اجتمع قبل أيام في مكة المكرمة قادة العمل التربوي في هذه البلاد المباركة وناقشوا فيها مواضيع مختلفة،الطالب فيها له نصيب الأسد. وأنني على ثقة تامة بأن الغالبية العظمى من أولئك المسؤولين يعانون آلاما في الواقع التعليمي والتربوي ولكن المتأمل في كثير من تلك اللقاءات والاجتماعات والزيارات وغيرها، يلحظ أنها لم تغير في واقعنا شيئا. وأجدها فرصة من خلال جريدة الجزيرة أن أعلنها بكل صراحة أن غالب الاجتماعات إنما هي طريقة مقننة لهدر الأوقات الثمينة بلا فائدة توازي ما أهدر من طاقات وجهد. ثم إن الناظر في واقعنا التعليمي يلحظ القصور الواضح والشديد في حمل الرسالة لدى عدد كبير ممن سلمتهم الوزارة زمام التربية والتعليم من المعلمين ومن في حكمهم، والسؤال الذي يطرح نفسه الآن متى تقوم الوزارة مشكورة بقياس مخرجاتها خلال العشر السنوات الماضية - على الأقل- وتطرح للجميع بلا استثناء ولا خجل نتائج ذلك القياس الذي يشمل جميع ما يتعلق بالطالب من وسائل تعليمية ومبان مجهزة وبرامج هادفة وغير ذلك؟؟ نعم لابد للقائمين على هذا الجهاز العظيم الذي ناء بحمل هذه الأمانة العظيمة وهي تربية وتعليم جيل نشأ في عالم يعاني من أمواج متلاطمة وفتن متلاحقة، أقول لابد له أن يكون صريحا مع مجتمعه بجميع طبقاته وخاصة مع التربويين والأكاديميين، ثم أن الملاحظ أيضاً أن الوزارة قد غيرت الكثير من وسائلها المعروفة في تقييم الطالب من توزيع الدرجات وخلافه ومع ذلك لم نر أو نسمع من خلال زملائنا في المدارس تحسن مستوى الطلاب بعد ذلك؟؟ مع أن ما ذكرنا يعتبر هدفاً أساسياً للتعليم، نعم أنني أدعو الزملاء في الوزارة وأدعوهم دعوة صريحة الى أن يخبرونا هل واقع الطالب والمعلم والمنهج والمدرسة إلى الأحسن أم لا ؟؟ وما هي طرق قياس ذلك؟؟ هل هي بعدد الطلاب؟؟ أم بعدد المعلمين؟
أم بعدد المدارس أم بعدد الكراسي؟؟ وليعلم الجميع أننا لا ندعي معرفة قياس ذلك؟؟ ولكننا نعرف كما يعرف الجميع أنه بالإمكان الوصول إلى علم اليقين فيه. وفي الختام أقول كفانا اجتماعات ولقاءات وزيارات مفاجئة ومرتبة وعملاً إعلامياً لم نستفد منه شيئاً وظهوراً هنا وظهوراً هناك وغيرها ونريد من الجميع العمل العمل العمل..والله من وراء القصد.
|