تتفاعل صور التغيير المطلوب للمناهج المدرسية بين واقع نعيشه الآن وبين تجارب سابقة لم تمسها يد التجديد والتطوير.. فهناك من يرى ضرورة أن يكون التعليم محفزاً على وحدتنا الوطنية التي ترتفع الآن شعاراً أساسياً مهماً في وقت لا نجد أي مظهر من مظاهر الاهتمام سوى ما هو معد سلفاً بعفوية مسها القدم.
فهناك من لا يعرف أن لدينا جبل اللوز في منطقة تبوك الذي تغطيه الثلوج وهو معلم سياحي معطل؛ وجبال فيفا الخضراء؛ وهناك من يجعل منطقة الجوف الشاسعة مدينة صغيرة! وهناك طفل يسأل عن لون علم المنطقة الشرقية، وهل هو مثل علم (السعودية)؟!
وعلى هذه المنوال نتوه جغرافياً ونخلط ونجهل ونسطح تاريخنا وجغرافيتنا دون أن نعي خطورة الأمر.
في وقت تحمل مقررات مادة الجغرافيا في الصفوف الابتدائية مواقع بلاد إفريقية بعيدة، وتضاريس وأسماء جبال وعواصم لا يعرف أهلها عنَّا إلا أننا نتجشأ نفطاً، لندرس السطح في الصومال؛ والهضاب في موريتانيا والأنهار في إفريقيا الوسطى وعلى هذا المنوال. أليس من الأجدى أن نُعرِّف بجبل اللوز في منطقة تبوك. وتضاريس مناطق شرق البلاد وغربها بدلاً من هذا التطواف غير الواقعي؛ وكأننا حفظنا جغرافية بلادنا عن ظهر قلب لنلتفت إلى ما سواها من بلاد!!.
|