* تونس القاهرة - ريم الحسيني- الوكالات:
في أعقاب القرار التونسي تأجيل القمة العربية لأجل غير مسمى علمت (الجزيرة) أن هناك اتصالات مصرية سعودية لاحتواء الموقف خاصة بعد دعوة القاهرة لعقد القمة العربية في دولة المقر أي في جامعة الدول العربية، كما أن هناك اتصالات يمنية مصرية جرت بهذا الخصوص وذلك في ضوء ما ساد الشارع العربي من القرار المفاجئ بتأجيل القمة وانعكاسات ذلك على قدرة الحكومات العربية فيما يتعلق بملف الإصلاح السياسي في الدول العربية ومواجهة التحديات الإسرائيلية خاصة بعد مقتل الشيخ ياسين، إضافة لاستحقاقات خروج الاحتلال الأمريكي من العراق طبقاً للاتفاق المبرم وكذلك تطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
من جهته أعلن الرئيس حسني مبارك استياءه من قرار تأجيل القمة العربية في تونس إلى أجل غير مسمى، وقال: إن قرار التأجيل ضد مصلحة العرب، كما أنه مخالفة لقرار جامعة الدول العربية تجاه دورية انعقاد القمة والتي تنعقد في شهر مارس من كل عام.
وأكد الرئيس حسني مبارك في بيان أذاعه التليفزيون المصري على ضرورة أن يجتمع الملوك والقادة والرؤساء العرب في أقرب وقت لمناقشة ما جرى والأوضاع في المنطقة، كما أعلن الرئيس مبارك موافقته على انعقاد قمة سريعة في دولة المقر. وكان البيان الذي صدر من رئاسة الجمهورية أمس يعد أول تعليق رسمي مصري بعد القرار التونسي بتأجيل القمة العربية إلى أجل غير مسمى وأعرب البيان عن دهشته واستياء الرئيس المصري حسني مبارك من قرار التأجيل.
وكان الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى قد أعلن أن قرار تونس إرجاء القمة العربية التي كان من المفترض عقدها يوم الاثنين إلى أجل غير مسمى سيترتب عليه تداعيات خطيرة وذات أثر بالغ على مجمل العمل العربي المشترك، مضيفاً أنه لا يجب تحميل تونس وحدها كل المسؤولية وإنما مجمل الأداء العربي بأكمله واعتبر موسى أن الوضع الخطير يستوجب عملاً فورياً والتحرك الذي من شأنه وقف المخاطر ويحاصر التداعيات، مشيراً إلى قيام مصر والرؤساء العرب بتدارك هذا الخطر.
وفي تونس أعلن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية التونسية أمس الأحد ان تونس (متمسكة بحقها) في ان تعقد القمة العربية على أراضيها معتبرة أن المشكلة التي أدت إلى الارجاء (غير مرتبطة بمكان انعقاد القمة).
وجاء في بيان صادر عن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية التونسية ان (محاولة تغيير مكان انعقاد القمة يعد تغييباً للأسباب الحقيقية الكامنة وراء قرار التأجيل).
وأضاف البيان ان تونس (إذ تذكّر بموقفها الثابت بخصوص مواصلة التشاور مع الاخوة العرب (..) تؤكد تمسكها بحقها في احتضان القمة التي ستنظر في المسائل) موضع الخلاف. كما جاء في البيان (استغراب محاولة بعض الجهات تجاهل الأسباب الحقيقية لقرار تأجيل القمة العربية التي تعود بالأساس إلى تباين عميق للمواقف حول مسائل جوهرية واختيارات مصيرية ذات ارتباط وثيق بتطلعات المواطن العربي ومستقبل الأمة العربية). وأوضح البيان أن من ضمن هذه المسائل (ما يتصل بالتحديث والاصلاح في بلداننا العربية بما يعزز التطور الديموقراطي وحماية حقوق الإنسان وتدعيم مكانة المرأة ودور المجتمع المدني من جهة، ومنها ما يتعلق بإعادة هيكلة جامعة الدول العربية وتمكينها من مواكبة أنجع للعمل العربي المشترك من جهة ثانية). وعلَّق وزير عربي طلب عدم الكشف عن اسمه على الإرجاء بالقول: كنا في اجتماع وزراء الخارجية العرب عندما أعلمنا وزير الخارجية التونسي عند الساعة العاشرة و50 دقيقة مساء بتوقيت تونس، واضاف هذا الوزير: فوجئنا بالأمر لأن الخلافات لم تكن عميقة.
من جهته، قال وزير الخارجية الأردني مروان المعشر في تصريح لوكالة فرانس برس بعيد إعلان القرار التونسي أن على الدول العربية الاتفاق سريعاً على موعد قريب لانعقاد القمة العربية وعلى مكانها. وهي المرة الأولى منذ قيام الجامعة العربية في العام 1945 التي يعلن فيها إرجاء موعد قمة بعد أن يكون وزراء الخارجية باشروا أعمالهم للإعداد لها. وقال وزير عربي طلب عدم الكشف عن اسمه: كنا انهينا العمل على مشروع الإصلاحات في العالم العربي عندما تم إبلاغنا بإرجاء القمة. مع العلم بأن التعديلات التي كانت طالبت بها تونس أدخلت إلى النص النهائي.
|