Sunday 28th March,200411504العددالأحد 7 ,صفر 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

محمد بن سعود بن مانع الملقب هميلان محمد بن سعود بن مانع الملقب هميلان
محمد بن عبدالعزيز الفيصل

اسمه ونسبه
هو محمد بن سعود بن مانع بن عثمان بن عبدالرحمن الحديثي، من آل (أبو حسين) من آل حماد (1) من بني العنبر بن عمرو بن تميم.
حياته
تغلب على حياة محمد بن سعود الاضطرابات القبلية والحروب الدموية؛ فقد عاش في زمن كان الخلاف حادًّا بين الأقرباء، وأدَّت حوادث العنف والقتل والإجلاء إلى الغلظة والشدة؛ حيث ولَّد هذا العنف عنفاً مضاداً، مما جعل حياة محمد بن سعود تتصف بالعنف في مواجهة الخصوم مهما كانت قرابتهم منه،


ومهما كان عددهم.
انتقاله إلى الأحساء

لما سيطر آل تميم على الحصون في يوم الجمعة الرابع عشر من شهر شوال عام 1084هـ لم يطب لمانع بن عثمان الحديثي البقاء في سدير؛ لعدم استطاعته استرداد ملكه بسبب الحروب التي دارت بينهم وبين بعض أهل سدير، مع ظروف المعيشة الصعبة؛ حيث القحط الشديد المسمى جرمان، والذي حلَّ بالمنطقة عام 1085هـ، مما جعله يذهب إلى الأحساء (2). ويظهر أن ممَّن جلا معه للأحساء ابنيه سعود ونحيط وحفيديه محمد بن سعود وعثمان بن نحيط (3). وكان أحد أمراء آل غرير قد تزوَّج ميثاء بنت سعود بن مانع؛ أخت هميلان (4). ولهميلان أخ يدعى أحمد، كان من طلبة العلم، وقد انتقل إلى الأحساء لطلب العلم، وقد وصل إلى العراق، وكان يدعو إلى توحيد الله تعالى وتجنُّب الخرافات والبدع، وقد كان والده سعود ممَّن التحق في جيش ابن عريعر (5).
سطوته على القارة
لما اجتمع آل حديثة في الأحساء في ضيافة آل غرير حدث أن أخت هميلان زوجة خميس كانت تحن على فراق أهلها، فاستفزَّها زوجها بكلام عن أخيها؛ مما حدا بها أن تخبره عبر رسالة مع أحد خدمها توضح له معاناتها بعد تسلط خميس على القارة. فلما وصلت الرسالة إلى هميلان رقَّ قلبه من كلمات أخته، فسأله ابن غرير عن السبب، فأخبره بفحوى الرسالة والذي فيها انتقاص له من خميس، وطلب أن يمده بجيش للسطو على القارة. فجهَّزه ابن غرير بمجموعة من الرجال مع ربعه القريبين منه، وكان عددهم ستين رجلاً، وقرَّروا الهجوم على القارة، وكانت الخطة.
انتقاله إلى الحوطة
تذكر بعض مصادر التاريخ الحديثة أن سبب انتقال هميلان إلى الحوطة كان الهدف منه قدوم العبادل إليه؛ طلباً للنجدة لما حلَّ بهم من اعتداء آل عائذ وآل زياد عليهم. وبعض المصادر الشفوية تذكر أنه انتقل من القارة بعد الدمار الذي أحدثه فيها، فانتقل إلى الحوطة؛ حيث لم يقدر تحمل الخطأ الذي وقع فيه.
زواجه
لما اختار محمد بن سعود البقاء في الحوطة رغب في الزواج من العبادل الذين أنجدهم مع مَن قدم معه من حوطة سدير. وقد طلب سلمى ابنة تميم بن حماد العبدلي (6). لكن والدها رفض بحجة أنها لا تصلح له؛ لوجود عيب فيها. لكن محمد بن سعود قَبِلَها مع ما قيل فيها، مع أنها سليمة من العيوب، فتزوجها وأنجبت منه عدة أبناء كان أخوالهم يحتقرونهم؛ مما جعلهم يأخذون موقفاً سلبياً منهم، فحصل صدام بينهم وبين أخوالهم؛ مما جعلهم يسيطرون على الحوطة. وقد رأت والدتهم رؤيا في المنام فسَّرتها والدتها بسيطرة أبنائها على أخوالهم.
قصيدة هميلان
وردت القصيدة في عدد من المصادر، وفيها اختلاف في عدد الأبيات، وفي قائلها، إلا أنه في مجموع ابن عيسى وردت هذه القصيدة، ولكن بزيادة عدد من الأبيات. وتبين بعض هذه الأبيات ترك هميلان لبلده صبحا ووادي سدير مُكرهاً على ذلك. ومن هذه الأبيات قوله:


وسكنا بها سكنة قريش حجونها
بأمن وإطعام من الله جامع
وبعنا بها وادي سدير وصبحا
موارث لجدودنا والجوامع
وتركنا عقارات بها كان ودنا
نصادم مهمات تشيب المراضع
ونزيد بها فخر مضاف لما مضى
من الفخر ترثاه القروم التوابع
بجند كما شهب العلا في بروجها
وأنا قطبها الشامي مدير الصنايع
لنا وقفة يرجى بها غاية المنى
نقصر بها طولات مَن لا يتابع

يذكر الدكتور سعد الصويان في كتابه (الشعر النبطي ذائقة الشعب وسلطة النص) ص 538 تحليلات تفيد بأن قائل القصيدة محمد بن سعود، وذلك في ظل الخلاف في المصادر بين قائلها.
ولعل أقدم نص نسب القصيدة إلى محمد بن سعود خطاب تركي بن فوزان بن ماضي إلى أهل حوطة بني تميم، والمؤرخ في 2 شوال 1285هـ. ونص هذا الخطاب موجود في تاريخ شذا الند في تاريخ نجد لمطلق بن صالح والمتوفَّى عام 1332هـ (7)؛ مما يعني ترجيح قائلها إلى محمد بن سعود، وليس لوالده سعود أو سعود بن عثمان بن نحيط.
ولعلنا نقف على قصيدة هميلان في مقال موسَّع إن شاء الله، والله أعلم.
هوامش
1- ورد في نسخة من كتاب إمتاع السامر معلومات بحاجة إلى تحقيق. وفيها من الغرابة؛ حيث إن بعضها مطابق للحقيقة، وبعضها غريب. فقد ذكر عن آل حماد ما يلي: حماد جد قبيلة، وقد تفرع منها عشائر كثيرة تسكن قرى وادي الفقي، ولهم حصن الحميدي على وادي أوشي؛ نسبة إلى الحميد بن عبدالله، وحصن صبح نسبة إلى صبح بن حماد، وحصن الحازمي نسبة إلى حازم بن عمرو بن عدي. ويرجع حماد في نسبه إلى العنبر بن عمرو بن تميم بن أد. وعشائر حماد هذا هم الذين ثاروا على سدير بن عامر بن سدير بن عامر بن زياد عام 787هـ لإخراجه ومَن معه من بني سعيد بن عائذ.. إلخ.
2- انظر تاريخ الشيخ أحمد المنقور وتاريخ الشيخ محمد الفاخري في نفس الأعوام.
3- استدراكاً لما ذكرْتُ في مقال سابق عن عثمان بن نحيط أشرْتُ إلى أن عثمان قد تزوج في جلاجل على ما فهمْتُ من رواية ابن بشر. ولكن الصحيح أن الذي تزوَّج في جلاجل هو عدوان بن سويلم كما ذكره الشيخ إبراهيم بن عيسى نقلاً عن تاريخ ابن لعبون، قال: كان عثمان بن نحيط بن مانع بن عثمان بن عبدالرحمن حين قتل آل تميم أباه في ضحيكة، ذهب للأحساء، وصار عدوان بن سويلم شيخاً في الحصون. ثم إنه تزوَّج في جلاجل، ومرض. وكان يتحرش بآل مدلج ويستهزئ بهم، فسطوا في الحصون، وقتلوا في آل تميم وأظهروهم، وملكوا البلد، وعدوان في جلاجل، ثم رتبوا البلد وخلوا الشدي فيه، ثم بعثوا لعثمان وهو في الأحساء، فخرج منه وشاخ في الحصون شيخة مطلقة (تاريخ ابن عيسى - ص 58).
4- رواية شفوية من الأخ خالد الخضيري.
5- رواية شفوية من الأخ سعد المبارك.
6- معجم أُسَر بني تميم في الحديث والقديم لمحمد بن ناصر الوهيب ج2 ص 454.
7- معجم مؤرِّخي الجزيرة العربية لعبدالكريم الحقيل ص 84.
الرياض


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved