* استطلاع - عمر البقمي:
يتعرض العديد من العاملين في المصانع وكذلك في الصناعة الزراعية الى كثير من الإصابات الخطيرة البعض منها يسبب العاهات المستديمة أو الوفاة.
فقد بينت إحصائية منظمة الصحة العالمية أن ما يقارب المليون وعشر المليون شخص يموتون كل عام بسبب الإصابات أو الأمراض المهنية كما بينت أن ما يقارب 160 مليون حالة تسجل سنويا كإصابة عمل مهني على مستوى العالم.
وفي المملكة سجلت الإحصائيات (504040 حالة إصابة عمل) في سنة واحدة ومن المحتمل أن ينتهي بعض هذه الحالات إلى الوفاة أو العجز.
(الجزيرة) قامت بزيارة بعض المصابين في المستشفيات وبعض الجهات ذات العلاقة لتضع يدها على سبب كثرة الإصابات العملية وإليكم النتيجة:
*****
عادل ناصر (فني مختبر) تحدث عن إصابته حيث قال: إنه كان يحمل سائلا حارقا بطريقة غير نظامية لم يرع فيها قواعد ومبادئ السلامة بسبب ثقته بنفسه ولخبرته الطويلة التي خانته في هذه المرة فانكفأ السائل على فخذه وقدمه محدثا به حروقا خطيرة، نقل على إثرها للمستشفى.
أما المصاب (أ.ت) فقد تعرض لحادث سير أثناء العمل وأصيب بإصابات بالغة في الرأس مما أدخله مرحلة ما يسمى (بالمرحلة النباتية) حيث يصبح المصاب فيها أشبه ما يكون بالنبات لا يستطيع أن يتحرك ولا يعلم أين هو ويتغذى فقط على (الأنبوب المغذي) والذي يحقن به الوريد.
أحد الأطباء المشرفين على حالة هذا المريض أخبرنا بأن المصاب تم إحضاره للمستشفى منذ ما يقارب العامين ولا يزال على حالته الراهنة وكما يقول الطبيب :إنه من الحالات الميؤوس من شفائها.
العامل إبراهيم يعمل بأحد المصانع، تعرض أثناء تأديته لمهام عمله لحادث سقوط من على رافعة برجية على ارتفاع 18 قدما ودخل في حالة غيبوبة عميقة وأصيب بإصابات بالغة في العامود الفقري والرأس وتم نقله للمستشفى الذي شخص حالته بإنقلاع عظمي للفقرة الخامسة والسادسة، وتجمع دموي داخل الدماغ.
وأصبح يعاني شللا رباعيا وغيبوبة سباتية لا يعلم متى يفيق منها. وإبراهيم فاقد للوعي من أكثر من أربع سنوات ويرى فيصل العنزي مسؤول السلامة الصناعية في شركة الإنارة السعودية أن المسؤولية مشتركة بين المنشأة والعامل فالمنشأة الصناعية أو غيرها يجب أن توفر المستوى المطلوب من السلامة الصناعية والوقاية المهنية من الإصابات.
كما يجب أيضا على المنشأة توعية العامل بمعنى الإصابة المهنية والأسباب المؤدية لها ليتجنبها ويسلم ومن ثم يقوم بعمله على أكمل وجه.
وفي المقابل يجب على العامل اتباع كل إرشادات السلامة والتقيد بشروطها ليحافظ على نفسه من الإصابات، ويشدد على أنه يجب أن تكون هناك برامج تدريبية خاصة بالسلامة من الإصابات المهنية.
ويقول أيضا إنه يجب أن تطبق عقوبات رادعة على العمال الذين لا يتقيدون بأنظمة السلامة ويهملون أي جانب من جوانبها ، وتحدث النقيب الفني أحمد العقيفي قائد سرب التموين بقاعدة الرياض الجوية عن أسباب الإصابات المهنية وقال:
إن الأسباب غالبا ما تكون من العامل نفسه إذا لم يتقيد بأنظمة السلامة وإرشاداتها التي وضعت لحمايته من الأخطار المهنية.
ويقول النقيب العقيفي إنه يعمل تحت إدارته قرابة المائة عامل في المستودعات وغيرها ويطالبهم دائما بالتقيد بأنظمة السلامة في حملهم للأشياء الثقيلة وفي لبسهم للملابس الواقية من الإصابات المهنية.
ودعا جميع العاملين إلى التقيد بأنظمة السلامة التي وضعت لمصلحة العامل قبل مصلحة العمل لأن الإنسان أغلى من أي شيء آخر.
ويرى حمد الزنيدي الموظف بشركة الاتصالات السعودية أن إصابات العمل لا تختص فقط بمن يعملون بالمهن الصناعية والمهن الخطرة الأخرى بل تتعدى ذلك وحتى الذين يعملون بالوظائف الإدارية والمكتبية معرضون للإصابة المهنية فالجلوس الطويل أمام شاشة الكمبيوتر يعرض العمود الفقري والعين لخطر الإصابة المهنية.
لذلك يجب أن تكون هناك إرشادات سلامة تتبع من الموظفين الإداريين لحمايتهم من الإصابات المهنية لأن الانهماك في العمل أحيانا ينسي الإنسان أخذ فترات راحة لوقت بسيط حفاظا على سلامته.
وتحدث للجزيرة الدكتور منصور عبدالعزيز المسعود أخصائي إصابات العمل والأمراض المهنية بالتأمينات الاجتماعية عن العوامل المؤثرة والمسببة للأمراض المهنية فقال: إن هناك عدة عوامل منها عوامل فيزيائية: ويندرج تحتها العديد من الأسباب مثل الضجيج الذي ينتج عنه الصمم المهني، والوهج والذي يسبب العديد من الأمراض كمرض الساد أو الطفرة الكتاركت)، والإشعاع بأنواعه وما ينتج عنه كضربات الشمس والإجهاد الحراري، والاهتزازات وما يصاحبها من أمراض المفاصل.
وهناك أيضا عوامل كيميائية: حيث يوجد الكثير من المواد الكيميائية التي يتعرض لها العمال بشكل دائم وفيها الكثير من المخاطر على الصحة العامة ومن أهم مخاطرها أنها تعرض العامل للإصابة بالسرطان فضلا عن أثرها على الجلد والأجهزة الحيوية الأخرى مثل الجهاز التنفسي والمخ والأعصاب وقد بينت الدراسات أن أكثر من 2336 مادة كيميائية يجب أخذ الحذر منها لأنها تعتبر مواد خطرة قد تسبب العديد من الأمراض منها 350 مادة ثبت أنها تسبب السرطان.
أما جدول الأمراض المهنية في بلدنا فيحتوي على 40 مادة كيميائية خطرة تندرج تحت بعضها تصنيفات أخرى لبعض عناصر تراكيبها أو مستحضراتها ويوجد بينها ما يسبب بعض الأورام السرطانية.
ومن العوامل المؤثرة والمسببة للأمراض المهنية أيضا يقول الدكتور منصور: العوامل الحيوية والبيولوجية احتوى الجدول السعودي منها على حوالي 26 عاملا حيويا كالفيروسات والميكروبات والطفيليات التي قد تتواجد ببعض المهن الصحية والمهن الحرفية مثل: الحمى المالطية والجمرة الخبيثة والدرن وغيرها.
وعن فوائد تطبيق مبادئ الصحة المهنية قال: إنه يجب علينا الاهتمام بترسيخ وتطبيق مبادئ الصحة المهنية التي يهتم بها الطب المهني ونشر الوعي الصحي المهني.
تحذيرات خاصة من بعض
الإصابات الخطرة
إصابات يوجد لها تحذيرات خاصة وهي تمثل النسبة الأعلى للإصابات أوجز هنا بعض التعليمات والممارسات التي يجب توخي الحذر من فعلها حيث يعتقد المسعف أنها تساعد على إنقاذ المصاب بينما هي تزيد درجة الإصابة منها ما يلي:
إصابات الرأس:
تكون هذه الإصابات عادة ناتجة عن سقوط من علو أو حوادث مرورية أو من المشي بأماكن العمل الخطرة مثل العمل في المنشآت البنائية وتحت الجسور والعمائر التي تحت الإنشاء وتنتج عنها إصابات خطرة مثل كسور الجمجمة، جروح فروة الرأس، ارتجاج المخ، أو إصابات الدماغ ومثل هذه الإصابات تحتاج إلى اهتمام طبي فوري بدون تأخير.
- كسور الجمجمة (وتعرف مثل هذه الإصابات إذا لم تتم مشاهدتها بخروج دم من الأذنين أو الأنف أو فقدان المصاب للوعي).
- الارتجاج، وهو اختلال مؤقت للدماغ بعد الحادث ويعرف بفقدان للوعي أو فقدان مؤقت للذاكرة.
- نزيف دماغي داخلي مما يسبب زيادة الضغط داخل الجمجمة وبالتالي الضغط على خلايا المخ. مثل هذا النزيف ممكن حدوثه ونشأته خلال الأربع و العشرين ساعة الأولى من حديث الإصابة ومن علاماته الاختلاف الواضح في اتساع حدقة العين بالمقارنة والأخرى وكذلك انخفاض النبض وتدهور بمستوى الوعي، صداع شديد، شلل أو خدل بأجزاء الجسم وقد تكون هذه الأعراض مصاحبة بحرارة بالجسم.
مثل هذه الإصابات يجب نقل المصاب بأسرع وقت للمستشفى، وعليك الانتباه للتنفس وضربات القلب في حالة توقفها ابدأ حالا بعمل (CPR) الإنعاش القلبي الرئوي، تفقد التنفس والنبض كل عشر دقائق حتى وصول المصاب للمستشفى.
إصابات العمود الفقري
العمود الفقري يتكون من سلسلة من الفقرات العظمية المتلاحمة يوجد خلالها الحبل الشوكي. وإصابة الحبل الشوكي قد تسبب شللا رباعيا أو نصفيا أو الإصابة بأمراض الآلام المزمنة. وتحدث مثل هذه الإصابات من سقوط من علو أو حوادث مرورية ومن أعراضها آلام مكان الإصابة، فقدان الإحساس بالقدمين أو الشعور بوخزات وتنمل أو حرارة بالقدمين، أو الشعور بثقل وتيبس في الأطراف وقد يخبرك المصاب بشعوره أنه مقسوم من النصف ولا يشعر بنصفه السفلي وقد تكون هناك بعض الأعراض المصاحبة مثل عملية الانتصاب اللاإرادي (paraprism).
في مثل هذه الإصابات أيضا هنالك محاذير يجب اتباعها حيث.
- يجب عدم تحريك المصاب وتركه كما هو حى لو كان الوضع غير مريح.
- إلا إذا كان فاقدا للوعي أو لا يتنفس أو إذا كان معرض لخطر إصابة أخرى وهنا يجب تحريكه كقطعة واحدة ما أمكن بواسطة عدة أشخاص بنفس الوضع الذي وجد عليه.
- أخبره ألا يتحرك، حاول طمأنته والمكوث إلى جانبه حتى وصول الإسعاف.
الحروق:
إصابات لأنسجة الجسم بواسطة النار، مواد كيميائية حارقة أو إشعاعية أو بواسطة بخار أو سائل حار وهي مقسمة حسب عمقها ومكانها إلى أقسام:
الحروق السطحية:
التي أثرت على الطبقة العلوية أو الخارجية من الجلد وتسبب إحمرارا وتورما بسيطا وألما وعادة هذه الحروق تشفى بسرعة
الحروق المتوسطة:
وهي أعمق من سابقتها وتكون فقاقيع وحويصلات (blisters) قد تلتهب فيما بعد إذا لم يعتن بها
الحروق العميقة:
وتؤثر على جميع طبقات الجلد وقد لا يصاحبها ألم إذا كان العصب متأثرا وهذه الحروق تحتاج إلى العناية الطبية الكاملة. وللحد المباشر من تأثر الأنسجة عند الحروق يجب:
- تبريدها بواسطة ماء جار مثل غسيلها تحت صنبور الماء البطيء الجريان ولمدة 10-20 دقيقة.
- إذا لم يجد الماء فانزع الملابس غير الملتصقة بالجسم بلطف لأنها تحتفظ بالحرارة أفضل (تذكر فقط إذا لم تكن ملتصقة بالجسم).
- لا تزيل أي شيء ملتصق بالمنطقة المحروقة.
- لا تضع أي كريم أو مرهم أو دواء على الحرق ما لم تكن ملما بعواقبه الطبية.
- لا تحاول فتح الفقاعات أو الحويصلات المتكونة بسبب الحرق إلا تحت عناية طبية.
- لا تحاول وضع ضمادات لاصقة.
- انزع أية مجوهرات أو ساعات أوأحزمة أو ملابس ضيقة بالمنطقة المحروقة قبل أن تبدأ بالتورم.
- خذ المصاب إلى الطوارئ أو استدعي له الإسعاف.
إصابات العيون
تعتبر هذه الإصابات من أخطر وأكثر الإصابات شيوعا حيث تمثل ما يقارب عشرين بالمائة من مجموع الإصابات بالتأمينات الاجتماعية وعادة ما تكون إما بحرق كيميائي أو وميض من لحام أو بدخول جسم غريب الى العين وقد كتبنا عنها بمقالات سابقة ونوصي هذا المسعف بالآتي:
- في حالة الحروق ،تغسل العين بالماء المعتدل البرودة والملوحة (ماء الشرب).
- عدم وضع أي مرهم أو كريم إلا تحت رعاية طبية.
- عدم نزع أي جسم غريب من داخل العين.
إصابات الخلع (خلع المفاصل):
الخلع هو زحزحة العظمة أو عدة عظام عن المفصل وعادة ما تحدث مثل هذه الإصابة في مفصل الكتف أو الكوع أو أصابع اليد وعلاجه هو طمأنة المصاب وجعل الجزء المصاب في الوضع المريح بحيث لا يكون هناك ضغط أو شد على المفصل كوضعه على مخدة أو ربطة بالوضع الذي لا يؤلم المصاب كتعليق اليد والخطوة التالية هي استدعاء الإسعاف وهنا نحذر من عدم محاولة رد الخلع.
الكسور:
عادة ما تكون مصاحبة لألم وتورم وخدوش وصعوبة في تحريك الجزء المصاب كما من الممكن أن تصاحبها أعراض صدمة (shock) من جراء نزيف داخلي لذلك.
- تأكد من عدم وجود صعوبة بالتنفس، فقدان للوعي، أو نزيف داخلي (ابدأ الإسعاف حسب الحالة والوضع.
- إذا تأخر نقل المصاب للجهة العلاجية فالمطلوب هنا ألا يتحرك الجزء المكسور لذلك حاول عدم تحريك الجزء المصاب وذلك بتثبيت الجسم برباط أو أحزمة إسعافية (مثل ضم الذراع للجسم أو الرجل للأخرى) مع دعم الجزء المصاب أثناء النقل.
| 
