* موسكو - سعيد طانيوس:
أعربت وزارة الخارجية الروسية عن أسفها لعدم تمكن مجلس الأمن الدولي من تحقيق الإجماع بشأن تأزم الوضع في الشرق الأوسط بعد مقتل زعيم حركة حماس الفلسطينية الشيخ أحمد ياسين.
وصرح نائب وزير الخارجية الروسي يوري فيدوتوف بأن روسيا تأسف لعدم تحقيق الوحدة داخل مجلس الأمن الدولي بشأن موجة العنف الجديدة في منطقة الشرق الأوسط. وقامت الولايات المتحدة الأمريكية يوم الجمعة باستخدام حق النقض الفيتو لقطع الطريق على اتخاذ قرار من قبل مجلس الأمن الدولي يدين اغتيال الشيخ ياسين, وبرر مندوب الولايات المتحدة موقف بلاده هذا بخلو مشروع القرار من الإشارة إلى العمليات (الإرهابية) التي يرتكبها مقاتلو حماس ضد إسرائيل.
وقال فيدوتوف بهذا الشأن: (إن روسيا تدعو إلى أن يكون رد مجلس الأمن على عملية تصفية الشيخ ياسين ذا طابع متزن، والأهم في القرار أنه كان يهدف إلى منع زيادة حدة التوتر في المنطقة). وأضاف أن روسيا أيدت مشروع القرار لأنها وجدت أنه يعكس نقاطا مبدئية كإدانة جميع الأعمال الإرهابية التي تستهدف السكان المدنيين، ودعوة الطرفين إلى تنفيذ التزاماتهما المنصوص عليها في خطة (خارطة الطريق)، والتعاون مع لجنة الوسطاء الدوليين الرباعية بهدف مواصلة عملية التسوية السلمية.
وأشار فيدوتوف إلى أن تنسيق خطوات المجتمع الدولي تحت إشراف لجنة الوسطاء الدوليين الأربعة يكتسب في ظل الوضع الحالي أهمية كبيرة بهدف استئناف عملية المحادثات والتقدم في طريق تحقيق السلام الشامل في منطقة الشرق الأوسط.
واختتم نائب وزير الخارجية الروسي حديثه قائلا: (ندعو طرفي النزاع مرة أخرى إلى ضبط النفس والشعور العالي بالمسؤولية). وعلى خط موازٍ, أكد نائب وزير الخارجية الروسي الكسندر سالطانوف في أثناء لقائه بسفير المملكة العربية السعودية في موسكو محمد حسن عبد الولي على أن روسيا تصر على مواصلة جهود المجتمع الدولي من أجل تسوية النزاع في الشرق الأوسط.
وذكرت وزارة الخارجية الروسية أن سلطانوف أشار إلى أهمية مواصلة الجهود التي تبذلها مجموعة الوسطاء الدوليين الأربعة - روسيا، والولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي، والأمم المتحدة- والهادفة إلى وضع حد لتصاعد حدة التوتر في الشرق الأوسط.
وقد أعرب نائب وزير الخارجية الروسي وسفير المملكة العربية السعودية لدى روسيا الاتحادية عن ارتياحهما لديناميكية تطوير العلاقات بين موسكو والرياض، ودعيا إلى تعزيز التعاون التجاري والاقتصادي بين البلدين. كما تبادل الطرفان الآراء بشأن عدد من القضايا الدولية والإقليمية المهمة. ومن جهة ثانية, أعرب مجلس النواب الروسي (الدوما) عن قلقه العميق بشأن تفاقم الوضع في الشرق الأوسط إثر اغتيال الشيخ ياسين وقال في بيانه حول الوضع في منطقة النزاع الفلسطيني الإسرائيلي إن العملية الإسرائيلية التي هدفت إلى اغتيال ياسين تحرض على سفك المزيد من الدماء في المنطقة وتشكل خطرا على عملية السلام في منطقة النزاع الفلسطيني الإسرائيلي.
ويتفق أعضاء مجلس النواب الروسي مع السلطات الإسرائيلية على أنه يجب توفير الحماية للمواطنين ولكنهم يشيرون إلى أن هذا لا يبرر الاغتيالات والقصف الصاروخي للمناطق المكتظة بالسكان.
ويرى البرلمانيون أنه يمكن لاغتيال ياسين أن يحث جماعات المتطرفين على رص صفوفهم ويؤدي إلى زلزلة الوضع في الشرق الأوسط.
على صعيد آخر, أعلن هانس فريدريخ فون بليتس سفير ألمانيا في روسيا أن اللقاء الثلاثي بين زعماء ألمانيا وروسيا وفرنسا لن يعقد. وقال السفير إن المستشار الألماني غيرهارد شرودر سيصل إلى موسكو بزيارة عمل قصيرة بعد انتهاء زيارة رئيس فرنسا جاك شيراك للعاصمة الروسية. ويصل شرودر إلى موسكو بزيارة عمل قصيرة في 2 نيسان/ أبريل بمناسبة افتتاح عام الثقافة الألمانية في روسيا. ويقوم جاك شيراك الرئيس الفرنسي هو أيضا بزيارة عمل قصيرة إلى موسكو في 2 نيسان/ أبريل القادم. ولم يستبعد سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسي في تصريحات سابقة امكانية انعقاد لقاء ثلاثي بمشاركة بوتين وشرودر وشيراك في موسكو.
|