Sunday 28th March,200411504العددالأحد 7 ,صفر 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

من القبائل العربية القديمة من القبائل العربية القديمة
قبيلة عبد القيس.. تاريخ وأخبار (القسم الأول)

لقد كان إقليم البحرين القديم (من البصرة شمالاً إلى عمان جنوباً ومن الخليج شرقاً إلى الدهناء ونجد غرباً) أحد المنازل للعديد من قبائل الجزيرة العربية. أهمها عبد القيس والأزد وإياد وتنوخ وبنو وائل وبنو تميم، ثم بنو عامر بن صعصعة الذين كان لهم بعض الإمارات كإمارة آل عصفور وآل جبر، وغيرهم من القبائل التي كانت تبحث عن خصوبة الأرض ووفرة المياه، أو لأسباب أخرى متعددة.
إلا أننا سنركز حديثنا هنا على أهم وأبرز هذه القبائل حيث ينتمي إليها أغلب السكان الأصليين لإقليم البحرين بحواضره الثلاث الأحساء والقطيف وجزيرة أوال (مملكة البحرين حالياً). إلا وهي قبيلة عبد القيس التي كان لها دور بارز في سير الأحداث، حيث إن هذه القبيلة ظلت سيدة هذا الإقليم واللاعب الأساسي به منذ حلولها به إلى القرن السابع الهجري بزوال حكم الدولة العيونية يتخلل ذلك حكم القرامطة وأنصارهم من بداة الجزيرة العربية في ذلك الوقت وعلى رأسهم بنو عامر بن صعصعة وبنو سُليم.
التعريف بالقبيلة ومنازلها
وأهم أخبارها في الجاهلية
لا تكاد تخلو كتب التاريخ والأنساب من ذكر قبيلة عبد القيس الربيعيّة العدنانية لما لها من مكانة في الجاهلية وبعد الإسلام ولما حظيت به من المديح والثناء من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. فهم آل عبد القيس بن أفصي بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة، ويلتقون مع بكر بن وائل في أفصي (1).
توجهت قبيلة عبد القيس للبحرين (إقليم البحرين) واستقرت بها وكان قائدهم آنذاك هو عمرو ابن الجعيد العبدي(2). وقد كانت لعبد القيس قبل نزوحها للبحرين برئاسة والده الجعيد بن صبرة العبدي السيادة على قبائل ربيعة بل على آل معد بن عدنان قاطبةً، وفي ذلك يقول الحارث الشيباني:


غنينا في تهامة قاطنيها
ليالي العز أيام الجعيد
تدين له القبائل من معد
كما دانت قضاعة لابن زيد

وكذلك يقول ابن المقرب العيوني البحراني مفتخراً بقبيلته عبد القيس:


في الجاهلية سدنا كل ذي شرف
بالمأثرات وسدنا العرب والعجما
وسار كل معدي لنا تبعاً
يرعى بأسيافنا الوسمي حيث هما

والجدير بالذكر هو أن قبيلة عبد القيس تعتبر من أرحاء العرب الست وهم عبد القيس وبكر بن وائل (من ربيعة)، وتميم وأسد بن خزيمة (من مضر)، وطيء وكلب بن وبرة (من قحطان)(3).
وقد كانت عبد القيس تسكن تهامة الحجاز مع مجمل قبائل ربيعة، فحدث خلاف كانت نتيجته هي أول حرب تقع في التاريخ بين قبائل ربيعة التي كانت بين آل عبد القيس وآل النمر ابن قاسط فاقتتلوا قتالاً شديداً فكان الفناء والهلاك في النمر ابن قاسط. وبعد تلك الحرب تفرقت ربيعة وارتحلت فروعها. ولحرب ربيعة وانتقال عبد القيس وحروبها مع القبائل التي كانت تسكن البحرين قبلها تفاصيل عديدة لا يتسع المجال للخوض فيها هنا لكننا نذكر أهم منازلهم: حيث تمركزوا في هجر وانتشروا في باقي أراضي البحرين من حاضرة وبادية فنزل بنو جذيمة بن عوف بن لكيز في الخط وافنائها، وبنو نكرة بن لكيز في القطيف وما حولها والشفار والظهران إلى الرمل وما بين هجر إلى قطر وبينونة، ونزلت شن أفصي طرف القطيف وأدناها إلى العراق بينما بقي في هجر بنو الديل وهم عمرو وأبناؤه (محارب وعجل) وبقي معهم بنو عامر بن الحارث ثم خرج من بينهم قسم السكن العيون (أ) واتجه قسم آخر وسكنوا الجوف (جوف البحرين شمال الأحساء، صلاصل وما جاورها)، وهناك العديد من القرى والأماكن الأخرى التي ذكرت لعبد القيس في البحرين وأطراف عمان(4). فقد كانت لها السيطرة على الساحل وغالب الأراضي وفي هذا اقتبس الأخنس بن شهاب التغلبي من أبيات آل أسعد اليماني في الأزد ونزولهم البحرين، فقال الأخنس مفتخراً بأبناء عمه من ربيعة:


لكل أناس في معد عمارة
عروض إليها يلجأون وجانب
لكيز لها البحران والسَّيف كله
وإن يأتها بأس من الهند كارب

غزو عبد القيس لفارس والانتقام الذي عاد عليهم وعلى غيرهم من العرب
كانت عبد القيس من القبائل العربية المجاورة لهذه الدولة العظيمة آنذاك، وعند وفاة الملك (هرمز بن نرسي بن بهرام) فلم يكن له سوى ولد رضيع (سابور) فطمعت بعض القبائل العربية بدخول تلك الأراضي. فسار جمع عظيم من عبد القيس وقبائل البحرين إلى بلاد فارس فهجموا على أبرشهر وسواحل أردشيرخره وأسياف فارس فغلبوا أهلها على مواشيهم ومعايشهم وأكثروا الفساد في أرضهم.
ولما بلغ عمر سابور 16 سنة واستشعر المسؤولية فأخذ يعد العدة ويجهز الجيوش، فسأله رؤساء أصحابه أن يقيم في عاصمة ملكه ويوجه القواد والجنود ليكفوه ما يريد، فأبى واختار من جنده ألف فارس من صناديد جنده وأبطالهم فسار بهم على القبائل العربية التي اقتطعت جزءاً من ملكه فقتل منهم عدداً كبيراً وأسر أعداداً أخرى وهرب الباقون إلى مواطنهم فتتبعهم وقطع البحر إلى البحرين فدخل القطيف والخط فقتل أهلها أشد تقتيل ثم دخل هجر وبها أناس من عبد القيس وتميم وبكر بن وائل فأفشى بينهم القتل وأكثر القتلى من عبد القيس ثم عطف على باقي مدن عبد القيس واحدة تلو الأخرى يقتل من يقتل ويهرب منه من يهرب. ثم قصد اليمامة فأكثر من أهلها القتل وغور مياه الطرق ثم سار إلى تغلب وبكر فيما بين مناظر الشام والعراق فقتل وسبا وغور مياههم وكان ينزع أكتاف الرجال وهم أحياء فسمي ذا الأكتاف(5).
* ولعبد القيس بطولات وأيام بين العرب نعجز عن حصرها، ولا يتسع المجال لذكر حتى بعضها لكن نكتفي بذكر بيت الشعر الشهير الذي قيل فيهم يوم هزيمتهم لإياد، فأصبح مثلاً يضرب عند العرب:


لقيت شن إياداً بالقنا
طبقاً وافق شن طبقة

كما برز من هذه القبيلة فحول للخطابة والشعر في الجاهلية، أبرزهم الشاعران المثقب والممزق.
* والجدير بالذكر هو أن القبيلة وبعد نزولها البحرين مالت للتحضر والاستقرار أكثر منها للبداوة التي كانت تعيشها في تهامة وذلك يعود لعدة عوامل أهمها طبيعة البحرين الجغرافية من انفتاح بحري وخصوبة أراض ووفرة مياه لذلك فقد عرفت عبد القيس في الجاهلية بتميزها في زراعة النخيل ففيهم قالت العرب (عرف النخل أهله). وبقيت كذلك بعد الإسلام، لهذا كان أبناء القبائل الأخرى في قلب الجزيرة يعايرونهم بذلك، وقصة التحكيم بين الفرزدق وجرير مشهورة حين أتى الفرزدق بالصلتان العبدي وقد كان من كبار الشعراء سناً وشعراً، فلم تأت نتيجة التحكيم مرضية لا لجرير ولا للفرزدق الذي طلبه للتحكيم فكان صريحاً في حكمه وقال:


ألا إنما تحظى كليب بشعرها
وبالمجد نهشل والأقارع
أنا الصلتان الذي قد عرفتم
متى ما يحكم فهو بالحكم صادع
أتتني تميم حين هابت قضاتها
فهل أنت للفصل المبين سامع
قضاء امرئ لا يرهب الشتم منكم
وليس له في الحكم منكم منافع
فما رجع الأعشى قضية عامر
وما لتميم في قضائي راجع
فإن يك بحر الحنظلين واحداً
فما تستوي حيتانه والضفاضع
فيا شاعراً لا شاعر اليوم مثله
جرير ولكن في كليب تواضع
ويرفع من شعر الفرزدق أنه
ينوء لحي للخسيسة رافع
يناشدني النصر الفرزدق بعدما
ألحت عليه من جرير صواقع

والحقيقة أن هذه الأبيات نزلت كالصاعقة على الطرفين حيث انه أطرى على رفعة نسب الفرزدق في تميم وتواضع نسب جرير فيهم فأغضب بذلك جرير، وفي نفس الوقت امتدح جرير كشاعر ليس كمثله وأن الفرزدق ما دعاه إلا لينصره من صواعق ذلك الشاعر فأغضب بذلك الفرزدق، وحينها لم يجد الفرزدق ما ينبز به الصلتان العبدي إلا كونه بحرانياً فقال (أما الشرف فقد عرفه وأما الشعر فما للبحراني والشعر) أما جرير فهو أيضاً نبزه بهذا البيت:


أقول ولم أملك سوابق عبرة
متى كان حكم الله في كرب النخل

فرد عليه الصلتان على الفور قائلاً:


أعيّرتنا بالنخل أن كان ملكنا
لود أبوك الكلب لو كان ذا نخل

ثم أكمل البيت خليد عينين العبدي قائلاً:


وأي نبي كان في غير قرية
وما الحكم يا ابن اللؤم إلا مع الرسل

فرد جرير:


فخل الفخر يا ابن أبي خليد
وأد خراج رأسك كل عام
لقد علقت يمينك رأس ثور
وما علقت يمينك باللجام (6)

ومن الأبيات السابقة نعلم أن عبد القيس كانت تفتخر بتحضرها وممارستها فلاحة النخيل بينما كان الآخرون لا يجدون آنذاك سوى المعايرة والنبز لهم بذلك، وبيت جرير الأخير واضح بإشارته إلى أنهم تركوا البداوة وركوب الخيل وتحولوا لحرث الأرض بالثيران وغيرها.
* كما اشتهرت عبد القيس بركوب البحر نظراً لانتشارها على سواحل الخليج وما يتبع ذلك من تجارة وغوص وغيرهما من أمور البحر، وهذا ما شجع العلاء بن الحضرمي في ولايته الثانية على البحرين في عهد الخليفة عمر بن الخطاب على القيام بأول غزوة بحرية في تاريخ الإسلام والتي انطلقت من سواحل القطيف لفتح بعض بلاد فارس، وقد كان القادة البحريون حينها ثلاثة، هم الجارود العبدي والسوار بن همام وهما من مشاهير عبد القيس والثالث هو خالد ابن المنذر بن ساوى التميمي الذي كان والده حاكم البحرين من قبل الدولة الفارسية وهو من راسله النبي صلى الله عليه وآله وسلم مع المرزبان سيبخت (وكيل كسرى في المنطقة) فأسلما. وقد قام هؤلاء القادة بواجبهم على أكمل وجه ووصلوا بالجيوش إلى بر فارس ودخلوا اصطخر إلا أن الهزيمة العسكرية كانت من نصيبهم وكان ذلك سببا في عزل الحضرمي الذي كان يريد منافسة سعد بن أبي الوقاص في العراق آنذاك. خاصة وأن الخليفة عمر بن الخطاب كان قد نهى بعض الولاة عن الغزوات البحرية مثل عمرو بن العاص، فقام العلاء بهذه الغزوة دون أخذ الإذن (7).
مكانة عبد القيس الدينية قبل ظهور الإسلام
في الحقيقة هناك شخصيتان من عبد القيس كانت لهما مكانة دينية وعقائدية بارزة قبل الإسلام، لابد من التطرق لهما قبل الدخول في إسلام عبد القيس. وقد قال المسعودي في مروج الذهب:(كان بين المسيح ومحمد في الفترة جماعة من أهل التوحيد ممن يقر بالبعث وقد اختلف الناس فيهم فمن الناس من رأى أنهم أنبياء ومنهم من رأى غير ذلك) وعدد عدة أسماء كان من بينهم هؤلاء الثلاثة:
1- بحيرا الراهب:
وهو من عبد القيس وعند النصارى اسمه (سرجس أو جرجس)
وقد مر عليه النبي صلى الله عليه وآله وسلم حين كان ابن 12 عاماً مسافراً مع عمه أبي طالب في تجارة فعرف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بصفته ودلائله وما كان يجده في كتابه ونظر إلى الغمام تظلله حيثما جلس فأنزلهم بحيرا وأكرمهم واصطنع لهم طعاماً ونظر إلى خاتم النبوة بين كتفيه، فآمن به وأخبر عمه بالأمر وحذره ونصحه بالرجوع به (8).
2- رئاب الشني:
هو من عبد القيس ومن الموحدين المشهورين في الجاهلية على دين عيسى بن مريم عليه السلام. وذكر ابن قتيبة سمع قبل مبعث النبي صلى الله عليه -وآله- وسلم منادياً ينادي خير أهل الأرض ثلاثة رئاب الشني أتحير الراهب وآخر لم يأت بعد (يقصد محمد صلى الله عليه وآله وسلم) فكان لا يموت أحد من ولد أرباب (رئاب) فيدفن إلا ورأوا طشاً على قبره(9).
3- قس بن ساعدة الإيادي (أسقف نجران)
وهو ليس من عبد القيس لكنه كان ممن تأثر به جميع من بالجزيرة العربية بل والعرب قاطبةً فقد كان من كبار الخطباء، وقد ذكرناه هنا لأنه من الواضح أن له علاقة وثيقة بأهالي البحرين حيث سأل عنه النبي صلى الله عليه وآله وسلم وفد عبد القيس وهذا قد يشير إلى هذه العلاقة كما أهن قبيلة إياد من القبائل التي سكنت البحرين منذ القدم كما أسلفنا، وقد يكون لوحدة الديانة بين غالبية أهالي البحرين وأهالي نجران في ذلك الوقت وهي النصرانية دور في هذه الصلة والعلاقة. وهو على كل حال كما ذكرنا يعتبر من خطباء العرب وحكمائهم.
قيل عاش 380 سنة وقد سمع النبي صلى الله عليه وآله وسلم حكمته وهو أول من آمن بالبعث من أهل الجاهلية وأول من توكأ على عصا في الخطبة وأول من قال أما بعد في قول، وأول من كتب من فلان إلى فلان.
وذكر ابن حجر قول الجاحظ أن له فضيلة ليست لأحد من العرب لأن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روى كلامه وموقفه على جملة بعكاظ وموعظته وعجب من حسن كلامه وأظهر تصويبه وهذا شرف تعجز عنه الأماني وتنقطع دونه الآمال وإنما وفق الله ذلك لقس لاحتجاجه للتوحيد ولإظهاره الإخلاص وإيمانه بالبعث ومن ثم كان قس خطيب العرب قاطبةً.
وفي الوفادة الثانية لعبد القيس قال النبي صلى الله عليه وسلم للجارود: يا جارود هل في جماعة وفد عبد القيس من يعرف لنا قسّا؟ فقال كلنا نعرفه يا رسول الله وأنا من بين القوم كنت أقفو أثره..... إلى أن قال النبي: على رسلك يا جارود فلست أنساه بسوق عكاظ على جمل أورق وهو يتكلم بكلام ما أظن أني أحفظه، فقال أبو بكر يا رسول الله فإني أحفظه كنت حاضراً ذلك اليوم بسوق عكاظ.... إلخ الحديث (10). مع ملاحظة أن ما يشبه هذا الحديث ورد في عدة مصادر في وفدي بكر بن وائل وإياد.
عبد القيس والإسلام
في بداية ظهور أمر النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم فإن قبائل عديدة أخذت تتبع أخباره فمنهم من لم يسلم لأسباب مختلفة وهؤلاء هم الأغلبية أما القلة فهم من دخلوا في الإسلام طائعين غير مكرهين عليه ومن هؤلاء قبيلة عبد القيس التي دخلت في الإسلام منذ وقت مبكر ومهدت لدخول أغلب سكان البحرين آنذاك في الإسلام حتى أصبحت هذه المنطقة هي ثاني منطقة تدخل في الإسلام بعد المدينة المنورة وقبل فتح مكة وهم أيضاً من بنوا مسجد جواثا (ب) الذي جاء خبره في كتب الحديث (عن أبي جمرة الضبعي عن ابن عباس أنه قال: إن أول جمعة جُمعت بعد جمعة في مسجد رسول الله في مسجد عبد القيس بجواثا من البحرين)(11).
وفي قوله تعالى {أَفَغَيْرَ دِينِ اللّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ} ذكر بعض المفسرين أن الذين أسلموا طوعاً في السماء هم الملائكة والذين أسلموا طوعاً في الأرض هم الأنصار وعبد القيس، والطبري أضاف عليهم بني سليم (12).
للتواصل:
nazr@gawab.com
يتبع
الهوامش
(1) +(2) الكلبي وابن حزم وغيرهما من النسابين.
(3) شرح ديوان ابن المقرب، تحقيق الأستاذ عبد الخالق الجنبي وصاحبيه، ص 929 و930 و 937 و 958.
(أ) العيون هي المنطقة الممتدة من وادي الثليم غرباً حتى بر العقير شرقاً، وفي الثليم كانت بلدة العيون القديمة التي كان بها منازل آل إبراهيم الذين ينتمي إليهم العيونيون، ويذكر بعض أهالي الأحساء أن هذه المنطقة كانت تحوي 330 عيناً للماء لذلك سميت هذه المنطقة بالعيون لكن لجفاف معظم عيونها ولموقعها على الحدود الشمالية للأحساء مما جعلها دوماً عرضة لهجمات وغزوات البدو في فترات الانفلات الأمني حدا بأهاليها على مر العصور للنزوح إلى الداخل لذلك لم يبق بها حالياً أحد من سكانها القدامى كعبد القيس وغيرهم، أما بلدة العيون الحالية فهي بقعة كانت تعرف سابقاً باسم المحترقة، تكونت على أيدي بعض المهاجرين للمنطقة آنذاك باقية الذين كانوا يسكنون بقعة مجاورة لها تسمى طليطلة أو طلة، وما زالت آثارها باقية، وهما شرق بلدة العيون القديمة في وادي الثليم والذي ذكره ابن المقرب في أشعاره عدة مرات.
(4) معجم ما استعجم للبكري، ج1، ص81 (صفة جزيرة العرب للهمداني، ص3 و279) قبائل العرب قبل الإسلام لجواد علي، ج4، ص484.
(5) الكامل لابن الأثير، ج1، ص32 (تاريخ الأمم والملوك للطبري، ج1، ص100) العبر وديوان المبتدأ والخبر لابن خلدون، ج1، ص258.
(6) طبقات فحول الشعراء لابن سلام الجمحي (ص: 105، 106).
(7) تاريخ الأمم والملوك للطبري، ج4، ص79، والبداية والنهاية، لابن كثير، ج7، ص93 (العبر... لابن خلدون، ج2، ص957).
(8) +(9) المعارف، لابن قتيبة، ص 28 (بلوغ الأرب، للألوسي ،ج2، ص 258).
(10) عيون الأثر في المغازي والسير، لابن سيد الناس، ص26(مختصر تاريخ دمشق، لابن عساكر ص 118).
(11) صحيح البخاري، ج1، ص215.
(ب) جواثا قرية مندرسة في الأحساء معلوم موقعها، وقد تم التنقيب عما يعتقد أنه المسجد المذكور، ويفد إليه الكثير من الزوار والسياح.
(12) الجامع لأحكام القرآن للقرطبي، ط3 (1387هـ)، ج3، ص128 (جامع البيان عن تفسير آي القرآن (تفسير الطبري) للطبري، ج6، ص567.

خالد النزر*

(*) كاتب وباحث مختص بتاريخ الأحساء


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved