هذه سنة الله ومشيئته في سائر خلقه، فله سبحانه وتعالى الأمر من قبل ومن بعد، وله الحمد جل شأنه على كل حال.. ولله ما أخذ وله ما أعطى.. ولا حول ولا قوة إلا بالله.. إنا لله وإنا اليه راجعون.
وبعد: يا أبا سعود، إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن، وإنا على فراقك لمحزنون.. بكت عيون الأوفياء، وحزنت لموتكم قلوب الأصفياء، وحزن بفراقك الأخلاء.. بكت عيون وقلوب إخوانك وزملائك، وحزن لرحيلك الأصحاب.. دعاؤهم لك حسن الوفادة والرضوان والمغفرة.. لقد أصيب إخوانك يوم موتك ورحيلك، وكان بعضهم يعزي بعضاً، لقد كان مصابهم فيك عظيماً، وخطبهم لفراقك جللاً حزيناً، إلا أن عزاءهم فيك أنك إن شاء الله في عداد الشهداء وعزاؤهم فيك أنك إن شاء الله في دار خير من دارك، وفي أهل خير من أهلك، قال تعالى: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ } وقال تعالى: {كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ} وقال تعالى: {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ، وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ}.
|