسب الجراثيم المعروفة (التي تؤدي إلى التهاب الأذن الوسطى) أو حسب نتيجة المزرعة الجرثومية والحساسية للمضادات الحيوية المناسبة.
( * ) استشاري أطفال وحديثي الولادة بمستشفى الحمادي بالرياض حائز على شهادة البورد العربي في طب الأطفال |