لا نكشف شيئاً جديداً حينما نقول إن القمة العربية التي كان يفترض أن تبدأ اليوم في تونس جلسات القادة العرب، بعد أن أعد وزراء الخارجية جدول أعمالها..
نقول لا نكشف شيئاً جديداً حينما نقول إن القمة العربية في تونس والتي بدأ الإعداد لها وسط أجواء تشاؤمية تنذر بفشل هذه القمة في تحقيق التطلعات والآمال التي بنتها عليها الجماهير العربية.
مرد التشاؤم ليس فقط لتغيب القادة العرب المهمين، وليس فقط ما شاب اجتماعات وزراء الخارجية من مشاحنات واختلافات كانت في معظمها متباينة تماماً، بل أيضاً لما سبق انعقاد هذه القمة بسبب التباين الواضح في المشاريع المقدمة من قبل بعض الدول العربية التي تتعلق بالإصلاح العربي العام، وإصلاح جامعة الدول العربية إلا أن الدول العربية حزمت أمرها ووافقت على عقد القمة في موعدها التاسع والعشرين من شهر آذار/ مارس الحالي، اليوم الاثنين، بعد أن حصل توافق عربي على المشروع المصري - السعودي المشترك المؤيد من سوريا للإصلاح العربي.
وهكذا ومع ظهور بعض التحفظات على المشروع الموحد الذي قدم باسم مصر إلى القمة العربية، إلا أن الذي فهم من أن هذه التحفظات يمكن تذليلها من قبل القادة في القمة، وهكذا تمت الموافقة على الموعد وتم توجيه الدعوات..
ولكن ماذا حصل بعد ذلك..؟!
انكشف المستور في اجتماعات الخبراء الذين يعدون للقمة، ثم بان الأمر أكثر في اجتماعات وزراء الخارجية بعد أن ظهر أن الموافقة على مشروع الإصلاح المشترك.. موافقة هشة، إذ أظهرت المناقشات أن بعض الدول تخفّت تحت زعم رفض سيطرة الدول العربية الكبرى.. وتهميش الدول الصغرى.. واعتراضات أخرى تظهر تبني بعض الدول للإملاءات الخارجية. مما يوحي بوجود نواة لتكتل أمريكي حيث ظهر ما يمكن تسميته بحزب أمريكا من الدول التي تبنت معظم بنود المشروع الأمريكي المسمى باصلاح الشرق الأوسط الكبير، ثم توالت التحفظات والاعتراضات وبهذا رُحِّلت الخلافات بهدف نقلها إلى اجتماعات القادة العرب الذين لا يمكن أن يعالجوا كل هذا الكم من الاختلافات في فترة زمنية قصيرة مع وجود نوايا مبيتة لإجهاض ما عملت من أجله الدول التي تحملت الهمّ العربي وبذلت جهوداً مضنية لصياغة مشروع مشترك يعبر عن الجميع ويضع المصلحة العربية قبل أي شيء.
وبدلاً من أن يكون الموت بطيئاً ومؤجلاً عالجت تونس الأمر فأعلنت عن وفاة القمة قبل الفصل الأخير من إعلان الوفاة، وهكذا تبخرت الآمال في إنجاز عمل يتوافق مع التطلعات التي تختزنها الجماهير العربية.. وبات على العرب أن ينتظروا أن تتفق قياداتهم على موعد آخر لعقد القمة.. هذا إذا أصبح ممكناً عقد قمم عربية أخرى..!!
|