في مثل هذا اليوم من عام 1979 شهدت الولايات المتحدة أسوأ حادثة تسرب نووي وذلك عندما حدث خلل في أحد صمامات الضغط في مفاعل (ثري مايل آيلاند). حيث بدأت المياه الملوثة بالإشعاع في الخروج من الصمام المفتوح إلى المباني المجاورة وارتفعت درجة حرارة الجزء المركزي من المفاعل بشدة.
يذكر أن درجة حرارة الجزء المركزي وصلت إلى 4 آلاف درجة، أي بفارق ألف درجة عن الانصهار، ذلك الانصهار الذي إذا حدث كان من شأنه أن يودي بحياة عدد كبير من الأهالي. وقد أدى تسرب المياه الملوثة إلى إطلاق الغازات الإشعاعية داخل المصنع نفسه وبالتالي ارتفع المستوى الإشعاعي.
ومن جانبها، ادعت الشركة الأم متروبوليتان أديسون، الشركة المالكة للمصنع، أنه لا يوجد أي أثر لأي إشعاع سواء في المصنع أو ما حوله من مناطق. إلا أن بعض المحققين أكدوا على زيادة نسبة الإشعاع في المنطقة.
وفي مساء نفس اليوم، نجح علماء ومهندسو المفاعل في ضخ المياه إلى الجزء المركزي وبالتالي أخذت الحرارة والضغط في الانخفاض التدريجي. وعلى الرغم من حدوث انصهار في بعض الأجزاء إلا أنه لم يحدث أي تسرب للإشعاع. ظن الجميع أن المشكلة قد انتهت، لكن بعد يومين فقط، ظهرت مشكلة أخرى تمثلت في فقاعة من غاز الهيدروجين شديد الاشتعال داخل المصنع. وقد نتجت تلك الفقاعة عن تفاعل بعض المواد المتسربة مع البخار مرتفع الحرارة.
وبعد اكتشاف أمر التسرب الإشعاعي، أمرت ولاية بنسلفانيا الأهالي بعدم الخروج من منازلهم، كما أوصت السيدات الحوامل والأطفال بترك المدينة (حتى إشعار آخر).تلك التصريحات التي أدت إلى حالة من الرعب بين الأهالي ووصل عدد الذين تركوا المدينة إلى 100 ألف مواطن.
|