هذه رسالة موجهة إلى زميلي المحرر الرياضي لجريدة الدعوة من مدرب منتخب المنطقة الوسطى الأستاذ محمد حسن خيري، وقد فضل الأستاذ المدرب لسبب لا أعرفه نشرها هنا بينما هي إجابة لرسالة موجهة إليه في الصفحة الرياضية بجريدة الدعوة في الاسبوع الماضي، ونزولاً عند رغبته ننشرها في هذا الملحق تقديراً لموضوعية الرد، وان كنا نختلف نحن أيضاً مع الأستاذ خيري في بعض ما جاء في سطوره من أفكار.
عزيزي الأخ محرر الصفحة الرياضية لجريدة الدعوة الغراء تحية واحتراما:
اشكرك كثيرا على الكلمة الرفيعة التي تفضلت عليّ بها.
اظنك معي عندما أقول ان منتخب المنطقة الوسطى هذه المرة يضم عدداً كبيراً من الاشبال والدرجة الثانية اكثر من أي مرة سابقة، ورغم ذلك لم يفز منتخب المنطقة الوسطى على المنطقة الغربية في السنوات الماضية رغم الاسماء اللامعة التي كان يحتويها.
ولو اني اردت ان ألعب ضد الغربية للمكسب فقط لكنت لعبت بنفس الخطة التي لعبت بها ضد الشرقية، وحتى لو لم اكسب لكنت نلت التعادل، لأن الأهداف لم تكن أهداف تخطيط بل غلطات فردية من اللاعبين عكس أهدافنا ضد الشرقية والغربية. ان هدف المنطقة الوسطى الأول ضد الشرقية كان الأول من نوعه وفي الدقائق الاولى من المباراة وسجله الظهير الأيمن ناصر الجوهر (هل تتذكر ظهيرا سجل هدفا في السنوات الأخيرة الماضية) عندما طبق المنتخب طريق القشاش في الدقائق الاولى من المباراة وسجلنا هدفين وضيعنا أكثر من خمسة فاعتبرت هذا أحسن شيء حصل لي وأنا اعمل في التسعة سنوات الأخيرة بعدد من البلاد العربية، شعرت حين ذالك انه عندنا لاعبون لو اعطوا الفرصة لنفذوا أي شيء يطلب منهم وعندما لعبت بهذه الخطة لم أكن اتوقع تنفيذها حتى ولو عشرة في المائة، وما دام اعطوني ربع ساعة اليوم سيعطوني غدا نصف ساعة وهلم جرا الى ان نصل للمطلوب.
ولكن لسوء حظي لم يذكر عن محاسن الخطة أي شيء بل عن فشلها وفشل اللاعبين جعهلم يتخوفون من كل شيء جديد، ولهذا السبب لم ألعب بها ضد الغربية بل لعبت بالخطة الكنسة للكرة السعودية في سنواتها الأخيرة 4-2-4 التي استهلكت من قبل المنتخبات والأندية ولم تأت بفائدة تذكر، ولذا حاولت ان اجدد والا ما معنى كلمة مدرب اذا لم يأت بجديد.
يا أخي أنا عاصرت ودربت محترفين وهواة، ولذا اعرف كيف أعامل كلاً منهم، وليس هذا ضعفاً للشخصية لأني حاولت ان أكون صديقهم وأخاهم الأكبر وان أعاملهم معاملة الند والزمالة والروح الرياضية، رغم أني اعرف تماماً ان بعضهم لا يستحق هذا النوع من المعاملة، ولكن ما ذنب الباقي وما ذنب المنطقة والاندية والرياضية لو طلبت توقيفهم مدى الحياة اننا كلنا بشر ومعرضون للخطأ.
يا أخي ان الاستشارة لم تكن يوماً من الأيام مضرة وأنا شعوري ما دام انا الغريب اريد صالح البلد لانني اعتبره بلدي ووطني ما دام اني آكل عيشاً فيه فما بال أهل البلد أنفسهم.
سمو الأمير الرائد قال: ان خسارة الوسطى أمام الغربية كان سببها المدرب وسموه هو الذي قال لي في المباراة السابقة بأني كنت ذكياً عندما لعبت للمكسب وكسبت وحافظت عليه وهذه الشهادة اعتبرها فخراً لي، كما قال لي ايضا فيما بعد أعمل كل التجارب التي تريدها ونحن هنا لسنا نلعب لمكاسب المناطق بل للصالح العام.
هذا الطريق رسمه لنا أبونا ورائدنا الأول وسأنفذه رضي الجميع ام رفضوا.. لن يهمني كلام الناس ما دمت سأرضي ضميري وسأخدم البلد الذي أواني بالطريقة التي أعرفها.
وكلمة أخيرة.. رغم كل ما حصل اليّ اعتز بجميع لاعبي المنطقة الوسطى كلاعبين واصدقاء واني اعتبرهم قدوة في المعسكر من ناحية النظام داخل الملعب وخارجه، كما أقول انهم كانوا أحسن المناطق مظهرا من ناحية اللبس الموحد في الملعب وخارجه واطاعة جميع الاوامر التي اصدرتها لهم وكون واحد او اثنين تصرفوا تصرفاً بسيطاً ليس هذا نهاية الدنيا، وعلى كل حال اشكرهم واشكر الجميع على تبسيط مهمتي والله ولي التوفيق.
وبالمناسبة وللمعلومية ان الخطة 4-2-4 ليست هجومية كما يظن البعض لانه مفروض تدافع بثمانية لاعبين وهم 4 الخلف وثنائي الوسط مع رجوع الاجنحة في حالة الدفاع فلماذا اذن يكون خمسة في الدفاع بسبب كل هذه البلبلة.
محمد حسن خيري
مدرب المنطقة الوسطى |