الحديث عن فوز الاتحاد بكأس سمو ولي العهد، سيأتي في السياق الانطباعي والعاطفي مملاً وباهتاً ولا جديد فيه، لذلك سأتجاوزه إلى حيث الإمعان والإلمام بمسبباته وظروفه وأدواته.
لقد اتفق الجميع على أن الاتحاد بات اليوم فريقاً نموذجياً يتمتع بالصفات والمواصفات الفاخرة والمتميزة وهذه مجتمعة لم تأت من فراغ أو بضربة حظ وإنما تتويج حقيقي ومتوقَّع لروائع بذله وتعبه وسلامة منهجه وجودة تخطيطه، في الوقت الذي عجز فيه الآخرون عن اكتشاف وتشخيص مواطن العلل ومكامن الخلل، فما بالكم بمعالجتها أو على الأقل احتواء القليل منها..؟!
قلناها بعد كأس دورة الخليج.. الاتحاد بحيويته وتطوره ونجاحاته تدخل بقوة في بث روح العطاء وكمية الإتقان للمنتخب الأول، وهي علامة فارقة ومميزة وخاصة بالفرق الراقية والمنضبطة كالاتحاد، هذا الذي يزيِّن البطولات أكثر من أن تزيِّنه.. فهنيئاً لنا وللبطولات بفارس الأحلام الاتحاد.. وشكراً لكل من ساهم في صياغة وصناعة ونبوغ العميد الجديد..
ما بعد التجربة
أجزم أن غالبية متابعي نهائي كأس ولي العهد انشغلوا بمراقبة ومتابعة أداء طاقم الحكام البرتغالي بقيادة (باتيستا) أكثر من اهتمامهم بمستوى اللاعبين والمدربين والمباراة عموماً.. ليس لأنها التجربة الأولى فحسب وإنما بسبب سيطرة وتصاعد الهاجس التحكيمي بالنسبة لأفكار وعقول الكثيرين، وبالتالي لا بد أن يميل الترقب باتجاه الطاقم البرتغالي لمعرفة ما له وما عليه، وللوصول إلى نتيجة لربما تحسم الجدل الدائر حول التحكيم السعودي وحكامه..
وبغض النظر عن الدخول في معمعة قرارات باتيستا أثناء اللقاء، ما يهمنا هنا هو أن التجربة في مجملها وانعكاساتها كانت مشجعة، بل ناجحة وبالذات فيما يتعلَّق بالجوانب النفسية والمعنوية والإعلامية التي ظلت تؤرق الحكم السعودي وتضغط عليه وتؤثِّر على مواهبه وإمكاناته وأحياناً قراراته..
إضافة إلى أنها ستقطع الطريق عن أولئك الذين استخدموا التحكيم مطيةً للهروب بمشاكلهم وأخطائهم إلى عوالم الخيال والأوهام، كما أنها خطوة متقدمة للارتقاء بالتعامل العقلاني من اللاعبين مع الحكم واحترام قراراته مثلما رأينا ذلك بوضوح لافت بين لاعبي الفريقين والحكم باتيستا ومساعديه..
مما تقدَّم.. أرى أننا مطالبون إعلامياً بإنصاف تجربة الحكم الأجنبي وتأييد استمرارها ليس فقط في النهائيات وإنما في سائر اللقاءات الحساسة والمصيرية لأسباب عديدة أهمها التوقف عن تسويق (الكذبة الكبرى)..!!
وما زال اللقب هلالياً!
حينما كتبت قبل عدة شهور، وطرحت هنا على إدارة الهلال فكرة المطالبة بنيل لقب فريق القرن الآسيوي أسوة بالقارات الأخرى، فهذا لأنني واثق تماماً من أحقية ومشروعية وقانونية اللقب للهلال وأن الاتحاد الآسيوي تعمد تجاهله وعدم تسميته لأنه يدرك في النهاية أنه من نصيب الهلال.. وذكرت حينها أن المطالبة يجب دعمها من قبل الاتحاد السعودي لكرة القدم ورفعها إلى أعلى سلطة كروية (الفيفا) باعتبار أن اللقب يمثِّل حقاً مشروعاً وإنجازاً مهماً للكرة السعودية قبل الهلال.. ولأنني كنت وقتها متأكداً من أن اتحاد الكرة الآسيوي سيتلاعب - كعادته - بأي إجراء يصب في مصلحة الكرة السعودية..!!
ما توقعته حدث بالضبط على لسان رئيس الاتحاد الآسيوي محمد بن همام الذي برر عدم منح اللقب بحجة واهية وعذر يكشف تخبط الاتحاد وفوضوية تدابيره، حيث أشار إلى أن عمر الاتحاد الآسيوي لم يكمل القرن لذلك لا تجوز تسمية اللقب عن مدة زمنية سبقت تأسيس الاتحاد.. هنا يحق لنا وللهلال أن نتساءل: إذا كان رئيس الاتحاد الآسيوي يرى الأمر بهذا الشكل فلماذا أعطي لقب القرن لعدد من اللاعبين وكذلك الحكام الآسيويين، كان من بينهم حارسنا الدولي محمد الدعيع الذي نال لقب حارس القرن الآسيوي؟! ثم إن هذا اللقب سواء للنادي أو للاعب تم منحه وإعلانه في كافة القارات بمناسبة انقضاء القرن العشرين وبداية القرن الميلادي الواحد والعشرين، أي أنها ألقاب مرتبطة ومتزامنة مع الانتقال للقرن الجديد، وبالتالي ليس ضرورياً أن يكون اللقب عن القرن الماضي كاملاً وإنما يستحقه من كان الأفضل والأجدر خلال السنوات الواقعة في تاريخ القرن الفائت، طالت هذه السنوات أو قصرت..؟!!
أما بالنسبة لمن فرح وصفق لموقف ابن همام، فقد فضح أمره وكشف عن دواخله المتأزمة والفاسدة حد الذل والإهانة وقلة الأدب..!!
عقدة النوايا السيئة!
أولاً وقبل أي شيء آخر، لو لم يكن سامي الجابر لاعباً مهماً ومؤثِّراً ونجماً جماهيرياً لامعاً لما حظي تصريحه التلفزيوني بكل هذه الأصداء الواسعة وردود الأفعال المتسارعة من مختلف الاتجاهات والتوجهات التي أثبتت قيمته ومكانته وتنامي شهرته بدرجة يصعب على غيره من اللاعبين وأيضاً الإداريين الوصول إليها..
أما بخصوص الانتقادات الموجهة إليه، فهي لم تهتم بمناقشة جوهر ومضمون ما ذكره في تصريحه من آراء هل هي منطقية وصحيحة أم لا، وإنما ركَّزت على مسألة هامشية كانت بمثابة الانتقائية ونظرة السخط المسبقة نحوه لغرض إدانته ومهاجمته بأية طريقة كانت ودون أن تقدِّم سبباً واحداً يوضح الخطأ الذي ارتكبه والمبرر المقنع لانتقاده لذلك لم تجد سوى الخوض في عدم أحقيته بالتعبير عن وجهة نظره، وهذا بالطبع يعد تدخلاً منها في شأن يخص الإدارة الهلالية وحدها، والتي بدورها تعاملت مع تصريح الجابر بتقبل واحترام، بل اقتناع بما قاله شكلاً ومضموناً بدليل ما ترتبت عليه من قرارات جاءت متفقة تماماً مع ما كان يطالب به.
أنا لا أعترض على نقد سامي فهو كسائر البشر معرض لارتكاب الأخطاء، وقد أنتقدته في مواقف سابقة بمثل ما أمتدحت بروزه ونجوميته وإسهاماته، بيد أن ما تعرض له مؤخراً لم يكن نقداً صادقاً وموضوعياً بقدر ما يحمل في طياته وعباراته وأهدافه النيل من شخصيته ومحاولة الإساءة إليه وتشويه صورته لمجرد أن اسمه سامي الجابر، خاصة إذا ما علمنا أن معظم الذين هاجموه لديهم حساسية مفرطة وعقدة أزلية وعدوانية متأصلة ضده حتى في قمة تألقه مع الهلال والمنتخب، وهذا يكفي لانعدام المصداقية وفقدان الثقة بما يكتبون..!!
غرغرة
* في النهائي.. لم يتمكن الأهلي بحماسه واجتهاداته من الوقوف في وجه تفوّق وتمرُّس وانضباط الاتحاد.
* تخيَّلوا لو أن الحكم سعودي واتخذ نفس قرارات البرتغالي باتيستا.. فما الذي سيحدث له ويقال عنه..؟!
* حتى لا نخسر ثروة كروية غالية.. نتمنى من النجم ياسر القحطاني أن يبدأ سريعاً وقبل فوات الأوان بمراجعة حساباته وقراءة مستقبله..!
* مبروك لجماهير المدينة المنورة بصعود أحد والأنصار لمصاف دوري الكبار.
|