يتساءل الكثيرون في كل مرة يمر أمامهم خبر عن المرشحين للحصول على قروض عقارية في منطقة الحدود الشمالية الذي كان آخره ما نشرته جريدة الجزيرة الغراء في صفحة محليات بالعدد رقم 11472 بعنوان (قروض عقارية بالحدود الشمالية) عن القواعد التي يسير عليها الصندوق العقاري والأسباب التي تجعله يخصص لمدينة كبيرة عددا بسيطا من الأسماء التي لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة، فالحياة تتطور سريعا إلى الإمام ويمضي معها قطار العمر بلا رجعة فلا يبقى هنالك شيء يدوم على حاله، ومدينة كانت بالأمس مجرد حي أو اثنين فإنها الآن بعد مرور أكثر من ثلاثين عاما من التطور والنماء الذي مر بها قد أضحت على شكل آخر جديد، مدينة يعيش فيها أكثر من خمسة وثلاثين ألف نسمة، وعلى أراضيها تقبع خمسة آلاف وحدة سكنية، وفيها عدد كثير من الشباب الموظف الطموح الذي ينتظر مع غروب شمس كل يوم أن يدنو اسمه في قائمة الانتظار الطويلة التي امتلأت بمئات الأسماء التي تنتظر دورها في الحصول على قرض سكني من صندوق التنمية العقاري الذي أوجدته الدولة، حفظها الله، دعما منها للمواطن ومساعدته على بناء مسكنه الذي يأويه هو وأسرته، ويضمن له ولأبنائه الملجأ الدائم الذي يحفظه من جشع أصحاب العقارات ومن هموم الإجارات التي أصبحت تؤرق هاجس الموظف البسيط لتزداد معاناة له مع معاناته في غلاء المعيشة وارتفاع الأسعار، وفي كل فترة تقع فيها عيناي على ما ينشر في الصحف من أسماء لمواطنين ممنوحين قروضا عقارية في محافظة طريف حتى تهاجمني التساؤلات من كل حدب وصوب عن تلك الأسباب التي جعلت هذه المدينة المتطورة التي بدأت بالتوسع العمراني والسكاني وأصبحت عجلة التنمية تطولها في شتى المجالات التعليمية والصحية والمرافق الخدماتية لا يخصص لها إلا جزء يسير مما لا يكفي لسد حاجات أبنائها المتطلعين للغد المشرق، فخمسة أسماء كل شهر لا تفي أبدا بحاجة مدينة كبيرة كمحافظة طريف، بينما يخصص لبقية المدن الأخرى التي تناسبها مساحة وسكانا بل وتقل عنها في بعض الحالات أكثر من هذا العدد بكثير، فهل من العدل يا صندوق التنمية العقاري أن تشبه مدينة ببلدة صغيرة ولا تؤخذ بعين الاعتبار التطورات الحضارية والحاجة المستقبلية المتزايدة التي يفرضها علينا إيقاع الزمن المتسارع الذي يتطلب زيادة هذه القروض للمحافظة ولو باسمين أو ثلاثة؟ فالدولة لا تقصر أبدا في تقديم كل ما يحتاجه المواطن من دعم ورعاية واهتمام، فهل يحن علينا صندوق التنمية العقاري ويغير من نظرته الدونية السابقة لمدينة كيف كانت وكيف أصبحت وماذا تحتاج للمستقبل القادم؟؟.
محمد بن راكد العنزي / محافظة طريف
|