عندما تطرقت لكتابة هذا الموضوع كنت أتابع عن كثب ذاك الحدث الذي مر أمامي وهم مجموعة من الشباب يقلون مركبة، وهي تسير بسرعة جنونية وارتطمت بالرصيف.. كنت فزعة لما يحدث حولي خشية من أن يتضرر أحد منهم. وفجأة خرجوا من المركبة وأصواتهم تتعالى من الضحك..!
كان في اعتقادي لن يسلم أحد من تلك الحادثة المروعة ولا بد من إصابات بالغة وكسور في الجسد، ذاكم الشباب الذين يجدون متنفساً لتلك الطاقات المكبوتة في أجسادهم، وليس لهم مجال آخر.. سوى الاستعراض في قارعات الطريق بالسرعة التي كثيراً ما تودي بحياتهم. فالشحنات المكبوتة كان لابد من تفريغها ولا يوجد بديل آخر.. ولعلي سمعت في إحدى المدارس عن النشاطات التي تقوم بها مثل رحلات الكشافة والتي فيها أهمية لطاقات الشباب المهدرة لأن فيها تربيةً وتوجيهاً. لما تضفي على صاحبها من سمة الخشونة والرجولة وتعدهم للاعتماد على النفس وإشغال وقت الفراغ ليعود عليهم بالفائدة. فنحن بحاجةٍ لطاقات هؤلاء لخدمة العلم فهل انخرطوا في المعسكرات كالكشافة والتدريبات البدنية وغيرها.. من الخدمات التي هم في حاجة لها، وتعود عليهم بالنفع والفائدة،وتهيئهم لتحمل المصاعب وتجعل منهم رجالاً يعتمدون على أنفسهم وفي خدمة وطنهم..! وتوجيه طاقاتهم إلى ما ينفع ويفيد، بعيداً عن الترف الذي يفضي إلى المفسدة..
* فما أحوجنا لتوظيف شبابنا لنبني منهم رجالاً أقوياء.. يتحملون عبء المسؤولية فيعود ذلك على الوطن بالفائدة. وأذكر مقولة الفاروق عمر رضي الله عنه :(اخشوشنوا فإن النعم لا تدوم). نسأل الله السداد..
|