مشكلة البعض.. أنه لا يلتفت للتعليمات والنظم واللوائح ولا تهمه في شيء.. بل يسعى دوماً لمخالفتها أو الالتفاف عليها أو تكسيرها أو تطنيشها.. وكأنها جاءت لإلحاق ضرر به.. بينما هي شرِّعت في الأساس من أجل مصلحة وطنه.. ومصلحة مجتمعه.. ومصلحة أولاده ومستقبله.. وهي جاءت بعد دراسات دقيقة وأبحاث ونتاج جهود خبراء في أكثر من مرحلة.. حتى جاءت هذه الأنظمة التي تُشرَّع عادة لخدمة وإفادة وتنظيم أحوال المجتمع.
** بعض البشر.. لا ينفع فيه مجرد إصدار تعليمات أو نظم جديدة.. بل لا بد من تشريع عقوبات صارمة للمخالف.. وحتى إصدار عقوبات صارمة ضمن بنود هذا النظام أو ذاك.. لا يكفي.. بل.. لا بد من ملاحقته ومطاردته حتى نضمن أنه امتثل للوائح والأنظمة.
** في إشارة المرور مثلاً.. يقف الكل محترماً هذه الإشارة الضوئية.. ولا يفكر مطلقاً أن يتقدم ولو ربع متر.. ويأتي أحدهم ويتجاوز الإشارة بكل قلة أدب.. وبكل هدوء.. ولا يعنيه شيء.. ويظن أنه قد حقق مكسباً.. أو أنه كان أذكى وأعرف ممن التزم بالإشارة.
** النظام يقول.. لا بد من تجديد بطاقة الأحوال المدنية.. وقد وضع النظام لها.. فترة زمنية تنتهي بموجبها.. وذلك لأسباب كثيرة تعني الشخص نفسه.. وتعني المجتمع.. والتجديد ضروري للغاية.. وله أهميته.. ومع ذلك.. هناك من لم يجدد بطاقته.. ولهذا.. اضطرت الجهات المسؤولة.. إلى رفض الاعتراف بالبطاقة الأولى.. في الدوائر والهيئات.. وبالذات البنوك.. بل إن بعضهم.. يبحث عن واسطة داخل البنك.. لصرف شيك (على الطاير) لأنه لم يجدد بطاقته.. لولا أن مؤسسة النقد قالت.. إن صرف أي شيك ببطاقة قديمة.. سوف يُحسم من راتب موظف البنك الذي صرفه.. وهكذا تتم ملاحقة ومطاردة هذا وذاك.. ليجدد بطاقته.
** والمرور حين أَلزم بالتأمين على الرخصة.. كان لديه مبررات كثيرة.. جعلته يتخذ هذه الخطوة الضرورية.. ومنها.. القضاء على آلاف المشاكل والقضايا.. والحيلولة دون دخول الآلاف السجن.. بسبب حادث بسيط.. ومبالغ تافهة لا يقدر على دفعها.. ولاشك أن التأمين يُنهي كل هذه المشاكل.. ويجعل شركات التأمين.. هي الطرف .. وبالتالي .. من مصلحتك التأمين على رخصتك.. ولكن الكثير مع الأسف.. لا يجدد التأمين.. بل لا يبادر بالتأمين.. إلا إذا أراد تجديد الرخصة.. وألزمه المرور بذلك إلزاماً وبالقوة.. وهكذا الفحص الدوري.. وهكذا تسديد المخالفات.. وهكذا تجديد رخصة السير و(وش تعد.. و.. وش تخلِّي)؟!!.
** ومثل هذا أيضاً.. تطعيم الأولاد من الأمراض المعروفة.. فقد اضطرت الجهات المعنية إلى عدم قبول أي طالب أو طالبة لم يلتزم بالتطعيمات المعروفة.. ومع ذلك.. يأتي أحدهم ليسجل ابنه أو بنته.. ويكتشفون أن التطعيمات ناقصة.. ثم يحولونه للوحدة الصحية المدرسية لاستكمال التطعيمات.. وهكذا.. لولا المدرسة وهذا النظام.. لما بادر بعضهم بتطعيم أولاده.. وتركهم فريسة للشلل ولأمراض أخرى فتاكة.. يمكن أن تهدد المجتمع بأكمله وتعيق التنمية.
** وهكذا.. عندما اكتشفت الجهات الطبية.. مجموعة من الأمراض الوراثية.. وقررت الكشف الطبي قبل الزواج.. سارعت إلى فرضه عند العقد فرضاً وإلا.. لكان حال الكثير (اتركهم.. ما عندهم سالفة.. جدَّانَّا.. أعرسوا ولا شافوا شر)!!.
مع أن هناك الكثير من الأمراض الوراثية المنتشرة.. يمكن الحيلولة دونها - بإذن الله - بهذا الفحص البسيط.
** وآخر هذه الأمور.. هي تجديد معلوماتك لدى البنك.. فقد اضطرت البنوك إلى تحديد مهلة لإغلاق أو تجميد حسابك.. ما لم تبادر بتحديث معلوماتك.. ومع أن الحسبة بسيطة جداً.. وهي بطاقة الأحوال وتعبئة نموذج من نصف صفحة.. إلا أن البعض ما زال.. يماطل ويماطل.. ولم يجدد.. ولم يحدِّث معلوماته بعد.. ولا ندري سر هذا التطنيش.. مع أن المسألة كلها.. ربع ساعة من وقتك (الثمين)؟!..
** وهكذا أمور أخرى.. مشكلتنا معها.. أننا غير متجاوبين البتة.. ونحتاج إلى لوائح عقوبات ورقابة وملاحقة.. حتى نلتزم بالنظم واللوائح.. وليس بعيداً.. أن تكون النظم واللوائح القادمة (طَقْ.. وحَبْسْ) وإيقاف صرف الراتب.. وربما أيضاً.. فصل التيار الكهربائي و(شِيلْ) عداد المياه.. يعني (حَجْرَةْ بِسْ) اللهم لا شماتة.. ويالله.. (يِحِرْزُون) بعض البشر..
|