ربما بدا من المناسب القول بأهمية البناء على مناقشات اليومين الماضيين لاجتماعات وزراء الخارجية العرب للتحضير بشكل جيد للقاء قمة آخر عوضاً عن الذي تم إرجاؤه, حيث الحاجة لا تزال قائمة وبشدة لقمة عربية بسبب الظروف المحيطة بالعالم العربي وبسبب هذا الاخفاق في انعقاد لقاء تونس, فالإرجاء- وهو الأول من نوعه منذ قيام الجامعة العربية قبل 60 عاماً- يستوجب إمعان النظر فيه لئلا يتكرر.
ومن المهم استغلال الوقت من الآن وحتى الموعد الجديد الذي يمكن الاتفاق عليه, لمعالجة المسائل التي كانت سبباً في إرجاء هذا اللقاء.
وتستطيع تونس أن تقدم الكثير المفيد عندما تورد شرحاً أوسع للأسباب التي دعتها إلى اتخاذ القرار, إذ ربما أنها وازنت بين الانعقاد وعدمه, أو ربما أنها استبقت فشلاً لا محالة واقع, من وجهة نظرها ورأت أنه من الأفضل أن يكون الفشل على المستوى الوزاري بدلاً من أن يكون بحضور القادة.
أي أن ترحيل الموضوعات الشائكة إلى المستوى الرئاسي قد يفرز خلافات أعمق خصوصاً إذا تسربت هذه الخلافات من القاعات المغلقة إلى الرأي العام.
ومن المؤكد أن صورة العالم العربي ستتضرر أكثر مما هي عليه الآن إذا لم يستطع العرب حتى مجرد ترتيب جلوسهم معاً لمناقشة استراتيجياتهم ومهددات وجودهم في عالم باتت دوله وكتله الإقليمية تحقق تقارباً وتعاوناً على مستوى السياسات العامة والاقتصاد نرى ثمارها الإيجابية في كل مكان.
غير أن الدول العربية مواجهة بتهديدات ينبغي أن تعزز وتدعم أهمية هذه اللقاءات حيث تزداد الضغوط الأجنبية كما تزداد حاجة الشعوب للارتقاء بمستويات معيشتها والخروج من وهاد التخلف ومعالجة الكثير من السلبيات, وكلها أمور تستدعي العمل المشترك الفاعل والعاجل.
|